عيد الشرطة: السيسي يتذكر ثورة يناير بـ25 كلمة ويحذّر من "قوى الشر"

23 يناير 2019
السيسي: واجهنا صعوبات وتحديات جسام (ميخاييل سفيتلوف/Getty)
+ الخط -
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، إن إجراءات الإصلاح الاقتصادي في بلاده تخضع للبرامج المدروسة والمنهج العملي، لأن الاقتصاد يعني القدرة وحياة الشعوب، مدعياً أن ثمار هذه الإجراءات بدأت تظهر في مؤشرات نمو الناتج المحلي ونصيب الفرد منه، وزيادة احتياطي النقد الأجنبي، وتحسّن معدلات التشغيل، وتضييق عجز الموازنة.

وأضاف السيسي، في كلمة له احتفالاً بالذكرى السابعة والستين لعيد الشرطة، أن "برنامج الإصلاح الاقتصادي كان شديد القسوة، وتطلّب معالجة حاسمة وعميقة جداً"، مستطرداً "تغير سعر الصرف من 8 أو 9 جنيهات للدولار إلى الضعف كان له تأثير ضاغط على المصريين، ولكن رغم قسوة الإجراءات والظروف الصعبة كان العلاج الناجح والحاسم لتجاوز هذا التحدي بشكل علمي وواقعي".

وتابع: "لم تكن هناك مسارات أخرى للتحرك فيها، فأي مسار آخر كان يمثل طريق الضياع للدولة بمقدراتها، وسنستمر حكومة وشعباً في تأدية واجبنا الوطني على جميع المسارات"، مستدركاً "الاقتصاد يعد جزءاً أساسياً في الدولة، ونحن عبرنا مرحلة صعبة جداً، وأستطيع القول الآن إننا نسير في طريقنا الصحيح من أجل الأجيال الحالية والقادمة، خاصة أنه لن يكون هناك أقسى مما كنا فيه".

ووجّه السيسي الشكر للمصريين على تحمّلهم الإجراءات القاسية والصعبة، قائلاً: "هناك مؤشرات إيجابية بشهادة كل المهتمين بالاقتصاد في العالم... وإحنا مش متوقفين، وسنتحرك بنفس الهمة والقوة والإصرار لتحقيق ما نتمناه لوطننا، وربنا يوفقنا، وننجح في هذا الأمر... وأؤكد أن المصريين وراء نجاح كل اللي فات واللي جاي، لأنهم يتحملون الصعاب والظروف الصعبة".
واستكمل بالقول: "التاريخ سيكتب أن التحديات التي واجهتها مصر، خلال السنوات الماضية، كانت من أصعب ما واجه هذا الوطن على مدار تاريخه الحديث، وسيكتب أيضاً بحروف من نور أسماء وبطولات كل من ساهم خلال تلك الفترة القاسية في حماية وطنه، والدفاع عن مقدرات شعبه... فلم يُرهبه الخوف من عدو، ولم تر عيناه سوى مصلحة الوطن وأمنه واستقراره".

وعن احتفاله بعيد الشرطة في مقر أكاديمية الشرطة، قال السيسي: "هذا اليوم من أصعب الأيام التي تمر عليّ بسبب حضور أسر الشهداء"، مواصلاً "كل ما أسمعه من أهالي الشهداء هو الرضا والقبول بما كتبه الله... والبلد اللي أصل شعبها كده أكيد ربنا هايتفضل عليها بالسلامة... ومن يدافع عن مصر هو شعبها الذي قدّم أولاده للجيش والشرطة، وهو مدرك أن مصر في مرحلة صعبة، وأن ابنه قد يتعرض للإصابة أو الشهادة".
وزاد: "كل التحية لشعب مصر الذي يتحمل الظروف الصعبة، وبلدنا فيها 100 مليون مواطن، ولكنها آمنة سالمة ومستقرة... وأتوجه بتحية من القلب في يوم عيد الشرطة لمن لا زال يواصل عطاءه، ولمن تقاعد.. ونقول لكم إن تضحياتكم محل تقدير من شعبنا الأصيل الذي يحفظ العهد، ويدرك قيمة جهود أبنائه من رجال الشرطة".




