لكنّ هذه الأوضاع لم تمنع العائلات التونسية من الاستعداد للعيد وشراء الملابس الجديدة، وإعداد الحلويات المنزلية بهذه المناسبة، والمتمثلة أساساً بصناعة البسكويت التقليدي.
ويصنع هذا البسكويت من الفرينة، والحليب، والسكر، والبيض، وماء الورد، ويُعجَن بعد ذلك جيداً، مثلما صرّحت لـ"العربي الجديد" السيدة منيرة.
وأضافت أن هذه المناسبة تجتمع فيها العائلات لإعداد عجين البسكويت، واختيار الأشكال التي سيكون عليها، وهي إما عمودية، أو دائرية، أو على شكل نجوم، ويزين ببعض الفواكه الجافة، وفقاً لميزانية كل عائلة، ثمّ يوضع في أطباق الخبز داخل الفرن لمدة لا تتجاوز ربع ساعة.
البقلاوة
بعض العائلات الأخرى تُعدّ البقلاوة التي تكلّف العائلات مالاً أكثر، لذلك يلتجئ أغلب التونسيين إلى شرائها من محلات الحلويات. وتختلف أسعارها بحسب نوعية المكونات التي صنعت منها، فبقلاوة اللوز يبلغ متوسط سعر الكيلوغرام منها 45 ديناراً تونسياً (نحو 17 دولاراً أميركياً)، فيما يصل سعر بقلاوة الفستق إلى سبعين ديناراً تونسياً.
الشرمولة
بعض المناطق في تونس، وخاصة محافظة صفاقس ومنطقة جرجيس، لها تقاليد أخرى في عيد الفطر، حيث تُعَدّ فيها أطباق خاصة إلى جانب الحلويات، ومنها طبق "الشرمولة" وهو طبق من السمك المملح بطريقة تقليدية. ينظف وتضاف إليه التوابل، ثم يطبخ في البصل والثوم على نار هادئة إلى الحد الذي يصبح فيه مثل الحساء.
ويقال إن الشرمولة مفيدة في عيد الفطر، لأنها تساعد الصائمين بعد انقضاء شهر رمضان على شرب كميات كبيرة من الماء تعوض كميات السوائل التي فقدوها نتيجة الصيام.
عيد الفطر تقدم فيه الحلويات للمهنئين يوم العيد مع عصير الليمون، ولكنه بالأخص هو عيد الأطفال الذين يتمتعون بالملابس الجديدة، والعيدية التي يغدقها عليهم أهلهم وأقاربهم.
حق الملح
وهناك تقليد بدأ يندثر في تونس بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، إذ كان الزوج مطالباً بتقديم هدية من الذهب إلى زوجته في شكل سوار، أو خاتم، أو قرط، اعترافاً لها بالجميل بعد المجهودات التي بذلتها طوال شهر رمضان في إعداد الأطباق الرمضانية، وتسمّى هذه الهدية في بعض المناطق التونسية "حق الملح".