نيكول كيدمان في "كان"... كوميديا وخيال علمي وحرب أهلية

18 ابريل 2017
يتنوّع حضور كيدمان في "كان" بتنوّع أدوارها (Getty)
+ الخط -
تُشارك الممثلة الأسترالية، نيكول كيدمان (هونولولو ـ هاواي، 1967)، في الدورة الـ 70 (17 ـ 28 مايو/ أيار 2017) لمهرجان "كان" السينمائيّ الدوليّ، بـ 3 أفلام روائية طويلة، وعمل تلفزيوني واحد (إنتاج عام 2017).

بهذا، يُمكن القول، إن كيدمان ستكون أكثر الممثلات حضوراً في المهرجان الذي لا يزال قادراً على جمع تنويعات سينمائية مختلفة، بالإضافة إلى إتاحته فرصاً عديدة أمام أعمال تلفزيونية أيضاً، لتقديم حلقات منها، للمرة الأولى، قبل بثّها دولياً. وهذا ما سينتظره محبّو كيدمان، ومتابعو أعمالها، إذْ لديها مسلسل تلفزيوني جديد، سيُشاهد جمهور "كان" بعض حلقات موسمه الثاني، في الدورة المقبلة.



وإذْ ينتمي أحد الأفلام الـ 3، وهو بعنوان "كيف تتحدّث إلى الفتيات في الحفلات" (How To Talk To Girls At Parties) للأميركي جون كاميرون ميتشل (1963)، إلى النوع الكوميدي، المُطعَّم بالخيال العلمي؛ فإن الفيلمين الآخرين، وهما "المغشوش" (The Beguiled) للأميركية صوفيا كوبولا (1971)، و"قتل الغزال المقدَّس" (The Killing Of A Sacred Deer) لليوناني يورغوس لنثيموس (1973)، يتناولان موضوعين دراميين، يعود أحدهما إلى زمن "الحرب الأهلية" في أميركا، ويختار ثانيهما سبعينيات القرن الـ 20 في لندن، لسرد حكايته.

والمفارقة الأخرى كامنةٌ في أن كيدمان تلتقي الإيرلندي كولن فاريل (1976) في فيلمي كوبولا ولنثيموس، والأميركية إيل فانينغ (1998) في فيلمي كوبولا (أيضاً) وميتشل. وفي مقابل المُشاركة في المسابقة الرسمية، بفيلمي كوبولا ولنثيموس، تُطلّ كيدمان على جمهورها، لكن خارج هذه المسابقة، بفيلم ميتشل.

لكن نيكول كيدمان، التي بدأت مساراً تمثيلياً منذ مطلع ثمانينيات القرن الـ 20، ستحضر في مهرجان "كان" عبر عمل تلفزيوني أيضاً، بعنوان "أعلى البحيرة" (Top Of The Lake)، للسينمائية النيوزيلندية، جاين كمبيون (1954)، مخرجة In The Cut عام 2003، الذي أنتجته كيدمان. وهذه الأخيرة، شاركت في إنتاج Rabbit Hole لميتشل نفسه، عام 2010.

إذاً، يتنوّع حضور كيدمان في "كان، بتنوّع الأدوار التي تُقدّمها، تماماً كالتنوّع الفني الذي لا تزال تختبره في حياتها المهنية، بين السينما والتلفزيون والغناء، علماً أن لها أسطوانة بعنوان Somethin’ Stupid، بالتعاون مع المغنّي البريطاني روبي ويليامز (1974). فهي غنّت في أفلام، مثّلت فيها أدوار البطولة، كـ "لديّ فقط عينان لك أنت"، في فيلم "الآخرين" (2001) للإسباني التشيلي أليخاندرو آمنابار (1972)، بالإضافة إلى 10 أغنيات في "مولان روج" (2001) للأسترالي باز لورمان (1962).

