وقال كوربن، في مقابلة أجراها مع صحيفة "ذا غارديان" مساء أمس الاثنين، إنّه نجح في "نشر رسالته" وأنه "سعيد جداً وواثق جداً"، رافضاً في الوقت ذاته الدعوات للتصويت التكتيكي لهزيمة مرشحي حزب المحافظين.
Twitter Post
|
ويشكك البعض في مدى نجاح استراتيجية "العمال" في إغداق الموارد المالية والبشرية على دوائر انتخابية آمنة للمحافظين، بدلاً من التركيز على الدفاع عن الدوائر العمالية الضعيفة. إلا أن كوربن يرى أن هذه المقاعد ليست بالضرورة محسومة لصالح الحزب الحاكم، متفائلاً بإمكانية النصر العمالي فيها، وقال "لقد زرت ما يقرب 60 مقعداً حتى الآن. وأعتقد أنني زرت أماكن نتجه لأن نكسبها".
إلا أنه ومع بقاء أقل من 48 ساعة على موعد الانتخابات، لا يزال حزب المحافظين متقدماً في استطلاعات الرأي، وإن كانت هذه الاستطلاعات تختلف في ما بينها بحجم الفجوة بين الحزبين، والتي تراوح بين 6 و14 نقطة.
ورفض كوربن فكرة التصويت التكتيكي، التي تدعو الناخبين للتصويت لصالح أكثر المرشحين حظاً للتغلب على مرشح المحافظين في أي دائرة انتخابية، وذلك لمنع انقسام أصوات المعارضة. وقال "أحث الجميع على التصويت لصالح العمال!".
ولكن إن قدر لحزب "العمال" تشكيل حكومة يوم الجمعة، فسيكون ذلك في إطار حكومة ائتلافية مع القوميين الإسكتلنديين أو الديمقراطيين الليبراليين، إن صدقت استطلاعات الرأي.
كما نفى كوربن أن يكون حزبه قد تحول إلى حزب يعارض "بريكست"، ليجدد مصداقية "العمال" أمام الناخبين من مريدي الخروج من الاتحاد الأوروبي. وأشار كوربن إلى أن صفقة "بريكست" عمالية ستكون أفضل للبلاد، وسيفاوض عليها فريق عمالي "متوازن"، يضم مؤيدين ومعارضين لـ"بريكست".
وأضاف: "أقول لمن صوتوا لصالح بريكست، أنا متأكد من أنكم صوتم كذلك لأسباب عديدة، ولكني أشك بأنكم صوتم كي تروا مصانعنا تغلق أو أن تروا الضرر يلحق بحقوق العمل. سنضع هذا الخيار أمام شعب هذا البلد"، في إشارة إلى تنظيم استفتاء ثانٍ على "بريكست"، يكون الخيار فيه بين صفقة "العمال" والبقاء في الاتحاد الأوروبي.
الديمقراطيون الليبراليون بوجه جونسون
وفي سياق الانتخابات البريطانية، هاجمت جو سوينسون، زعيمة الديمقراطيين الليبراليين، اللغة التحريضية التي استخدمها بوريس جونسون ضد المواطنين الأوروبيين المقيمين في بريطانيا.
وقالت سوينسون في طريقها إلى مدينة باث، اليوم الثلاثاء، إن حزبها يدين تصريحات جونسون التي قال فيها إن العديدين من مواطني الاتحاد الأوروبي "يتعاملون مع بريطانيا كأنها جزء من بلدهم" في محاولة منه لتحريض البريطانيين ضدهم.
وأضافت: "تضع تصريحات جونسون التحريضية الملايين في هذا البلد في خطر التعرض لجرائم الكراهية. إنه أمر غير مقبول أبداً وخاصة من شخص يريد أن يكون رئيساً للوزراء"، مبينةً أنه "خلال هذه الحملة الانتخابية وصف المحافظون بهتاناً مواطني الاتحاد بأنهم مجرمون، ويعيشون على الإعانات، ويستهلكون مواردنا في المدارس والخدمات الصحية".
وتابعت "وعندما يصف رئيس الوزراء المهاجرين بأنهم يهددون وظائفنا، وخدماتنا العامة أو أمننا، فإنه يقول لنا أن نراهم كأعداء، وليس كجيران وزملاء وأصدقاء".
وشدد على أن "اللغة التي تشيطن الأفراد القادمين من دول أخرى لا مكان لها في مجتمعنا، وبالتأكيد لا مكان لها في 10 داوننغ ستريت. الديمقراطيون الليبراليون يرفضون سياسات الكراهية والانقسام".
ويعيش في بريطانيا نحو ثلاثة ملايين مواطن أوروبي لا يزال وضع إقامتهم وحقوقهم في بريطانيا غير واضحة، مع غموض "بريكست".
وتأتي هذه الانتقادات الأخيرة لزعيمة الديمقراطيين الليبراليين في آخر مساعيها لتعزيز حظوظ حزبها في تحقيق نتيجة مقبولة في الانتخابات، حيث كان تأييد الحزب قد تراجع في الآونة الأخيرة إلى 13 في المائة، مقابل 20 في المائة في بداية السباق.