أسباب فشل الحمية الغذائية

29 سبتمبر 2019
ينصح بالتوجه للرياضة لتنشيط عملية الأيض (توم كوبر/Getty)
+ الخط -
تختلف أسباب فشل الحمية بين شخص وآخر. وتؤكد اختصاصيّة التغذية، نور الصايغ، أن ثمَّة مشكلات متعددة يمكن أن تمنع خفض الوزن، وأبرزها، بطء عملية الأيض، نتيجة كسل في الغدة الدرقيَّة، مما يؤدي إلى تراجع قدرة الجسم على حرق الوحدات الحرارية، وبالتالي عدم التجاوب مع الحمية. وتكمل الصايغ بأنَّ ثمّة أسباباً جينية ومشاكل هرمونيَّة تؤثّر على عملية الأيض، كما أنَّ تكيّسات المبيض التي تعانيها نسبة كبيرة من الشابات في الشرق الأوسط، قد تكون سبباً لزيادة الوزن أيضاً. في ذات السياق، فإنَّ انقطاع الطمث، قد يؤدي إلى تراجع قدرة الجسم على حرق الوحدات الحرارية، فتجد المرأة صعوبة في خفض وزنها. مع ضرورة التوضيح أن هذا لا يعني استحالة خفض الوزن.

كما أنَّ وجود ورمٍ على الكلية يسبب زيادة الوزن في منطقة الحوض أو البطن بشكل خاص. وتوضح الصايغ، أنّه يمكن معالجة هذه المشاكل لدى استشارة الطبيب المتخصص في الغدد والسكري، بالتعاون مع اختصاصية التغذية المُشرِفة، قائلة لـ"العربي الجديد": "مما لا شك فيه أن الأشخاص الذين يعانون هذا النوع من المشاكل، يواجهون صعوبات كبرى في خفض أوزانهم، وفي الاستفادة من الحميات، مقارنةً بغيرهم من الأشخاص".

وبعيداً عن الأسباب التي ترتبط بالشخص وبمشاكل يعانيها، ثمة أسباب لها علاقة بالحمية نفسها التي قد تكون صارمة بشكل مبالغ فيه، بحسب الصايغ. ونتيجة الشعور بالحرمان، يتجه الشخص إلى الشراهة في الأكل مع فقدان الطاقة والنشاط والتعب وآلام الرأس ليعوّض هذا النقص في مصادر الطاقة. هذا يؤدي حكماً إلى فشل الحمية. من هنا أهمية اعتماد نظام صحي متوازن ينسجم مع نمط الحياة الخاص بكل شخص، وطبيعة عمله، فيمكن التقيّد به. هذا، بدلاً من الحمية الصارمة التي تؤدي حكماً إلى الشعور بالحرمان وإلى الفشل، والعودة إلى اكتساب الكيلوغرامات مجدداً بعد خسارتها. "يضاف إلى ذلك، أن عدم وجود من يشجّع في المنزل على تحضير الأكل الصحي أو على التقيّد بالحمية، يزيد احتمال الفشل"، تضيف الصايغ.
وفي سياق طرح الحلول، تشير الصايغ إلى أهميَّة تغيير الحميات التي تُوضَع لهؤلاء الأشخاص، للتأكد من نوع الحمية التي يتجاوب معها الشخص بشكل أفضل. وفي حال تجربة حميات متعددة فشلت كلّها، تنصح الصايغ بالتوجه إلى الرياضة كوسيلة لتنشيط عملية الأيض، إلى جانب الحمية. وهذه طريقة فعالة حكماً، لتفعيل قدرة الجسم على حرق الوحدات الحرارية. علماً أنه يمكن مواجهة مشكلة ثبات الوزن والعجز عن خفضه أكثر بعد فترة من اتباع حمية، أو في حال اتباع حميات متعددة.
وتؤكد الصايغ أنه في حال ثبات الوزن، وعدم القدرة على خفضه أكثر، فإنه من الضروري أن يرتاح الشخص لمدة أسبوع، ويعود إليها، بعد أن يكون قد خرج من الروتين المرتبط بالحمية. بهذه الطريقة يعود الجسم للتجاوب مع الحمية الجديدة بشكل فعّال أكثر.

وجدير بالذكر أنَّه لكل شخص حمية خاصة به، بحسب طوله ووزنه وسنه ومعدل نشاط عملية الأيض لديه، وأيضاً حسب نمط حياته وطبيعة عمله، وإذا ما كان يمارس الرياضة، أو يسافر بكثرة. ومن الضروري التعايش مع الحمية التي يجب أن تكون أقرب إلى نظام غذائي صحي متوازن، يحتوي على أطعمة من مختلف المجموعات الغذائية، ويسهل اعتمادها والتأقلم معها. هذا ما يساعد على الالتزام بهذا النظام، وتجنب الشراهة في الأكل بسبب الشعور بالحرمان، وما يضمن خفض الوزن، بعيداً عن خطر استعادة الكيلوغرامات الزائدة مجدداً.
المساهمون