قصة رجل زرع وحده غابة تسكنها مئات الحيوانات

08 اغسطس 2018
سيستمر في غرس الشتلات حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة (فيسبوك)
+ الخط -
كان الهندي جاداف باينغ في الـ16 من عمره عندما حدثت سلسلة من الفيضانات التي تلاها جفاف شديد عام 1979 في مسقط رأسه جزيرة ماجولي (أكبر جزيرة نهرية في العالم) بآسام في الهند. وأثر الدمار المحيط به في مشاعره، مما دفعه إلى التعهد لنفسه بزراعة شجرة كل يوم، لتصبح مساحة غابته اليوم بعد 39 عامًا 1360 فدانًا، وهي أكبر من حديقة سنترال بارك في نيويورك، والتي تبلغ مساحتها 840 فدانا.

ولم يسلط الضوء على جهود باينغ حتى عام 2007 عندما عثر عليه مصادفة الصحافي ومصور الحياة البرية، جيتو كاليتا، الذي كان يحاول التقاط صور الطيور من قارب في نهر براهمابوترا الذي تطفو فيه جزيرة ماجولي، ثم روى قصته في الفيلم الوثائقي "رجل الغابة" والذي شوهد أكثر من 2.7 مليون مرة على موقع "يوتيوب".




وأوضح كاليتا في فيلمه أنه شاهد شيئًا غريبًا من مسافة بعيدة مما دفعه للسير نحوه ففوجئ بغابة كثيفة وسط الأرض القاحلة، وهذا ما جعله مفتونًا بقصة حياة باينغ الذي اعتقده صيادًا يجري خلف النمور للوهلة الأولى، قبل أن يدرك أنه صحافي ويصبح الاثنان صديقين مقربين.





ويكسب باينغ قوته من بيع حليب الأبقار للقرى المجاورة، ويؤكد أنه سيستمر في غرس الشتلات حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويقول مشيرًا للصعوبات التي يعانيها في حماية الحيوانات التي تعيش في غابته: "يستهلك البشر كل شيء حتى النهاية، ولا شيء في مأمن منهم، حتى النمور والفيلة" ويضيف: "قطعني قبل أن تقطع أشجاري".



وحصل عمل باينغ مع الوقت على دعم وتقدير كبيرين. كما كرمته الحكومة الهندية عام 2015 بمنحه جائزة بادما شري للعمل المدني، وهو يسعى اليوم لتغطية جزيرته بالغابات من جديد، مشيرًا إلى أن هدفه اللاحق أن تصبح مساحة غابته 5000 فدان، مؤكدًا أن أسلوب الحياة الهادئ في المنطقة التي يعيش فيها ساعده على التفكير في العالم حوله، وقال: "الناس هنا لا يتقاتلون كما في المدن، بل يقومون بعملهم، يأكلون، يتنفسون الأوكسيجين ويعيشون بسلام".


دلالات
المساهمون