قبل دخول فصل الصيف بأيام، انتهى شهر رمضان. التوجّه بعد الدراما كان إلى فصل المناسبات والحفلات. هكذا مرّ الصيف من دون مفاجآت كثيرة. في الحفلات والمهرجانات، أسماء كثيرة حضرت، وأسماء أخرى غابت. نجوم لبنان احتلوا الصدارة، بينما خف وهج المغنين السعوديين. لم نعرف لهم حفلات كثيرة؛ إذ اقتصر الحضور والتنافس الخليجي هذه السنة بين أحلام ونفسها تقريباً. غنت في الولايات المتحدة الأميركية، واتجهت إلى المغرب (مهرجان موازين)، وبعدها إلى الأردن (جرش) بعد انقطاع دام سنوات طويلة، وحققت بوجودها تقدمًا ملحوظًا على الخريطة الفنية للمهرجانات عموماً.
عاش لبنان هذا الموسم ما يشبه الأفول على صعيد الحفلات والمهرجانات، ليقتصر حضور المغنين في المحافظات اللبنانية، على العكس من شاركوا في معظم المهرجانات العربية وحتى الغربية. نانسي عجرم، مثلاً، غنت في السويد أمام 40 ألف متفرج، جلهم من العرب، وقام راغب علامة بجولة في تونس.
حفلات السعودية
لم تكن الحفلات التي أقيمت في السعودية موفقة، لا بل لم تكن على قدر آمال الجمهور بالانفتاح الفني الذي ظهر فجأة داخل المملكة. وليست سياسة الانفتاح وتشجيع الفن سوى أمنيات، كادت أن تُطبق لولا التضييق الذي حضر فجأة من خلال منع دخول المصورين الفوتوغرافيين، والالتزام بشروط أشبه بالتعجيزية بين الحاضرين. الواضح أن هذه الحفلات افتقدت للتنظيم، وكل ما سُرّب منها مجرد صور للقول إن المملكة ورؤيتها تعملان على تشجيع الفنون، وأنها نجحت، وما قرار إبعاد تركي آل الشيخ عن هذه الفعاليات بعد الانتهاء منها سوى تأكيد على الفشل، الذي لحق بها.
قد تكون أنغام الفنانة الوحيدة التي ربحت ضمن حفلات السعودية، في الوقت الذي يُقال إن حفل إليسا لم يأت بجمهور كبير. نُشرت بعض الصور تثبت أن المقاعد فارغة. في المحصلة لا يعول على حفلات المملكة الغنائية، ولا يمكن التعاطي معها كمقياس على نجاح أو فشل الفنان نظراً إلى الظروف والتحديات التي واجهت هذه الفعاليات التي تُقام للمرة الأولى.
اقــرأ أيضاً
قرطاج
من المؤكد أن مهرجان قرطاج لهذا الموسم يشهد على ليلة تاريخية أحياها الفنان كاظم الساهر. لعلّ الفنان العراقي هو الوحيد الذي يحظى بجمهور في أي بلد يختاره لإحياء حفل. لا يقل جمهوره التونسي عن جمهوره في باقي الدول العربية. في الوقت الذي كان حفل الفنانة ماجدة الرومي بارداً لجهة التفاعل مع الجمهور الشاب الذي انتظر على المدرجات وكان وفيًا مع فنانة كُرمت في تونس، في بداياتها إبان حكم الرئيس الحبيب بورقيبة. لكن الرومي التي تعيش في ذاكرة "التوانسة" مُقلّة في جديدها، أو طريقة ترويجها لأعمالها الغنائية أمام زحمة ومنافسة باتت تشكل عائقًا أمام خطف النجاح الجماهيري كاملاً.
الفنان "الملتزم" مارسيل خليفة كان حاضراً على المسرح التاريخي في قرطاج أيضاً. سلسلة من الأغاني التي عرفها جمهور خليفة العربي والتونسي، تعود إلى الثمانينيات، والتسعينيات. يسكن خليفة في وجدان "التوانسة" يعيد لهم ذاكرة من قصائد مغناة بصوت دافئ لمحمود درويش وغيره.
