وجاء أول سؤال في الحوار عن الأزمة الاقتصادية التي تهز العالم وسط تمدد فيروس كورونا، ليرد عليه لينين، قائلاً: "لا يمكن للإنتاج الرأسمالي أن يتطور إلا بقفزات، أي خطوتين إلى الأمام، فخطوة، وأحياناً خطوتين إلى الخلف. الإنتاج الرأسمالي يهدف إلى البيع، بينما يتصرف فيه رأسماليون بعينهم، كل واحد بمفرده، ولا يمكن لأحد أن يعرف كمية المنتجات المطلوبة وماهيتها. من الطبيعي أن حجم الإنتاج قد لا يتناسب مع احتياجات السوق".
وفي معرض إجابته عن السؤال التالي حول انهيار أسعار النفط العالمية إلى نحو 20 دولاراً فقط للبرميل، قال زعيم البلاشفة: "خلال الفترة الماضية، امتدت الأزمة إلى مجال النفط. يتحكم في هذه الصناعة شركات مثل "جمعية أشقاء نوبل لإنتاج النفط". "منشأة واحدة" كهذه تعتمد على العمل لعشرات ومئات آلاف العاملين في إنتاج النفط وتكريره. يعمل عشرات آلاف العمال هؤلاء جميعاً لصالح المجتمع بأسره، بينما تتصرف في عملهم مجموعة من المليونيرات. إذا هرعت بضع شركات كهذه إلى التسابق الجنوني على غزو حصتها بسوق مجهولة، فهل من الغريب أن تحدث أزمة؟".
وحول رؤيته لكيفية الخروج من الأزمة الراهنة، أضاف: "هناك وسيلة واحدة فقط لوضع حد لاستغلال العمل من قبل رأس المال، وهي القضاء على الملكية الخاصة وتسليم المصانع والمزارع الكبرى إلى أيدي المجتمع كله، وتسيير إنتاج اشتراكي مشترك يقوده العمال أنفسهم".
كما دعا لينين إلى مناقشة مشروع قانون مكافحة الفساد في روسيا، يقتضي ألا تقل العقوبة في قضايا الرشوة عن السجن لمدة عشر سنوات، تضاف إليها عشر سنوات أخرى من العمل الإجباري.
لينين في سطور
وُلد فلاديمير أوليانوف في مدينة سيمبيرسك الروسية (أوليانوفسك حالياً)، المطلة على نهر فولغا في عام 1870، وتأثر في تكوينه بكتاب "رأس المال" للمفكر السياسي والاقتصادي الألماني، كارل ماركس.
ومع زيادة نشاطه السياسي، اتخذ أوليانوف اسمه المستعار "فلاديمير لينين"، ليدخل به تاريخ روسيا والعالم كأحد أبرز قادة حركة التمرد التي أسفرت في عام 1917 عن إقامة سلطة السوفييت وسيطرة البلاشفة على مقاليد الحكم في البلاد. وخلق البلاشفة نوعية جديدة من الدولة كانت تهدف إلى تحقيق "ثورة اشتراكية عالمية"، معتمدة أيديولوجيا رفض إمكانية إصلاح الرأسمالية.
وفي عام 1922، اعتزل لينين الحياة السياسية النشطة بعد إصابته وتدهور حالته على إثر تعرّضه لمحاولة اغتيال من قبل امرأة تدعى روزا كابلان، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة باستراحته في ضواحي موسكو عام 1924.