"بلدنا": 40 عاماً لأجل فلسطين

13 مايو 2018
فرقة "بلدنا" (فيسبوك)
+ الخط -
تواصل فرقة "بلدنا" الغنائية التي نشأت في الأردن تأدية الأغاني الوطنية، وقد احتفلت قبل أسابيع بعيدها الأربعين، وحافظت طوال هذه السنوات على حضورها كظاهرة فنية بارزة جمعت بين الثقافة والسياسة، وكان بطلها الأكثر شهرة: الملحن والمغني كمال خليل.
تقف فرقة "بلدنا" على عتبة الماضي العريق وشرفة المستقبل الواعد، انطلاقاً من إيمانها بأن "للحنجرة والبندقية فوّهة واحدة"، وأن للأجيال المقبلة حقاً في معرفة الماضي الجميل، ودوراً بارزاً في كشف زيف ادعاءات الكيان الصهيوني.

وقال مؤسس الفرقة كمال خليل لـ "العربي الجديد"، إنه سعيد لمرور 40 عاما من الغناء والدفاع عن القضية، على الرغم من أن رضاه ليس تاماً بسبب عدم وجود بوادر نصر أو حل واضح للقضية الفلسطينية، إلا أن روح الشباب وعزمهم في الدفاع عن أرضهم يرسخ الصمود بالحناجر وخلف الآلات الموسيقية. وأوضح أنه يعرّف بأنها فرقة الوطن والقضية والفن الملتزم المنبثق من أحلام الناس، وهي صوت فلسطين صوت الحرية والعروبة والإنسانية. تأسست الفرقة عام 1977، وولدت على يد وضاح زقطان، وكمال خليل، وحلمي ذيب، لتنطلق من نادٍ للأطفال في جمعية السيدات العاملات في مدينة الرصيفة في الأردن.

وقال كمال خليل إن الفرقة لقيت دعماً كبيراً من المثقفين، وتحديداً من رابطة الكتاب الأردنيين، لتبدأ بغناء قصائد للشعراء، محمود درويش وغسان زقطان وإبراهيم نصراالله ورزق أبو زينة وغيرهم، قصائد كان لها الأثر الكبير في إبراز هوية الفرقة، واللون الذي بدأت العمل فيه. وأكد أن الأمل هو بالشعب الفلسطيني، أساس العملية ومحورها، لأن القضية الفلسطينية ستظل حية، وتسكن قلوب كل الفلسطينيين والعرب.

وقال كمال خليل إن ما نشاهده في قطاع غزة برهان ورسالة موجعة للعدو بأن هناك ما يستحق الحياة على هذه الأرض، لأنها ملك للشباب الفلسطيني الثائر المرابط على خطوط الدفاع الأولى. وتابع: "دافعنا للعمل والغناء هو مشاهدة الشباب الفلسطيني يناضل ويدافع عن أرضه، وهو جرعة من الأمل نتجرعها يومياً، ونتمنى أن تستمر بشكل منسق ومنظم".

وطلب كمال من النخب القيادية والفكرية والسياسية والفنية الفلسطينية العمل بجد وتعب أكبر من أجل وحدة الشعب المشتت جغرافياً وفكرياً، لأن هذه هي أساس مشكلتنا".
وعن أعماله المقبلة، قال كمال خليل إن المشاريع لا تتوقف، حتى يكون هناك أعمال قادمة، ففرقة بلدنا تتابع الأحداث والمواقف بالغناء المستمر على المسارح الفلسطينية والعربية والعالمية، لأجل إيصال صوت القضية للمجتمع الدولي. واعتبر خليل أن صعود الفرقة أي مسرح بصمة وعمل جديد. وشدد على أن المحور الأساسي لأغاني الفرقة هو "المقاومة" بكل أشكالها ابتداء من الكلمة وانتهاء بالصاروخ.

وتخرج كمال خليل من قسم الموسيقى في جامعة اليرموك في العام 1993؛ متأخراً نظراً لتجربة اعتقاله التي تخلّلت أعوام الدراسة، ما أدّى لطولها، بيد أنّه أخرج أغنيات خالدة منها "يا راية شعبي" و"في ناس زي الشجر" و"نشيد الانتفاضة" و"هلّي بزغرودة" و"جدّلي يا أم الجدايل" و"علّمونا" و"مجدك لكل الناس" وغيرها كثير، فاقت المائة أغنية، من الموروثين؛ النضالي والشعبي، ما نأى بالفرقة عن الطابع الذي وَسَمَ كثيراً من الفرق الفلسطينية، وهو الابتعاد عن الطرح السياسي، مستعيضين عنه بالغناء الشعبي.

.
المساهمون