"السفاح" منعته بريطانيا من وظيفة بالكويت فالتحق بـ "داعش"

26 فبراير 2015
جون كما ظهر مع الرهينة الأميركي كاسيغ (العربي الجديد)
+ الخط -
كشف خبراء ووسائل إعلام، اليوم الخميس، أن "الجهادي جون" سفاح تنظيم الدولة الإسلامية المقنع الذي كان يقوم بذبح الرهائن الأجانب هو مبرمج كمبيوتر من لندن مولود في الكويت يدعى محمد "اموازي".

وكانت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وصحف "الغارديان" و"دايلي تيليغراف" و"واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" من بين وسائل الإعلام التي كشفت هوية أحد أبرز الجهاديين المطلوبين في العالم.

وأعلنت جمعية "كيج" للحقوق المدنية التي كانت على اتصال باموازي لمدة سنتين بشأن تأكيده أنه تعرض لمضايقات أجهزة الأمن البريطانية، أن الرجل "لديه نقاط تشابه كبيرة" مع الجهادي المقنع.

وصرح مدير الأبحاث في "كيج" أسيم قرشي لمراسل صحيفة واشنطن بوست أنه بسبب غطاء الرأس "لا يمكن التاكيد أنه هو بنسبة 100%"، على ما أعلنت الجمعية في بيان.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول أمني بريطاني كبير أن السلطات تعرفت إلى أن السفاح هو اموازي "منذ فترة" لكن لم يكشف عن اسمه "لدواعٍ عملياتية".

واكتفى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالتأكيد أن أحد جلادي تنظيم الدولة الإسلامية "بريطاني على الأرجح".

ويشتبه بأن "الجهادي جون"، وهو اسم أطلق اصطلاحاً عليه نظراً للكنته البريطانية، هو منفذ عمليات قطع رؤوس الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف، والعاملين الإنسانيين البريطانيين ديفيد هينز والان هيننغ والأميركي عبد الرحمن كاسيغ.

كذلك ظهر "الجهادي جون" في تسجيل فيديو مع الرهينتين اليابانيين هارونا يوكاوا وكنجي غوتو قبيل مقتلهما، وبات رمزاً لمدى الوحشية التي أبداها تنظيم الدولة الإسلامية.

وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" أن أصدقاء تعرفوا على اموازي وأن أحد المقربين منه قال للصحيفة "لا شك لدي بأن محمد هو الجهادي جون".

وتابع التقرير أن المشتبه به، وهو في أواسط العشرينيات يتحدر من أسرة متوسطة وحصل على شهادة في البرمجة قبل أن يتوجه إلى سورية في 2012.

ووصف بأنه هادئ ومهذب ويحب الملابس الأنيقة. ويبدو أنه انتقل إلى التطرف بعد توقيفه من قبل السلطات، إثر رحلة إلى تنزانيا واتهامه من قبل الاستخبارات البريطانية بأنه يحاول التوجه إلى الصومال، اقتناعاً منها بوجود صلات بينه وبين رجل على علاقة بحركة الشباب الصومالية الإسلامية.

كما أنه غضب بعد منعه من السفر من لندن إلى الكويت عام 2010، بحسب رسائل إلكترونية وجهها إلى جمعية "كيج".

وكتب في رسالة نشرتها كيج "كانت لدي وظيفة تنتظرني وزواج لأنطلق". لكن الآن "أشعر بأنني سجين، لكن ليس في قفص، بل في لندن"، على ما أضاف.

كذلك عرف عن نفسه في الرسالة بأنه "شخص أسير وخاضع لسيطرة رجال الأمن الذين يمنعونني من أن أعيش حياتي في مسقط رأسي وبلدي الكويت".

وأفاد قرشي في بيان للجمعية بأن اموازي "كان يريد بشدة الاستعانة بالنظام لتغيير وضعه، لكن النظام في النهاية رفضه". وتابع أن "هذه القضية ينبغي أن تطلق الأفكار بخصوص سياسات بريطانيا الداخلية والخارجية".

وتساءل "أي تقييمات للمخاطر أجريت، هذا إن أجريت، لسياسة مكافحة الإرهاب البريطانية والدور المحوري الذي تلعبه في دفع أفراد إلى التشدد؟".

ويبدو "الجهادي جون" في تسجيلات الفيديو وهو يرتدي الأسود، ولا تظهر منه سوى عينيه، ويحمل في يده سكيناً ويطلق خطابات ضد الغرب.

وأكد مركز الأبحاث في "كينغز كولدج" في بيان أن "الكشف عن هوية الجهادي جون بهذا الشكل يثبت أنه مهما كانت الجهود المبذولة، فإن التمكن من إخفاء الهوية محدود بل حتى مستحيل، وسيتم بعد فترة الكشف عنها".

في إشارة إلى تربية اموازي في عائلة متوسطة الدخل، أفاد المركز بأن التشدد "ليس أمراً مدفوعاً بالفقر أو العوز الاجتماعي".

وأضاف المركز أن "المقاتلين البريطانيين أثبتوا بوضوح أنهم لم ينضموا إلى هذا النزاع ليبقوا في الصفوف الخلفية. إنهم مشاركون بالكامل في هذه الحرب ويساهمون كانتحاريين وخاطفي رهائن وجلادين".

اقرأ أيضاًقمة واشنطن حول "الإرهاب" لم تسفر عن إجراء عملي

المساهمون