معارك تحرير الموصل لا تهدأ والضربات الجوية تُحجّم "داعش"

07 ابريل 2016
تتقدّم القوات العراقية ببطء (سافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -

تتواصل عملية تحرير الموصل، شمال العراق، بفعل استمرار هجمات القوات العراقية، بغطاءٍ جويّ لقوات التحالف الدولي، في محاولة للسيطرة على مناطق في جنوب المدينة، بعد نجاحها في تحرير عدد من القرى، التي كانت تقع تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

في هذا السياق، تشنّ القوات العراقية هجمات بالصواريخ وقذائف المدفعية على مناطق تجمّعات "داعش" في الموصل، في ظلّ مواصلة طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، توجيه ضربات مركّزة على مواقع حيوية، لشلّ حركة عناصر التنظيم داخل المدينة.

في المقابل، تفيد مصادر عسكرية عراقية لـ"العربي الجديد"، بأن "داعش، يواصل بين الحين والآخر شنّ هجمات مباغتة ضد قطعات القوات العراقية، غرب مخمور، حيث تتمركز القوات المشتركة". وتضيف أن "داعش يستمرّ في شنّ هجمات متفرقة، محاولاً إيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية بين صفوف القوات العراقية"، لافتة إلى أن "التنظيم نجح في ايقاع خسائر بشرية بين الجنود العراقيين".

وتكشف المصادر، نوعية الهجمات لعناصر "داعش"، مشيرة إلى أن "هجوم التنظيم يبدأ بإطلاق صواريخ متوسطة المدى، يعقبها إرسال سيارات مفخخة، من النوع المدرّع، التي لا يمكن التصدي لها بسهولة، معززاً هجومه بإطلاق نار كثيف باتجاه مناطق تمركز القوات العراقية، لتأمين وصول السيارات المفخخة، إلى أقرب نقطة ممكنة من مواقع الجيش، لأجل تفجيرها وإيقاع خسائر". كما تبيّن المصادر، أن "الضربات الجوية نجحت في تحجيم قوة داعش، وساعدت في إفشال عدد من هجماته، كما تواصل دكّ المواقع الخلفية للتنظيم، في محاولة لقطع الإمدادات والطرق الرابطة بين خطوطه، في الوقت الذي تشنّ فيه القوات البرية ضرباتها على المواقع الأمامية، مستهدفة القرى التي باتت ساحات معارك وخط المواجهة الأول". كما تعيق العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم، تقدم القوات المهاجمة.

إلى ذلك، توقع مختصون عسكريون أن تطول العمليات العسكرية في الموصل، قياساً للفترة الطويلة التي تحصّن فيها "داعش" داخل المدينة، التي مكّنته على الأرجح، من اتخاذ عدد من التدابير، وهو ما تكشّف منذ انطلاق عملية التحرير، التي ما زالت تتمحور في مناطق محددة، منذ أسبوعين.
في المقابل، أعلنت قيادة الجيش، أمس الأربعاء، عن شنّ هجمات على مواقع "داعش" جنوب غرب مخمور، في سياق المرحلة الثانية من عمليات "الفتح" التي انطلقت فجر الإثنين الماضي، لتحرير قرى جنوب الموصل.
وفي هذا الإطار، أكدت وزارة الدفاع العراقية، في بيانات منفصلة، أن "قطعات لواء المشاة 71، وفرقة المشاة الخامسة عشرة، تمكنت من اقتحام قرية النصر، ضمن المحور الشمالي لقرى جنوب الموصل، وبإسناد جوي ومدفعي كثيف، كما تمّ تفجير 3 عربات مفخخة، حاولت التعرض للقوات المتقدمة".

وأشارت الوزارة إلى أن "قيادة عمليات تحرير نينوى، وفي المرحلة الثانية من عملية الفتح لتطهير قرى جنوب الموصل، وخلال التقدم باتجاه قرية النصر، تمكنت من تدمير 7 عربات مفخخة حاولت الاقتراب من القطعات الأمامية للقوات العراقية". ولفتت إلى أن "أعداداً كبيرة من مقاتلي داعش قُتلوا"، مؤكدة أن "القطعات العسكرية حالياً تمسك خط صدّ متقدم في قرية النصر، والمعارك ما زالت مستمرة، والتقدم جارٍ باتجاه قرية حميدات".

كما بيّنت الوزارة أيضاً أن "التحالف الدولي وجّه ضربات جوية مدمّرة لقطع خطوط الإمداد للتنظيمات الإرهابية في قاطع عمليات تحرير نينوى، قاضياً على عدد من الإرهابيين وقاطعاً لعدد من الطرق والجسور". وأوضحت أن "تلك الخطوط تُستخدم من قبل داعش لإطالة أمد المعركة".

يُذكر أن قيادة عمليات نينوى، قد أعلنت في 23 مارس/آذار الماضي، عن بدء ما سمتها "المرحلة الأولى من عملية الفتح، المكوّنة من ثلاثة محاور لتحرير محافظة الموصل"، التي يسيطر عليها داعش منذ العاشر من يونيو/ حزيران 2014. وقد تمكنت خلالها من تحرير مجموعة من القرى ورفع العلم العراقي فيها.
المساهمون