مراقب إخوان الأردن.. الرسالة الأخيرة للحفاظ على جماعته

04 ديسمبر 2015
قاد همام الجماعة دورتين متتاليتين (تويتر)
+ الخط -
 وجه المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن همام سعيد، مساء أمس الخميس، رسالة لكوادر وقيادات الإخوان يدعوهم فيها للتمسك بالجماعة ومؤسساتها الشرعية. وذلك في وقت حرج تعصف الخلافات بالجماعة التي شهدت انشقاقات متتالية، قادها قادة تاريخيون فيها، كان آخرها في مارس/آذار الماضي، حين رخصت الحكومة الأردنية جمعية سياسية تحمل اسم "جمعية جماعة الإخوان المسلمين"، وتنازع الجماعة التاريخية على شرعيتها القانونية وممتلكاتها، فيما يلوح في الأفق انشقاق جديد يستهدف حزب جبهة العمل الإسلامي الذي يمثل الذراع السياسي للجماعة.

همام الذي قاد الجماعة لدورتين متتاليتين اعتباراً من 30 أبريل/نيسان 2008، افتتح رسالته بالتأكيد على عدم "التمديد لنفسه يوماً واحداً بعد 30 أبريل/نيسان 2016 موعد نهاية ولايته"، وفتح الباب موارباً على إمكانية مغادرته قبل ذلك التاريخ، حين قال "أقبل بالتعجيل قبل ذلك"، ما يعني قبوله بانتخابات داخلية مبكرة، ويسعى سعيد، الذي وصف أعضاء في المكتب التنفيذي خلال الأشهر الماضية بعناصر التأزم، إلى طمأنة معارضيه حول مستقبل قيادة الجماعة، حسب مصادر في الجماعة، لكن المصادر ترى أن غياب القيادة لا يعني غياب التيار الذي تمثله والقادر على انتزاع القيادة عبر وجوه جديدة ما يعني استمرار الأزمة.

وفي مسعى لتوسيع المشاركة التي يطالب بها معارضو المراقب، تعهد في رسالته أن "المكتب التنفيذي مفتوح للتغيير والتبديل والإضافة خلال هذه الفترة المتبقية". وفي محاولة لقطع الطريق على مسعى قادة تاريخيين في الجماعة لتأسيس حزب سياسي جديد، يمارسون من خلاله نشاطهم السياسي مع الحفاظ على عضويتهم في جماعة الأخوان، وهو ما يعتبر تهديداً مباشراً لمستقبل حزب جبهة العمل الإسلامي. وأكد المراقب "حزب جبهة العمل الإسلامي مؤسسة وطنية مستقلة لا سلطان للجماعة على خياراتها القيادية، وليس لنا عليها إلا النصيحة والرغبة والرجاء بأن يفتح الحزب أبوابه لمشاركة الجميع".

وشدد همام على أن "إنشاء حزب آخر أمر مرفوض على الإطلاق، وهو مخالف لأنظمة الجماعة ما لم يصدر في ذلك تشريع خاص"، ودعا أصحاب ذلك التوجه إلى "وقف جميع اللقاءات المتعلقة بإنشاء حزب سياسي أو أي تشكيل آخر خارج أُطر الجماعة" مناشداً بحق البيعة التي في أعناقهم.

كما طالب الجميع بوقف "التراشق بالتهم والخوض في أمور الجماعة التنظيمية في جميع وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة"، موجهاً المكتب التنفيذي إلى مباشرة الإعداد للاستحقاق الانتخابي، والبدء بتحضير قوائم الناخبين وتوزيع المقاعد على الشعب.
ووصف قيادي في الجماعة رسالة المراقب "بالصرخة الأخيرة" لمواجهة التحديات التي أصبحت تهدد بشكل كبير قدرتها على الاستمرار، لكن القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه يرى أن الرسالة جاءت متأخرة بما طرحت من أسس للحل.