الفنان ملحم زين كان جيداً على مسرح قرطاج الأثري، وكذلك كانت تجربة جيدة للمغنية الشابة هبة طوجي، يتابعها جمهور تونس من خلال البرامج الفنية، وبضع أغنيات من إنتاج أسامة الرحباني الذي يحاول إبقاءها خارج الإطار أو المفهوم المتداول للمغنيات اليوم.
لبنان
شهد الصيف اللبناني مجموعة من الحفلات التي وجدت الصدى المطلوب، رغم بعض العثرات. مهرجانات بيت الدين، لعلها الأقوى من حيث حشد الجمهور. زياد الرحباني حلّ هادئًا على القلعة الأثرية في بيت الدين، فقطف نجاحاً كبيراً من الناس التي تلتزم بحضوره أينما حلّ، لعله الرابح الأوحد من خلال الجمهور هناك، ونافسه بعد أيام كاظم الساهر في ليلتين كان لهما جمهور يواظب كل عام على الاستماع للقيصر، وحضرت جوليا في أمسيتين. غنت صاحبة "يا قصص" في صور جنوب لبنان، التفاعل لم يقتصر على جمهور الحفلتين، ضجت صفحات الميديا البديلة بآراء حول ارتفاع أسعار التذاكر وادعاء جوليا بأنها تغني للشعب، وكذلك مواقفها السياسية التي تجاهر بها مناصرة للنظام السوري، والتساؤل حول كيفية دعوتها للحرية من خلال الغناء. لكن جوليا عبرت رغم ذلك في موسيقى مدروسة جداً أكثر من مائة وعشرين عازفًا من لبنان والعالم عزفوا معها، ليستبد الحماس بين صفوف جمهور ينتمي لكل الفئات والصبغات السياسية في لبنان.
الفنانة العالمية شاكيرا، حلت ثلاثة أيام ضيفة على لبنان، شاركت في فعاليات مهرجانات الأرز الدولية. حضور شاكيرا النادر دفع معجبيها إلى ملاقاة مغنية هي في الأصل لبنانية. ورغم النقد لجهة أسعار البطاقات، عبرت شاكيرا امتحان لبنان بنجاح كبير. صفق لها الحاضرون وتفاعلوا معها بطريقة هيستيرية.
إليسا أيضاً عبرت "امتحان" الصيف بنجاح، عرفت كيف تُجند الجمهور من أجل ملاقاتها ضمن مهرجانات أعياد بيروت، أصدرت الفنانة اللبنانية قبل حفلها في مهرجان بيروت أغنية مصورة تروي بها تفاصيل دقيقة عن تعرضها للإصابة بالسرطان، وتلقيها جرعات وقائية، ما ولد تعاطفا كبيرا مع صاحبة "ارجع للشوق". كان واضحاً في المهرجان الذي أثبت مقدرتها على حشد الناس والنجاح.
حفلات السعودية
لم تكن الحفلات التي أقيمت في السعودية موفقة، لا بل لم تكن على قدر آمال الجمهور بالانفتاح الفني الذي ظهر فجأة داخل المملكة. وليست سياسة الانفتاح وتشجيع الفن سوى أمنيات، كادت أن تُطبق لولا التضييق الذي حضر فجأة من خلال منع دخول المصورين الفوتوغرافيين، والالتزام بشروط أشبه بالتعجيزية بين الحاضرين. الواضح أن هذه الحفلات افتقدت للتنظيم، وكل ما سُرّب منها مجرد صور للقول إن المملكة ورؤيتها تعملان على تشجيع الفنون، وأنها نجحت، وما قرار إبعاد تركي آل الشيخ عن هذه الفعاليات بعد الانتهاء منها سوى تأكيد على الفشل، الذي لحق بها.
قد تكون أنغام الفنانة الوحيدة التي ربحت ضمن حفلات السعودية، في الوقت الذي يُقال إن حفل إليسا لم يأت بجمهور كبير. نُشرت بعض الصور تثبت أن المقاعد فارغة. في المحصلة لا يعول على حفلات المملكة الغنائية، ولا يمكن التعاطي معها كمقياس على نجاح أو فشل الفنان نظراً إلى الظروف والتحديات التي واجهت هذه الفعاليات التي تُقام للمرة الأولى.
