فلسطيني يقلّد 30 صوتاً لقرّاء القرآن

05 ابريل 2015
القارئ محمود خلة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لم يكن الشاب محمود خلة يتوقع أنّ يتقن تقليد صوت ثلاثين قارئاً من مختلف البلدان الإسلامية، بل أكثر، كالمصري محمد صديق المنشاوي والسعودي عبد الرحمن العجمي والمغربي عمر القزابري والسوري معتصم العسلي وأيضاً الفلسطيني عمار الرفاتي، بجانب موهبته في المدائح النبوية والإنشاد وكذلك أذان الصلاة.

إعجاب كل من استمع لصوت محمود في الإذاعات المدرسية وأثناء حفظه لبعض أجزاء القرآن، عدا عن تشجيع والديه ومُعلميه في المرحلة الإعدادية، كانت كفيلة بتنمية موهبته وتعزيزها بدورات الأحكام والتجويد، وصولاً إلى تمكّنه من إمامة الناس أثناء صلاة التراويح في شهر رمضان، وهو في منتصف العقد الثاني.

ويوضح خلة لـ "العربي الجديد" أنه منذ المرحلة الابتدائية عكف على قراءة وحفظ قصار سور القرآن، محاولاً في ذات الوقت تقليد القارئ المصري الشهير عبد الباسط عبد الصمد، الأمر الذي كان يلفت انتباه والدته وينال إعجابها. ويقول القارئ محمود: "استثمرت ذلك التشجيع بالمشاركة في مسابقة محلية على مستوى القطاع، عام 2011، لاختيار أجمل الأصوات في قراءة القرآن، ونجحت حينها بالفوز مع أربعة عشر مشاركاً".

ويُعدّ خلة حالة إبداعية فلسطينية قلّ نظيرها على الصعيدين المحلي والإقليمي، نظراً لقدرته على الحفاظ على نقاء صوت القارئ الذي يقلده واستحضار جميع اللمسات الفنية لمختلف القرّاء، وامتلاكه خامة صوتية يستطيع أن يتنقل بها ما بين الصوت الحاد والرخيم.

ولفت خلة، الذي يُدرس علم الأصوات والتجويد في المدارس الشرعية في غزة، إلى أنه يستطيع أن يقلد أي صوت يستمع له خلال فترة قصيرة جداً، سواء بقراءة القرآن أو ترتيل الأذان والابتهالات الدينية، مبيناً أنه ساهم في تأسيس فرقة مزامير الأقصى لإحياء الأمسيات القرآنية وحفلات الزواج على الطراز الإسلامي.

ولم تخلُ مسيرة القارئ محمود من عدة معيقات، أبرزها إغلاق معبر رفح البري، المنفذ الوحيد لسكان القطاع إلى العالم الخارجي، والخاضع لسيطرة السلطات المصرية، والذي حرمه من السفر إلى ماليزيا نهاية العام الماضي 2014، من أجل تعليم التجويد وعلم الأصوات في بعض المدارس والجامعات الماليزية، مشيراً إلى أن تلك الرحلات تساهم في التعريف بالقضية الفلسطينية، بجانب إظهار الإبداعات المحلية وتسويقها.

وسبق للقارئ محمود أن سافر إلى ماليزيا مع كوكبة من قراء القطاع في شهر رمضان 2013، من أجل إمامة الناس في صلاة التراويح، ليشرع بعدها بتأسيس المركز الفلسطيني للقرّاء، بالتعاون مع مجموعة من القرّاء والمنشدين المحليين، كحاضنة متخصصة لجميع قراء فلسطين من أصحاب الأصوات الجميلة.

وشدد خلة على أن غزة تزخر بالمواهب الصوتية التي بحاجة ماسة إلى حاضنة حقيقية، تساهم في تدريبهم وصقل مواهبهم وقدراتهم من خلال البرامج والدورات القرآنية وعلوم السند والقراءات ودورات الصوتيات، لفتح المجال أمامهم لتمثيل فلسطين في المسابقات الخارجية.
المساهمون