الجمعة الأسود في العالم

24 نوفمبر 2015
من طوابير الانتظار أمام المتاجر في بريطانيا(Getty)
+ الخط -
بمجرد انتهاء يوم الخميس الذي يحتفل فيه الأميركيون بعيد الشكر، تبدأ مناسبة صاخبة لا تقل أهمية، هي الجمعة السوداء (Black Friday)، حيث يحتشد ملايين الزبائن أمام جميع المحلات التجارية منذ الساعات الأولى من أجل الاستفادة من التخفيضات غير المسبوقة على جميع السلع التجارية، حيث لا تزيد العروض عن يوم واحد فقط.


إذن لا علاقة للاسم بالكآبة التي يوحي بها اللون الأسود، بل هو يوم سعيد في نظر الزبائن التي تشتري في هذا اليوم معظم هدايا أعياد الميلاد، ففي هذا اليوم يفتتح موسم التسوق الذي يستمر حتى رأس السنة، وقد أطلقت عليه اسم الجمعة الأسود سنة 1960 الشرطة الأميركية في ولاية فلادلفيا، حيث الزحام الشديد والفوضى المرورية والتكدس الشديد الذي تشهده الشوارع بصورة تثقل كاهل رجال الشرطة والمرور في هذا اليوم!

أما الدوافع التاريخية لهذا الزحام الشديد فتعود إلى سنة 1869، حين ضربت الأزمة المالية الاقتصاد الأميركي بصورة تنذر بكارثة، إذ توقفت الحركة التجارية بشكل شبه تام، ولم تستطع الحكومة الأميركية تجاوز الأزمة إلا بعد أن اتخذت عدة إجراءات، كان أبرزها تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات المخزونة لبيعها لتقليل حجم الخسائر المتوقعة، وإنعاش السوق التجاري الراكد.

لم يعد الجمعة الأسود يوماً تسويقياً خاصاً بالأميركيين، فبعد أن دخلت شركات التسوق الإلكتروني العالمية، وسيطرت الشركات التجارية عابرة القارات، صار الكثير من سكان العالم ينتفعون بهذه العروض التجارية المميزة.

إضافة إلى ذلك فإن فكرة "الجمعة السوداء" تسربت بقوة إلى العالم الافتراضي، حيث المتاجر الإلكترونية التي حققت مليارات الدولارات عبر ابتكار فكرة "الاثنين الإلكتروني" (Cyber Monday)، وهو أول إثنين يلي الجمعة السوداء مباشرة، وكانت بدايته يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2005، حين أعلنته بعض المواقع يوماً مميزاً للتسويق الإلكتروني.


اعتمد الاتحاد الوطني لتجارة التجزئة (NRF) يوم "الإثنين الإلكتروني" يوماً عالمياً للتخفيضات، وتم إطلاق موقع متخصص (CyberMonday.com) من أجل الترويج لهذا اليوم المميز. وهو ما جعل هذا الموسم عالمياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بعد أن تنافست كبرى شركات التسويق الكبرى في اجتذاب الزبائن!

وهذا الأسبوع، في السابع والعشرين من الشهر الحالي، أي الجمعة المقبلة، سيكون "الجمعة الأسود" وقد بدأت الإعلانات والعروض تغزو الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لجذب المستهلكين والزبائن من مختلف المتاجر الأميركية، من بينها المتاجر الكبيرة والشهيرة بأسعارها المرتفعة، والماركات العالمية الباهظة الثمن التي تبيعها. وقد انتقل هذا التقلد ايضاً إلى بعض الدول الغربية، وحتى بعض الدول العربية، ومن بينها لبنان، حيث تختار المتاجر يوماً محدداً وتقدّم حسومات كبيرة تعلن عنها برسائل هاتفية للزبائن.

أقرأ أيضاً:هكذا تقلّل هوليوود من قيمة عقولنا
دلالات
المساهمون