"جحيم في الهند".. مُضحكون جدد على قمة السينما المصرية

15 يوليو 2016
أحمد حلمي (الفيسبوك)
+ الخط -
في كتابه، الذي صدر في مطلع السبعينيات، يلتقط الكاتب الساخر، محمود السعدني، فكرة تغير شكل "المضحكين" والطريقة التي يُضحِكون بها الناس على مدار تاريخ السينما المصرية.

يتناول الكتاب كيفية الانتقال من نجيب الريحاني إلى فؤاد المهندس، ومن النجم المفرد إلى النجم ثلاثي الأضواء على المسرح. وكيف أن القادم، دوماً، يحمل مضحكين جدداً، من أمثال عادل إمام وسعيد صالح. مر أكثر من ربع قرن على الكتاب، وما زالت السينما المصرية حتى الآن تغير "مضحكيها" كل فترة، وفي السنوات الأخيرة، تبادلت عدة أسماء دفة القيادة والنجومية، من محمد هنيدي وعلاء ولي الدين، إلى محمد سعد، مروراً بأحمد حلمي، ووصولاً لأحمد مكي، كل واحدٍ منهم كان يعتمد على شكل وطريقة معينة ساعدته على أن يكون على القمة، قبل أن يتراجع أو يقل اهتمام الجمهور به، ويذهب إلى نجم آخر. وفي العامين الأخيرين، يتّجه الجمهور نحو المجموعة، أي نحو المضحكين الذين يتحرَّكون كفريق، أكثر من بحثهم عن المضحك النجم. ويمكن التقاط ذلك عند النظر إلى أكثر الأفلام الكوميدية التي نجحت خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، لنجد على رأسها، "الحرب العالمية الثالثة" من بطولة الثلاثي، فهمي وشيكو وماجد، و"كابتن مصر" عام 2015، ثم "جحيم في الهند"، الذي يعرض حالياً في دور العرض، وكلاهما يعتمد على عدد كبير من نجوم الصف الثاني الذين يصعدون كمجموعة إلى واجهة وقمة السينما المصرية في تلك اللحظة.


فيلم "جحيم في الهند"، احتلَّ قمّة إيرادات عيد الفطر في شُبّاك التذاكر المصري، ووصلت إيراداته حتى الآن إلى 14 مليون جنيه بعد أسبوعِ عرضٍ واحد، على الرغم من عدم وجود "نجم شباك" واحد في بطولته، ولكنَّه قائمٌ على بطولة جماعيّة بين عددٍ كبير من الفنانين، يتصدُّرهم الممثل، محمد عادل إمام، ولكن بحجم مقارب لبقية الشخصيات والأبطال، الذين حققوا شهرة واسعة ونجاح كبير في الأدوار الثانية خلال السنوات الأخيرة، مثل بيومي فؤاد ومحمد سلام وأحمد فتحي وطاهر أبو ليلة. ولكن تلك المجموعة، وللمرة الثانية على التوالي، بعد فيلم "كابتن مصر"، يتم توظيفها برفقة المخرج، معتز التوني، في حكاية جديدة ومختلفة وجاذبة للجمهور، وبطريقة تحاول استغلال كل قدراتهم الكوميدية، لتكون النتيجة مدهشة ونادرة في تاريخ السينما المصرية، حين يحتل عدد من ممثلي الصف الثاني واجهة المشهد وحدهم.


في المرة الأولى، استغل صناع الفيلم الشغف بكرة القدم لصنع فيلم "كابتن مصر"، بينما في تلك المرة ذهبوا إلى نقطة أبعد لها علاقة بالتصوير، في بلد آسيوي مختلف، حيث تعتمد كوميديا الفيلم على التناقض بين الشخصيات وبين البيئة المحيطة بها، والمهمة الصعبة التي يفترض أن يقوموا بها (كفريق قوات خاصة)، حيث يجب عليهم أن ينقذوا السفير المصري وأسرته بعد اختطافهم في الهند.


هذا العالم المختلف والجديد، الذي يبنيه الفيلم للكوميديا، هو شيء جذاب جداً للمتفرج، خصوصاً عند إضافة المفارقة التي تبنى عليها الأحداث كلها، عن كونِ الفريق الذي يتم إرساله مع الضابط آدم (محمد إمام) ليس فريق قوات خاصة، ولكن تم اختيار، وبالخطأ، فريق موسيقي لمجموعة من العازفين، ومن المستحيل أن ينفذوا بأجسادهم (الممتلئة مثل بيومي فؤاد أو أحمد فتحي، والضئيلة جداً مثل محمد سلام ومصطفى خاطر) تلك المهمة، وبالتالي يكون الهدف الأول هو تدريبهم وتجهيز شخصياتهم للمهمة، والكوميديا تنفجر فعلاً من كل هذا.
المساهمون