السيلوليت... أفضل الطرق لمحاربة دهون الجلد المتكتّلة

17 يونيو 2019
الآلات لا تعتبر حلاً للتخلص من السيلوليت (Getty)
+ الخط -
ينتجُ السيلوليت بشكل عام، عن تجمّع الدهون والماء بين أنسجة طبقات الجلد السطحية، بشكل عشوائي، لتضخُّم الخليّة الدهنية، وعدم وصول كميّة كافية من الدم الغني بالأوكسجين، للحفاظ على مرونة الجلد. وهذا ما يؤدي إلى ظهور تلك التعرجات المزعجة على سطح الجلد، بشكل يبدو أشبه بقشرة البرتقال. علماً أن نسبة عالية من النساء تواجه مشكلة السيلوليت بعد مرحلة المراهقة. وهو يظهر أكثر لدى المرأة مقارنة بالرجل، لأن نسبة الدهون في جسمها تكون أعلى. كما أن جلد الرجل أكثر سماكة. 

ويتشكّل السيلوليت على مراحل. في المرحلة الأولى، تظهر التعرّجات فقط عند عصر الجلد. في المرحلة الثانية، تتطوّر التعرّجات وتظهر في مرحلة الوقوف. أمّا المرحلة الثالثة، وهي المرحلة المتقدّمة، فتظهر التعرّجات في مختلف الوضعيات، سواء الوقوف أو الجلوس أو النوم.

تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور السيلوليت. قد نعجز عن التحكم في بعضها، لاعتبار وجودها خارجاً عن إرادتنا، فيما تسهل السيطرة على الأسباب أخرى التي ترتبط بنمط حياتنا. أهمّ العوامل، هو العامل الوراثي، إذْ يلاحظ أنّ ثمة احتمالاً أكبر لظهور السيلوليت إذا كانت المشكلة موجودة لدى الأهل. ويلعب الغذاء دورًا كبيرًا أيضاً في ظهور السيلوليت، في حال اتّباع نظام غذائي غني بالدهون والوحدات الحرارية. كما أنَّ الخلل الهرموني يؤدّي إلى تشكّل السيلوليت. وثمَّة أدوية أيضاً تساهم في ظهور السيلوليت، مثل حبوب منع الحمل التي تؤدّي إلى زيادة معدلات الهرمونات في الجسم، مما يلعب دوراً في تكوّن السيلوليت. كما أن انحباس السوائل في الجسم، نتيجة تناول أنواع معينة من حبوب منع الحمل، يضاعف احتمال ظهور السيلوليت. وأخيرًا، فإنَّ اتباع حياة الركود والجلوس لساعات طويلة من دون ممارسة الرياضة يؤدّي إلى تشكُّل السيلوليت.


ليس سهلاً التخلص من السيلوليت بعد ظهوره، لكن ثمة إجراءات وقائية عديدة يمكن اتخاذها تجنباً للمشكلة بدلاً من اللجوء لاحقاً إلى كل الوسائل المتوافرة للتخلص منها من دون جدوى أحياناً. أهمّها، ممارسة الرياضة لتأمين اللياقة البدنية وخفض الوزن وشدّ الجلد. والإكثار من شرب الماء بمعدل ليترين في اليوم، بهدف التخلص من السموم ومعدلات الصوديوم الزائدة التي تؤدي إلى انحباس السوائل في الجسم. كما يساهم الماء في الحفاظ على نضارة الجلد. وأيضا يجب وقف التدخين لأنه يؤدي إلى تكدس السموم في الجسم، مما يحول دون وصول المكونات الغذائية إلى الجلد بالشكل الصحيح. واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالخضار الغنية بالماء، كالخيار والخس، ويحتوي على كمية معتدلة من الفاكهة. تساعد هذه الأطعمة على الحد من السموم بزيادة معدلات الماء. كما أنها تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تساهم في التخلص من السموم. ويساعد خفض الوزن، أيضاً، على خفض معدل السيلوليت مع انخفاض معدل الدهون. أما الكيلوغرامات والدهون الزائدة فتزيد الوضع سوءاً. كما يُنصَح بتجنُّب التوتر وضغوط الحياة قدر الإمكان، حفاظاً على سلامة الشرايين والأوعية الدموية.

بشكل عام، لا يعتبر التخلص من السيلوليت بشكل تام أمراً سهلاً، بل يتطلب اتخاذ إجراءات عديدة وتغييراً شاملاً في نمط الحياة. حتى إن الآلات التي تعمل على التخلص من السيلوليت لا تُعتبَر حلاً نهائياً، بل ثمة ضرورة إلى اتباع نمط حياة صحي ومتوازن لتحقيق هذا الهدف، وكذلك بالنسبة إلى العقاقير والكريمات الخاصة بمحاربة السيلوليت. ويشكل الغذاء جزءاً لا يتجزأ، لا بل يُعتبَر الجزء الأساسي، للوقاية من السيلوليت، أو للحد منه في حال ظهوره. وصحيح أنه علمياً ما من غذاء سحري قادر على القضاء على السيلوليت، لكن ثمة أطعمة تعتبر مفيدة، فيما ينصح بتجنب أخرى لاعتبارها تزيد المشكلة سوءاً. وبشكل عام، تبرز أهمية اتباع نظام غذائي قليل الملح والدهون والسكر والكافيين، لأن هذه المواد ترفع من معدلات السيلوليت في الجسم، خصوصاً في الأرداف والمؤخرة. ويجب التركيز على الخضر والفاكهة لغناها بالفيتامينات والمعادن والماء والألياف. كما ينصح بالشاي الأخضر والزنجبيل لغناهما بمضادات الأكسدة. ويشير خبراء التغذية إلى أهمية أكل الحبوب لدورها الإيجابي، وأهميتها في تنظيف الأمعاء وتحسين عملية الهضم، نظراً لغناها بالألياف. كما ينصح بالتركيز على البروتينات الخالية من الدهون، كصدر الدجاج والأسماك واللحوم الهبرة والحبش. علماً أن البروتينات تحفز على إنتاج الكولاجين، مما يلعب دوراً مهماً في مكافحة السيلوليت. أمّا الأطعمة التي يجب الابتعاد عنها فهي اللحوم المقدّدة والمدخّنة والمصنّعة وغيرها من اللحوم الغنية بالدهون، لأن لها أثرا سلبيا، وتلعب دوراً في زيادة معدلات السموم والدهون والسيلوليت. كما يجب الابتعاد عن الكافيين، لأنه يساهم في احتقان الماء في الجسم. من هنا تأتي أهمية الابتعاد عن القهوة ومشروبات الطاقة.

إذا كان احتمال ظهور السيلوليت أكبر كما في حال وجود العوامل الوراثية مثلاً، من الضروري التركيز على ممارسة الرياضة والخضوع لحمية غذائية بهدف إزالة السموم وتحسين قدرة الجسم على حرق الوحدات الحرارية والدهون وتنشيط الدورة الدموية. في المقابل، ما من داعٍ للتقيد بحمية خالية من النشويات أو من الدهون لمواجهة مشكلة السيلوليت، كما يعتقد البعض، بل تبقى الحمية المفيدة للحد من السيلوليت هي تلك المتوازنة والصحية التي تعتمد على الخضر والفاكهة والبروتينات قليلة الدهون والحبوب الكاملة.
المساهمون