إحياء يوم الزي الفلسطيني في غزّة لـ"حمايته من السرقة"

25 يوليو 2018
الأنشطة التراثية تنشط الذاكرة (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لبست الطفلة سعاد أبو دياب (9 سنوات) ووالدتها مها، ثوب مدينة المجدل التراثي، خلال مشاركتهما في مهرجان إحياء يوم الزي الفلسطيني، والذي نظمه ائتلاف شباب فلسطين، اليوم الأربعاء، في نادي الجواد للفروسية، جنوبي مدينة غزة.

وقالت الوالدة، لـ"العربي الجديد"، إنها تشجع طفلتها على المشاركة في الأنشطة التي تُعنى بالزي والتراث الفلسطيني، تأصيلاً لأهميته الحضارية والثقافية، وتأكيداً على ضرورة حمايته من محاولات السرقة المتواصلة.

وتزيّنت المداخل المؤدية إلى المهرجان بأسماء القرى الفلسطينية، وقد توسّطه بيت شعر زُين بالبسط التراثية، والزي الفلسطيني الخاص بعدد من المدن والقرى الفلسطينية المُحتلة، والتي هُجر أصحابها الأصليون عام 1948م على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.

الشاعرة الفلسطينية مريم أبو موسى (57 عاماً)، من مدينة بئر السبع، والتي لبست زي مدينة بئر السبع، وعُمره نحو سبعة عقود من الزمن، ورثته عن والدتها، وقد زين بالشال الأبيض والبرقع المزين بالإكسسوارات القديمة، تقول إن الأنشطة التراثية تنشّط الذاكرة، وتُحيي الأمجاد، وتُعتبر امتداداً للأجيال الحالية والقادمة، كي لا ينسوا تراثهم وحضارتهم.



وتوضح، لـ"العربي الجديد"، على هامش المهرجان، أنها ورثت ثوباً آخر عن خالتها، إلى جانب ثوب أمها الذي ارتدته حين كانت عروساً في بدايات النكبة الفلسطينية عام 1948م، مشيرة إلى أنها تشارك في زاوية إلقاء الشعر، والزجل الشعبي، إلى جانب الشعر الموزون والحُر، في محاولة للتأكيد على الهوية الفلسطينية التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي طمسها وتغيير ملامحها.

من جانبها؛ تقول مي اللي، وهي صاحبة الفكرة الأولى ليوم الزي الفلسطيني برفقة صديقتها لنا حجازي، حين قررتا إحياء ذلك اليوم في الخامس والعشرين من يوليو/تموز من كل عام، تم تنفيذ الفكرة بإحياء يوم الزي على مدار أربع سنوات متتالية، في الضفة الغربية، بينما يتم تنفيذه للمرة الأولى في قطاع غزة.

وعن سبب إطلاق فكرة يوم الزي الفلسطيني، تقول اللي لـ"العربي الجديد": "رأينا خلال عرض لمضيفات الطيران الإسرائيليات، فتيات يرتدين الثوب الفلسطيني التراثي، وقد تمت سرقته و"أسْرَلته"، ما أثار غضبنا، ودفعنا إلى إيجاد يوم خاص بحماية الثوب الفلسطيني من السرقة"، مشددة على أهمية إثبات الحق التاريخي للفلسطينيين في تراثهم وهويتهم ورموزهم الأصيلة، عبر يوم عالمي للزي الفلسطيني.



(تصوير/عبدالحكيم أبو رياش)


أما عضوة اللجنة الإعلامية في ائتلاف شباب فلسطين، نور عبد العاطي، فتوضح أن المهرجان يضم مجموعة من الفقرات التي تؤكد أهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني، من خلال الشعر، والدبكة الفلكلورية، والعرس الفلسطيني، الذي يوضح تفاصيل العادات والتقاليد الفلسطينية خلال مناسبات الأفراح.

بينما توضح مسؤولة لجنة إحياء التراث في ائتلاف شباب فلسطين، أسماء أبو حطب، أن إحياء يوم التراث الفلسطيني جاء لحماية التراث من السرقة، إلى جانب تعزيز نشر الثقافة والحضارة الفلسطينية، مبينة أنه يتم تنظيمها في غزة امتداداً للفعاليات التي تم تنظيمها في الضفة الغربية "رسالتنا تعزيز حب الزي الفلسطيني التراثي، وإثبات أنه زي فلسطيني".

من ناحيته؛ يقول الفنان الفلسطيني عدنان أبو يوسف، والذي شارك ضمن فعاليات المهرجان بفقرة تقليد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، يأتي النشاط تأكيداً على أهمية التمسك بالهوية الفلسطينية. وفيما يتعلق بسبب اختياره تجسيد شخصية عرفات، يقول: "الرئيس الراحل لم يتخلَ يوماً عن الكوفية الفلسطينية التراثية، إلى جانب دعمه ومشاركته الدائمة في المعارض والأنشطة التراثية".


(عبدالحكيم أبو رياش)


(عبدالحكيم أبو رياش)



(عبدالحكيم أبو رياش)



(عبدالحكيم أبو رياش)

المساهمون