"واشنطن بوست":السيسي ينتقد أميركا ويتلقى الدعم العسكري منها

30 مايو 2016
المقال ينتقد ازدواجية خطاب نظام السيسي (Getty)
+ الخط -
توقف مقال رأي لصحيفة "واشنطن بوست" عند الخطاب المتناقض لنظام عبد الفتاح السيسسي الذي يدعي أن الولايات المتحدة الأميركية تعمل على إثارة الفوضى داخل مصر بالاعتماد على ما يسميه النظام "حروب الجيل الرابع"، دون أن يحول ذلك دون تلقي نظام السيسي مساعدات عسكرية من واشنطن، وصلت قيمتها إلى 1.3 مليار دولار هذا العام.


وبحسب مقال الرأي فإنه بما أن البيت الأبيض يرفض وضع شروط على القاهرة لتحسين سجلها على مستوى حقوق الإنسان، الذي يشهد انتهاكات صارخة في عهد السيسي، فإنه يمكن مثلا للرئيس باراك أوباما أن يطلب من الرئيس المصري أن يفسر بشكل علني حاجة الجيش المصري للتجهيزات العسكرية الأميركية لمواجهة "حروب الجيل الرابع".

وبحسب "واشنطن بوست" فإن "حروب الجيل الرابع" وفق المتتبعين لخطاب القادة العسكريين بمصر منذ الانقلاب الذي أطاح بأول رئيس منتخب، محمد مرسي، في 2013، وبحسب خطاب ألقاه السيسي بداخل الأكاديمية العسكرية "تقع حينما يتم تسخير قنوات الاتصال الحديثة، وعلم النفس ووسائل الإعلام.. لخلق الفوضى واستهداف مصر من الداخل".

أما العدو المعلن في هذه الحرب بالنسبة للقاهرة فهو الولايات المتحدة الأميركية، البلد الذي يقدم العديد من المساعدات للجيش المصري. وبحسب مقال "واشنطن بوست" فإن هذا العدو يصبح بالنسبة لأنصار النظام المصري والمطبلين له "الجزء الأكبر من منظمات المجتمع المدني" بمصر التي "تشتغل من أجل تدمير الدولة من خلال حروب الجيل الرابع من أجل حفنة من الدولارات".

ولفت صاحب المقال إلى أن "حروب الجيل الرابع" تحولت إلى ذريعة يستغلها النظام من أجل الهجوم على منظمات المجتمع المدني، والنشطاء. كما أضاف أن المراقبين للشأن المصري قد يتساءلون عن السبب الذي يدفع السيسي، الذي يدعي أنه يحارب تنظيم "الدولة الإسلامية" وجماعات مسلحة أخرى، يوجه أجهزته الأمنية لقمع النشطاء الحقوقيين والصحافيين واليساريين.

وبحسب المقال فإن الجواب على ذلك بسيط للغاية؛ إذ يندرج ضمن مواجهة "حروب الجيل الرابع"، التي يتمثل العدو الحقيقي فيها في التوجه الليبيرالي الغربي بقيادة الولايات المتحدة، وليس الجماعات المسلحة.

ووفق "واشنطن بوست" فإن جنرالات مصر يسخرون المعدات العسكرية الأميركية لمواجهة عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في جبهة واحدة؛ هي شبه جزيرة سيناء، ويقومون في الآن ذاته بتوجيه أجهزة الاستخبارات والنيابة العامة لملاحقة من يعتبرونهم عملاء واشنطن بالقاهرة الذين يحاولون قلب النظام. وتساءل المقال عن سبب استمرار الإدارة الأميركية في تقديم الدعم العسكري للنظام المصري الذي يصنفها في خانة العدو الذي يسعى لتدمير البلاد. لكن التساؤل الأكثر إحراجا لصاحب المقال هو مدى قدرة واشنطن على اشتراط ربط توصل مصر بأي مساعدات عسكرية في المستقبل بخطاب يلقيه السيسي أمام المصريين يؤكد لهم أن الولايات المتحدة لا تخطط لتدمير البلاد ولا يد لها في "حروب الجيل الرابع".

ولفت المقال أن هذا الشرط يظل أقرب إلى التحقيق من الطلب من نظام السيسي الكف عن الحرب التي يشنها على المتحتجين، والصحافيين وعلى منظمات المجتمع المدني.