وأضاف السيسي: "من يدافع عن مصر هو شعبها بالكامل، وليس الجيش والشرطة فقط... ومصر لن تنسى أبداً تضحيات رجال الشرطة، وستظل بارة بأبطالها الذين يضحون من أجلها... ويسهرون على حمايتها وسلامة شعبها ليحيا الوطن دائماً في أمن وسلام... ماضياً في مسيرته نحو المستقبل الأفضل بعزم وثقة وإيمان لا يتزعزع في هذا الوطن العزيز، الذي يعلو ولا يعلى عليه".


وقال كذلك: "يوم 25 يناير/كانون الثاني 1952 لم يكن يوماً عادياً كباقي أيام مصر أثناء الاحتلال البريطاني، وكان مقدراً له أن يُخلّد في تاريخ هذا الوطن، ويظل رمزاً لبطولة وفداء رجال الشرطة، الذين رفضوا تسليم أسلحتهم، لقوةٍ تفوقهم عدداً وعتاداً... فلم يحنوا رؤوسهم، وقاوموا حتى آخر طلقة لديهم بكل بسالة وتضحية، حتى سقط المئات منهم بين شهداء ومصابين، حافظين جميعاً شرف وكرامة الوطن".



وواصل السيسي: "إن ذلك الموقف من رجال الشرطة يعبر بصدق عن الشخصية الوطنية للشعب المصري العظيم... تلك الشخصية التي تنشد السلام، ولكنها قادرة على القتال بكفاءة إذا تطلب الأمر... شخصية تتميز بالصبر، ولكنها تفيض كذلك بالإصرار في الحق، والصمود في وجه الأزمات... شخصية صنعتها أحداث الدهر الطويلة، وصاغتها تجارب التاريخ المتعددة، وصقلها تمسك المصريين الأبدي بتراب وطنهم"، حسب تعبيره.

ثورة 25 يناير
وفي خضمّ حديثه المطول عن الشرطة وتضحياتها، تذكّر السيسي ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، التي تتزامن ذكراها مع عيد الشرطة، بكلمات قليلة، قائلاً "أوجه التحية للشعب المصري بمناسبة تلك الثورة، التي عبّرت عن تطلع المصريين لبناء مستقبل جديد لهذا الوطن، ينعم فيه جميع أبناء الشعب بالحياة الكريمة".
وشدد السيسي على أن "مصر تنتقل بثبات، بعد سنوات عاصفة ومضطربة، من مرحلة تثبيت أركان الدولة وترسيخ الاستقرار إلى مرحلة البناء والتعمير... وتستكمل بجدية واجتهاد مشروعات التنمية الكبرى التي انطلقت في جميع أنحاء البلاد، لتغير الواقع المصري إلى ما نطمح إليه من تنمية شاملة ومستدامة".
وتابع بالقول: "خلال تلك السنوات الماضية واجهتنا، وما زالت تواجهنا، صعوبات وتحديات جسام، أخطرها محاولات جماعات الظلام والشر إعاقة طريقنا، ونشر الإرهاب بغرض ترويع مجتمعنا الآمن، ظناً واهماً منهم أنهم يستطيعون بالإرهاب تحقيق أهدافهم الخبيثة... وتقديراً خاطئاً لقوة وصلابة هذا الشعب وأبنائه في القوات المسلحة والشرطة".
واستطرد قائلاً: "سنتصدى للإرهاب، ونكسر شوكته، في سبيل تحقيق التنمية الشاملة، وترسيخ بنيان الدولة المؤسسي والقانوني.. وسنواصل الحرب الحاسمة على الفساد أينما وجد، وننشر الوعي والتنوير، وثقافة التسامح، ومبادئ المواطنة، ليخرج من مصر في قلب الليل نور يضيء المنطقة... ويقدم للعالم نموذجاً ملهماً في التعايش والسلام الاجتماعي"، على حد زعمه.




وختم السيسي حديثه بالقول: "ليس بمقدور أحد هزيمة إرادة شعب مصر، الذي يمتلك بداخله حكمة تكونت عبر آلاف السنين، ولديه بصيرة نافذة تمكّنه من التمييز بين الحق والباطل... وهو قادر بمشيئة الله، وبقوة الحق، وبكفاءة جيشه وشرطته، على التصدي لكل المخططات... والمضي قدماً بثبات في معركته الكبرى للتنمية والبناء والتقدم".