انطلاق فعاليات "مهرجان سوريا للأفلام" في تورنتو

20 أكتوبر 2018
مشهد من فيلم "الحرب الصامتة" (فيسبوك)
+ الخط -
ستفتتَح، يوم الجمعة 9 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فعاليات الدورة الرابعة لـ"مهرجان سوريا للأفلام" في قاعة "جاكمان" في وسط مدينة تورنتو بكندا. إذْ ستُعرَض مجموعة من الأفلام التي تحملُ الهمّ السوري، وترصد مأساته، وتبحث عن الأمل والعزاء في الفن السابع. وتستمر العروض حتى مساء 11 نوفمبر/تشرين الثاني. ومن بين تلك الأفلام "سلالة" و"طعم الإسمنت" و"قصة إخبارية" وغيرها. و"مهرجان سوریا للأفلام" هي منظمة غير ربحية مسجّلة رسمياً في كندا، تمّ تأسيسها عام 2015 في مدينة تورونتو من قبل مجموعة من المتطوّعين. وتهدف المنظّمة إلى نقل آمال وتطلعات وكفاح الشعب السوري. "مهمتنا هي بناء جسور للتواصل، وتشجيع الحوار والنقاش الفكري حول العدالة وحقوق الإنسان والمواطنة"، يقول القائمون على المهرجان. المهرجان مفتوحٌ فقط للأفلام التي تتحدَّث عن سورية أو الشعب السوري. يتم قبول الأفلام بكافة أنواعها، الطويلة والقصيرة والمتحركة. وبات المهرجان يحظى باهتمام من قبل الجمهور الكندي المهتم والراغب في معرفة المزيد عن الشأن السوري، ومن قبل المجتمع السوري في كندا، خصوصاً القادمين الجدد.

المهرجان حدث سنوي، وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ستكون الدورة السنوية الرابعة التي ستقام على مدى ثلاثة أيام، وتشمل أربعة عروض بين التاسع والحادي عشر منه في قلب تورونتو، وتحديداً في معرض "أونتاريو" للفنون AGO، وذلك بحضور المخرج السوري الكندي عمار شبيب، المشارك بفيلمه "وجد: أغاني الفراق"، والممثلة القديرة والناشطة يارا صبري، التي ستشارك في نقاش يلي عرض فيلم "الحرب الصامتة" حول حقوق المعتقلين. ويفتتح المهرجان بفيلم "سلالة" (2018)، وهو وثائقي قصير للمخرجة مها موسى، ويدور حول لانا فهمي، وهي فنانة مولعة بالرقص التعبيري، وهي تعيش في المنفى، وتريد أن تُشبع عشقها لهذا الفن.



ويُعرض أيضاً فيلم "وجد: أغاني الفراق" 2018، وهو فيلم وثائقي لعمار شبيب. ويرصد ما بدأ كمشروع للمخرج عمار شبيب، لاستكشاف الموسيقى الصوفية في سورية قبل الثورة، ثم تحوّل مع الوقت إلى قصة ثلاثة موسيقيين منفيين. يظهر الفيلم قصة الموسيقيين الثلاثة: إبراهيم وعبد الواحد ومحمد، إذْ أجبروا على الفرار من وطنهم سورية إلى تركيا، ومن ثم إلى هولندا، مما يغير ليس فقط حياتهم، ولكن أيضاً علاقتهم بالموسيقى التي يعزفونها.
والفيلم الثالث هو "الحرب الصامتة" (2017)، وهو فيلم وثائقي لمانون لوزو. فيلم قاس، ولكن له أهمية كبيرة، إذ أنه يروي قصص نساء كُن ضحايا للاعتداء الجنسي من قبل جنود تابعين للنظام السوري والمليشيات المناصرة له خلال الثورة السورية ضد حكومة بشار الأسد، والتي أكملت مؤخراً عامها السابع. ونتعرف في هذا الفيلم على نسوة مثل مريم خليف من مدينة حماة، وهي موظفة حكومية تحولت إلى مسعفة بعد الثورة. بعد فترة قصيرة من مشاركتها في مظاهرات حماة، اعتقلتها قوات النظام، وقاموا بضربها، ومارسوا عليها ما قد أصبح رد النظام الممنهج كعقاب على أفعالها، وهو الاغتصاب.

أما فيلم "طعم الإسمنت" (2017) للمخرج، زياد كلثوم، فيركز على عمال البناء السوريين الذين يبنون أبراج بيروت السكنية والتجارية نهاراً، وينامون ليلاً في أقبية تلك الأبنية. من خلال مشاهد تأملية، ينظر هؤلاء العمال مجهولو الهوية إلى بيروت المتجددة، بينما يفكرون في وطنهم المدمر الذي لا يبعد سوى عدة كيلومترات.

ويدور فيلم "قصة إخبارية أخرى" (2017) للمخرج أوربان والاس، حول صحافي محاط بآلاف اللاجئين، كلٌّ منهم لديه قصته المرعبة والفريدة، ورغم ذلك، قرر أوربان ولالس أن يوجه عدسته نحو الصحافيين هناك، ليوثق لأزمة اللجوء التي بدأت تتكشف. هنا يطرح سؤال: هل من الممكن للأشخاص المعنيين أن يحافظوا على إنسانيتهم في خضم السيناريوهات المرعبة التي يمرون بها، أم ستتحول هذه الأحداث والأشخاص إلى مجرد "قصة إخبارية أخرى"؟
دلالات
المساهمون