استعادة الرشاقة بعد الحمل والإنجاب

13 أكتوبر 2019
ينصح بالحمية بعد شهرين من الولادة (Getty)
+ الخط -
تكسبُ المرأة بين 10 حتّى 15 كيلوغراما خلال فترة الحمل. وعلى الرغم من أنَّها تفقد بين 5 و6 كيلوغرامات عند الولادة، إلا أن الكيلوغرامات الباقية قد تتكدَّس في جسمها، وقد يكون ضرورياً السعي إلى خسارتها، لأن إهمالها يؤدي حكماً إلى تكدسها مع المزيد منها مع الوقت، وهذا ما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في الوزن مع مرور السنوات لدى النساء أحياناً.

من جهة أخرى، مهما كانت الزيادة في الوزن بعد الولادة، إذا كانت الأم ترضع طفلها لا يمكنها الخضوع إلى حمية قاسية، لأن ذلك يسبب أولاً تراجعاً في معدلات الحليب الذي ترضعه لطفلها. كما أن خضوع الأم المرضعة إلى حمية صارمة، يتسبب في زيادة معدلات السموم في جسمها، والتي يمكن أن تنقلها إلى طفلها. في المقابل من الضروري أن تدرك أن كونها ترضع طفلها لا يستدعي ذلك منها الأكل العشوائي بحجة الحفاظ على صحة الطفل. فيمكن أن تحرص على ضبط وزنها، وتجنب زيادته أكثر. وليس صحيحاً أنها تحتاج إلى تناول كميات زائدة من الطعام بهدف زيادة إنتاج الحليب لديها لتتمكن من إرضاع طفلها، لكن من المهم أن تحصل على أكبر نسبة من الغذاء والفيتامينات والمعادن، من الأطعمة الأقل دسماً.

لذلك، يجب تناول كميّات مضاعفة من السوائل، كما من الضروري التركيز على تناول البروتينات، خاصةً البروتينات المفيدة، كالدجاج والسمك واللحم الأحمر. ويجب الحد من تناول النشويَّات، لاعتبارها تساهم في زيادة وزنها في حال الإفراط في تناولها، إذ يمكن تناولها باعتدال. وينصح بقوة بعدم تناول الأطعمة المصنّعة، فهي تحتوي على نسبة عالية من الدسم. ومن المهم تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والحلويات والسكاكر والشوكولا التي لا تحتوي على مكونات غذائية أساسية، ويمكن البدء باتباع حمية بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من الولادة على الأقل. أمّا بعد الولادة، فيُنْصَح بشرب الحليب القليل الدسم بدلاً من ذاك الكامل الدسم. ويمكن أيضاً مُمارسة الرياضة الهادئة باعتدال بعد الولادة، شرط عدم البدء بذلك قبل الأسبوع السادس بعد الولادة، لأنَّ الجسم يكونُ مُتعباً خلال الفترة الأولى. ويمكن البدء أولاً بالمشي لمدة 10 دقائق يومياً، على أن تزيد المدة تدريجيّاً.

في حالةِ عدم وجود إرضاع، يمكن للأمّ أن تبدأ بالخضوع لحمية خلال شهرين أو ثلاثة من الولادة، حتَّى يرتاح جسمها أولاً، وتجنُّباً للمشكلات الصحية الناتجة عن اتباع حمية في مرحلة مبكرة ثانياً. لكن، من الأفضل أن تخضع عندها إلى حميةٍ مُتوازنة، تؤمِّن حاجات جسمها كافة في هذه المرحلة. ولا بد من الإشارة إلى أنَّ جسمها يبدأ بخسارة الماء الذي تجمَّع فيه خلال الحمل، خلال فترة قصيرة بعد الولادة، وبشكل خاص بعد معاودة الدورة الشهرية، دون حاجة إلى الخضوع لحمية، إذا كانت الزيادة في الوزن بسيطة وتقتصِر على انحباس السوائل في الجسم. لكن، إذا كانت المشكلة ترتبط بتكدّس الدهون خلال الحمل، وفي حال زيادة عدد الكيلوغرامات التي تجمّعت خلال الحمل، فلا بد من اتّباع حمية قليلة الدهون للتخلص منها.
أما ما يمكن فعله بعد الإنجاب من أجل استعادة الرشاقة والتخلص من الدهون، فيجب التنويع في الطعام، والإكثار من شرب الماء، لأنّه يساعد على ترطيب الجسم، وتجنُّب جفاف السوائل. كما أنَّ شرب الماء يشعرك بالشبع، فيتجنّب المرء الطعام عندها. وأظهرت بعض الدراسات أن الماء قد يساعد على تنشيط عملية الأيض، ما يساعد على حرق المزيد من الوحدات الحرارية. والرياضة أساسية أيضاً لأنها تساعد على مكافحة التوتر والاكتئاب في هذه المرحلة الدقيقة. كما أنَّ النوم بمعدَّل ساعات كافية يساعد على التخلص من الشحوم، إذ أكدت دراسة أنَّ الأمهات اللواتي ينمن أقل من 5 ساعات ليلاً، يجدن صعوبة كبرى في التخلص من الكيلوغرامات الزائدة، مقارنةً باللواتي ينمن 7 ساعات ليلاً.
المساهمون