مع انشغال العالم بمكافحة وباء كورونا، يبدو أن تنظيم "داعش" يحاول إعادة تنشيط نفسه في سورية، مصعّداً خلال الأيام الأخيرة، من عملياته وتحركاته شرقي البلاد. وقُتل وأصيب عدد من عناصر مليشيا "لواء فاطميون"، أول من أمس الخميس، في هجوم شنّه عناصر التنظيم في بادية البوكمال بريف دير الزور الشرقي. وبحسب موقع محلي، فإن عناصر "داعش" شنّوا هجوماً على مواقع قوات النظام السوري والمليشيات الرديفة في منطقة معيزيلة في بادية البوكمال، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر من "لواء فاطميون" وإصابة 20 آخرين. وكانت دورية تابعة للمليشيات الإيرانية تعرضت، الأسبوع الماضي، في منطقة عين علي في بادية القورية شرقي دير الزور، لهجومٍ بقذيفة صاروخية، أسفر عن مقتل وإصابة عناصر الدورية.
وتنتشر المليشيات الإيرانية في مناطق سيطرة قوات النظام في ريف دير الزور الشرقي، فيما تستهدف خلايا تنظيم "داعش" هذه المليشيات بين الحين والآخر، لا سيما في المناطق القريبة من البادية.
كما أعدم تنظيم "داعش" يوم الأربعاء الماضي، ضابطاً من قوات النظام وعنصرين كانا برفقته، بعد أسرهم خلال كمين نصبه عناصر التنظيم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عناصر "داعش" أسروا ضابطاً برتبة عقيد في قوات النظام مع عنصرين آخرين بالقرب من قرية الرشوانية في بادية حمص، حيث جرى إعدامهم ميدانياً من قبل عناصر التنظيم. كما وثّق المرصد مقتل عنصر في استخبارات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في بلدة درنج شرق دير الزور، بعدما اختطفه مجهولون يعتقد أنهم خلايا تابعة لـ"داعش".
كما أصيبت امرأة، وعنصران من مليشيات "قسد" أول من أمس الخميس، جراء انفجار دراجة نارية مفخخة في بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي. وقال موقع صحيفة "جسر"، إن الانفجار وقع في أول سوق بلدة البصيرة بريف دير الزور، حيث استهدف سيارة عسكرية لمليشيات "قسد" أثناء مرورها في السوق، بواسطة دراجة نارية مفخخة.
وتشهد مناطق سيطرة "قسد"، تفجيرات بين الحين والآخر، بعبوات ناسفة وسيارات ودراجات نارية مفخخة، تتبنى بعضها خلايا "داعش" التي لا تزال تنشط في المنطقة بعدما أعلن عن إنهاء وجود التنظيم أواخر العام 2018.
وقتل قبل ثلاثة أيام عنصران من "قسد"، نحراً بالسكاكين على يد مجهولين في محيط بلدة الهول بريف الحسكة الشرقي، وفق شبكة "فرات بوست" المحلية، فيما يعتقد أن خلايا "داعش" مسؤولة عن الحادثة. وكان عنصران من "قسد"، قتلا يوم الخميس قبل الماضي، ذبحاً بالسكاكين في قرية التويمين شرق الشدادي بريف الحسكة الجنوبي الشرقي، ورجحت مصادر محلية وقوف خلايا تنظيم "داعش" خلف الهجوم، فيما قتل عنصران آخران برصاص مجهولين في قرية السراجية بريف الحسكة الجنوبي الشرقي.
ويتداخل نشاط التنظيم في المناطق الحدودية بين سورية والعراق. وأعلن مصدر عسكري عراقي أمس الجمعة، أن قوة عسكرية عراقية تصدت لهجوم من عناصر "داعش" في ناحية ربيعة الحدودية مع سورية شمال غرب الموصل. ونقلت الوكالة الوطنية العراقية للأنباء عن المصدر قوله "إن قوة من الجيش تصدت لهجوم لعصابات داعش استهدف نقطة تفتيش في مشارف ناحية ربيعة في المنطقة الحدودية بين العراق وسورية، وتمكنت من قتل أحد المهاجمين واعتقال ثلاثة آخرين، فيما أصيب جندي تم نقله إلى المستشفى".
ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان "الحشد الشعبي" في العراق أنه رصد دخول مجموعات مسلحة من سورية باتجاه العراق، بعد هروبها من سجن بمنطقة الحسكة. وعلى الرغم من إعلان "قسد" سيطرتها على السجن، نافية هروب أي من السجناء، أفادت مصادر لـ"العربي الجديد" بوقوع قتلى وجرحى جراء اقتحام "قسد" للسجن. وقالت المصادر إنّ اثنين من السجناء في سجن الصناعة بحي غويران في مدينة الحسكة قُتلا، وأُصيب خمسة آخرون، بعد إطلاق النار من قوات الأمن التابعة لـ"قسد" داخل السجن، بهدف فضّ عصيان من قبل السجناء التابعين لتنظيم "داعش".
وذكرت المصادر أنّ قوات الأمن لدى "قسد" لم تتمكن من السيطرة على العصيان بالأدوات العادية ووقعت عدة اشتباكات بالأيدي والعُصي مع السجناء، إلى أن تمكنت من فضّ الاستعصاء عبر إطلاق النار على السجناء بشكل مباشر، الأمر الذي أودى بحياة اثنين وجرح خمسة آخرين على الأقل.
وكانت "مجموعة الأزمات الدولية" حذرت في تقرير لها قبل أيام من عودة نشاط تنظيم "داعش" من جديد، مستغلاً أزمة جائحة كورونا. وبحسب تقرير المجموعة، فإن التنظيم زاد من عملياته أخيراً، مستغلاً الفرصة في ظل انشغال العالم بكورونا على حساب أنشطته الأمنية والعسكرية. وقال التقرير إنه يجب الاستعداد عالمياً لهجمات جديدة لتنظيم "داعش"، الذي يبدو أنه يستغل الفوضى التي يسببها الفيروس، عوضاً عن أن يتأثر بها، مشيراً إلى ما نشرته جريدة "النبأ" الأسبوعية التي يصدرها التنظيم من أن الحرب شاملة ومستمرة على الرغم من انتشار كورونا. واعتبرت الجريدة أن أنظمة الأمن الوطنية والدولية التي تساعد على الحد من عملياته، على وشك أن تخرج عن السيطرة، مشددة على أنه يجب على عناصر التنظيم الاستفادة القصوى من هذا الأمر.