أثار فيلم الكوميديا الروسي "خولوب" ( يعني بالعربيَّة الخادم أو العبد) الذي بدأ عرضه مع بداية العام الجديد، وتمكن خلال أسبوع من جمع مليار روبل، في سابقة غير متوقعة في تاريخ الإنتاج السينمائي الروسي، سجالاً مجتمعياً حاداً.
الفيلم يروي قصة ابن أوليغارش موسكوفي، لا يلتزم بالقوانين والقيم المجتمعية، وتعوَّد على ارتكاب المخالفات وإذلال رجال الشرطة، بل والتعدي عليهم، باستخدام أموال والده ونفوذه.
ويقرر والده إعادة تربيته، عبر استغلال وجود ابنه في حال سكر شديد، وإيهامه بأنه عاد في الزمن إلى العهد القيصري، حيث لا يزيد مركزه الاجتماعي عن عبد يخدم في الإسطبل.
وتتعاقب على الشاب المواقف المذلة والحوادث غير المعتادة بالنسبة له، بعد فقدان مركزه الاجتماعيّ.
وتدريجيّاً، تتغيَّر عاداته السيئة، ليصبح إنساناً مسؤولاً ومُهذّباً، خاصة بعد وقوعه في حب "الخادمة آنا". وتنتهي رحلة الشاب في الماضي بشكلٍ مُفاجئ كما بدأت، ليعود إلى حياته في موسكو، ولكن تواصله مع حبيبته يضيع، وتبدأ رحلة البحث عنها، ليجد أنها عاملة في أحد نوادي الفروسية المرموقة في موسكو، وينتهي الفيلم بـ"هابي إند"، يضم الفتاة متوسطة المركز الاجتماعي لعائلة الملياردير.
نهاية الفيلم أثارت الكثير من الحنق والسخرية في وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة الروسية، والتي أشارت إلى أن سبب نجاح الفيلم وجمعه العائدات، هو رغبة الروس في رؤية العقاب العادل للأثرياء غير الآبهين بالقوانين، والمعتقدين بأنهم بأموالهم يشترون ما يشاؤون.
كما يسخر الروس من النهاية السعيدة المغايرة لكل ما جرت عليه العادة في الأفلام والروايات، إذ كان من المفترض أن يتنازل المحب عن الجاه والمال لأجل أن يكون مع حبيبته، أما المنتجون الروس، فرأوا أن الأفضل أن تنضم المحبوبة البسيطة إلى العائلة الغنية.
سجالات كثيرة تحدثت عن رسالة أرادها المنتجون، كتغيير الكراهية تجاه الأغنياء، عبر فتح المجال أمام البسطاء، إذْ قد يحالفهم الحظ كما حالف آنا، وينضمون إلى ركب فاحشي الثراء، في رؤية تتوافق مع الزعم المتكرر من قبل أثرياء روسيا، بأن "السلم الاجتماعي" متاح للجميع.