في تعاونها الأول مع صوفيا كوبولا، تؤدّي نيكول كيدمان دور مارتا فرانسوورث، التي تتولّى مسؤولية مدرسة داخلية للفتيات في "فيرجينيا" (1864)، والتي تجد نفسها أمام معضلة أخلاقية وإنسانية: فرغم أن المدرسة تقع في منطقة بعيدة عن "الحرب الأهلية"، ما يمنح المقيمات فيها نوعاً من أمان وسلام وهدوء، إلاّ أن وصول الجندي جون ماك بورناي (كولن فاريل)، المُصاب بجروح مختلفة، سيُبدِّل أحوال المكان والقاطنات فيه، رأساً على عقب.

ومع اليوناني يورغوس لنثيموس الذي شارك في الدورة الـ 68 (13 ـ 24 مايو/ أيار 2015) لمهرجان "كان"، بفيلم "لوبستر" (2015) مع كولن فاريل أيضاً، ونال عنه جائزة لجنة التحكيم، تؤدّي كيدمان دور زوجة الجراح اللامع ستيفن (فاريل)، الذي يهتمّ بمراهقٍ، فيُدخله منزله العائليّ، قبل أن يبدأ المراهق بإرباك العائلة، وحياتها اليومية، وأنماط عيشها، وعلاقاتها. وهو، بهذا، يزيد من قلق الجميع، ويُشكِّل تهديداً، وإنْ مبطّناً في بعض الأحيان، للعالم المتكامل الذي صنعه الجرّاح وزوجته. غير أن مَخْرجاً واحداً، يُمكنه إنقاذ العائلة، يتمثّل بممارسة تضحية لم يُفكِّر بها أحدٌ سابقاً.


أما الكوميديا، المنضوية في إطار الخيال العلمي، فتضع نيكول كيدمان في تجربة سينمائية تمنحها فرصة الإطلالة على جمهورها، في صورة مختلفة. ففي سبعينيات القرن الـ 20، تدور أحداث "كيف تتحدّث إلى الفتيات في الحفلات" في لندن، عبر مراهق خجول، يهوى موسيقى الـ "بانك"، ويتسلّل مع صديقتيه إلى حفلة، يلتقون فيها بنساء غامضات، ستنكشف حقيقتهنّ، شيئاً فشيئاً، قبل أن يُدرك الجميع أنهنّ كائنات فضائية.

في مقابل هذا كلّه، تُطلّ نيكول كيدمان في دور تلفزيوني، بإدارة المخرجة جاين كمبيون (التي أدارتها، عام 1996، في فيلم Portrait Of A Lady)، وذلك في الموسم الثاني من "أعلى البحيرة"، المعنون بـ "فتاة الصين". يروي الموسم الأول من المسلسل، الذي ابتكرته كمبيون وكتبته عام 2013، بالتعاون مع الكاتب والسيناريست والمخرج الأسترالي جيرارد لي (1951)، تفاصيل تحقيق تقوم به مُحقِّقة شابّة، بحثاً عن فتاة حامل، في الـ 12 من عمرها، تختفي بطريقة غامضة، في مدينة صغيرة في نيوزيلندا.

أما الموسم الثاني، فيبدأ بالعثور على جثة مرمية على شاطئ أسترالي، ما يدفع المحقِّقة روبن غريفن (إليزابيث موس) إلى خوض تجربة بوليسية وإنسانية مشوّقة وخطرة. أما كيدمان، فقالت، فور تأكيد خبر مشاركتها في الموسم الثاني قبل أشهر عديدة، إنها متحمّسة جداً للذهاب إلى أستراليا، بهدف لقاء صديقتها كمبيون، "التي أحترم عملها، وأحبّه كثيراً". وأضافت أنها سعيدة للعمل مع إليزابيث موس أيضاً (يبدأ بثّ حلقات الموسم الثاني قريباً، على شاشات تلفزيونية دولية عديدة).







دلالات
المساهمون