"الحقيقة والكرامة" التونسية تستأنف جلسات الاستماع الجمعة

14 ديسمبر 2016
الجلسات تخصص للكشف عن الانتهاكات الجسيمة (ياسين كايدي/الأناضول)
+ الخط -

تستأنف هيئة الحقيقة والكرامة بتونس جلسات الاستماع العلنيّة لـ"ضحايا الاستبداد والأنظمة السياسية السابقة" يومي 16 و17 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بمركب صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين بالعاصمة التونسية.

وتعتبر هذه الجلسات الثانية بعد الجلسات الأولى التي انطلقت يومي 17 و18 نوفمبر/تشرين الثاني، في نادي عليسة بسيدي الظريف بالضاحية الشمالية بالعاصمة التونسية. 

ويشار إلى أن الجلسات العلنية الأولى خصصت للانتهاكات الجسيمة التي طاولت حقوق الإنسان بتونس من الخمسينيات إلى الثورة، واختلفت الممارسات بين التعذيب والقتل والاختفاء القسري، إلى جانب شهادات عائلات شهداء الثورة التونسية. 

وقالت عضو هيئة الحقيقة والكرامة، علا بن نجمة، لـ"العربي الجديد"، إنّ الهيئة ستواصل الاستماع إلى عدد آخر من الضحايا ولنوعية جديدة من الانتهاكات، تهم فترات زمنية متفاوتة، ستشمل مختلف الأنظمة السياسية السابقة، موضحة أنّ الهيئة قامت بدراسة آلاف الملفات، ورصدت ما يقرب من 32 نوعا من الانتهاكات التي طاولت التونسيين، مبينة أن "هناك من يرى أن بعض الانتهاكات بسيطة، ولكنها عندما تصبح ممنهجة فإن أضرارها كبيرة وتؤدي حتى إلى القتل".


وأضافت عضو هيئة الحقيقة والكرامة أنّ "الأنظمة الاستبدادية في تونس كانت تنتهك وتدوس على من لا يسايرها"، مؤكدة أن "عدد الضحايا الذين سيمرون في الجلسات العلنية الثانية سيكون في حدود 5 خلال الجلسة الأولى التي ستنطلق الجمعة، و5 ضحايا في الجلسة الثانية".

وأشارت بن نجمة إلى أن "الضحايا سيكونون من الجنسين، إناثا وذكورا، عملا بمبدأ المناصفة الذي دأبت عليه الهيئة منذ الإعلان عن الانطلاق في مسار العدالة الانتقالية، التي تحتم كشف الحقائق قبل المرور إلى المصالحة، كما سيتم التركيز على مختلف الشرائح الاجتماعية"، معتبرة أن "الاختيار عادة ما يكون معبراً عن آلاف الملفات المشابهة"

وبينت المتحدثة ذاتها أن "المكان الذي تم اختياره للجلسات العلنية الثانية، أي مركب صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين، له رمزية، باعتبار أن المحامين كانوا دوما سندا للضحايا في مختلف الفترات السياسية، ودافعوا عنهم، وتناولوا الانتهاكات التي مروا بها"، موضحة أنه "في المرة السابقة تم اختيار نادي عليسة بسيدي بوسعيد الضاحية الشمالية، والذي يخص أقرباء وزوجة الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، وهو رمز الفساد المالي والاستيلاء على المال العمومي".

ومن المنتظر أن تعقد هيئة الحقيقة والكرامة، غدا الخميس، ندوة صحافية لكشف معطيات جديدة قبيل انطلاق ثاني الجلسات العلنية، إلى جانب أهم القضايا التي سيتم التطرق إليها من خلال الاستماع لشهادات الضحايا.