قرطاج
من المؤكد أن مهرجان قرطاج لهذا الموسم يشهد على ليلة تاريخية أحياها الفنان كاظم الساهر. لعلّ الفنان العراقي هو الوحيد الذي يحظى بجمهور في أي بلد يختاره لإحياء حفل. لا يقل جمهوره التونسي عن جمهوره في باقي الدول العربية. في الوقت الذي كان حفل الفنانة ماجدة الرومي بارداً لجهة التفاعل مع الجمهور الشاب الذي انتظر على المدرجات وكان وفيًا مع فنانة كُرمت في تونس، في بداياتها إبان حكم الرئيس الحبيب بورقيبة. لكن الرومي التي تعيش في ذاكرة "التوانسة" مُقلّة في جديدها، أو طريقة ترويجها لأعمالها الغنائية أمام زحمة ومنافسة باتت تشكل عائقًا أمام خطف النجاح الجماهيري كاملاً.
الفنان "الملتزم" مارسيل خليفة كان حاضراً على المسرح التاريخي في قرطاج أيضاً. سلسلة من الأغاني التي عرفها جمهور خليفة العربي والتونسي، تعود إلى الثمانينيات، والتسعينيات. يسكن خليفة في وجدان "التوانسة" يعيد لهم ذاكرة من قصائد مغناة بصوت دافئ لمحمود درويش وغيره.
الفنان ملحم زين كان جيداً على مسرح قرطاج الأثري، وكذلك كانت تجربة جيدة للمغنية الشابة هبة طوجي، يتابعها جمهور تونس من خلال البرامج الفنية، وبضع أغنيات من إنتاج أسامة الرحباني الذي يحاول إبقاءها خارج الإطار أو المفهوم المتداول للمغنيات اليوم.
لبنان
شهد الصيف اللبناني مجموعة من الحفلات التي وجدت الصدى المطلوب، رغم بعض العثرات. مهرجانات بيت الدين، لعلها الأقوى من حيث حشد الجمهور. زياد الرحباني حلّ هادئًا على القلعة الأثرية في بيت الدين، فقطف نجاحاً كبيراً من الناس التي تلتزم بحضوره أينما حلّ، لعله الرابح الأوحد من خلال الجمهور هناك، ونافسه بعد أيام كاظم الساهر في ليلتين كان لهما جمهور يواظب كل عام على الاستماع للقيصر، وحضرت جوليا في أمسيتين. غنت صاحبة "يا قصص" في صور جنوب لبنان، التفاعل لم يقتصر على جمهور الحفلتين، ضجت صفحات الميديا البديلة بآراء حول ارتفاع أسعار التذاكر وادعاء جوليا بأنها تغني للشعب، وكذلك مواقفها السياسية التي تجاهر بها مناصرة للنظام السوري، والتساؤل حول كيفية دعوتها للحرية من خلال الغناء. لكن جوليا عبرت رغم ذلك في موسيقى مدروسة جداً أكثر من مائة وعشرين عازفًا من لبنان والعالم عزفوا معها، ليستبد الحماس بين صفوف جمهور ينتمي لكل الفئات والصبغات السياسية في لبنان.
الفنانة العالمية شاكيرا، حلت ثلاثة أيام ضيفة على لبنان، شاركت في فعاليات مهرجانات الأرز الدولية. حضور شاكيرا النادر دفع معجبيها إلى ملاقاة مغنية هي في الأصل لبنانية. ورغم النقد لجهة أسعار البطاقات، عبرت شاكيرا امتحان لبنان بنجاح كبير. صفق لها الحاضرون وتفاعلوا معها بطريقة هيستيرية.
إليسا أيضاً عبرت "امتحان" الصيف بنجاح، عرفت كيف تُجند الجمهور من أجل ملاقاتها ضمن مهرجانات أعياد بيروت، أصدرت الفنانة اللبنانية قبل حفلها في مهرجان بيروت أغنية مصورة تروي بها تفاصيل دقيقة عن تعرضها للإصابة بالسرطان، وتلقيها جرعات وقائية، ما ولد تعاطفا كبيرا مع صاحبة "ارجع للشوق". كان واضحاً في المهرجان الذي أثبت مقدرتها على حشد الناس والنجاح.