"أسطول الحرية" يقترب من مياه غزة: مساعدات طبية وتضامن عالمي

29 يوليو 2018
يتألف الأسطول من "العودة" و"فلسطين" و"الحرية"(العربي الجديد)
+ الخط -

بعد أكثر من 70 يوماً من الإبحار من الشمال الإسكندنافي في مايو/أيار الماضي عبر موانئ  مدن أوروبية عديدة، من المتوقع أن يدخل اليوم الأحد مركب "العودة" الذي يقود "أسطول الحرية" هذا العام، إلى مياه غزة، بمشاركة 40 ناشطاً وشخصية عامة من أكثر من 15 دولة تختصر قارات العالم.

وانطلقت سفينة "العودة" قبل أيام من جزيرة صقلية لتدخل الأحد مياه غزة، بحسب ما أكد الناشط ورئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، زاهر بيراوي، مذكراً بأنها تحمل "نشطاء سلميين وبعض المساعدات الطبية الرمزية".

ولفت إلى أن "اللجنة وتحالف أسطول الحرية يتوقعان وصول طلائع الأسطول، العودة وفلسطين والحرية، مساء الأحد أو صباح الاثنين، إلى شواطئ غزة، بعدما تخطى الأسطول السبت الحدود المصرية نحو الشرق". كما ناشد بيراوي كل المنظمات الحقوقية والدولية "بذل جهود عملية وحقيقية تحول دون الاعتداء الإسرائيلي على سفن كسر الحصار"، بعدما كان لقوات الاحتلال أن قامت خلال السنوات العشر الماضية بالقرصنة بالقوة على أساطيل الحرية، واعتقال ناشطيها وإبعادهم، مع منع دخول لعشر سنوات إلى فلسطين.




وفي هذا الإطار، تذكيرٌ بأشهر تلك الاعتداءات العنيفة، وهو ما تعرضت له سفينة كسر الحصار "مافي مرمرة" التركية في مايو/أيار 2010، والذي أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من النشطاء، أغلبهم أتراك.

في السياق، أكدت "اللجنة الدولية لكسر حصار غزة" أن "اللجنة وتحالف أسطول الحرية خاطبا وزراء خارجية الدول التي يشارك مواطنوها في رحلة كسر الحصار لهذا العام، من أجل التدخل وضمان وصول السفن إلى شواطئ قطاع غزة ومنع الاعتداء على رعاياها".

ويشارك في "أسطول الحرية 2018" عدد من النشطاء والأطباء والممرضين وأعضاء منظمات حقوقية من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزلندا وبريطانيا ودول إسكندنافيا، ومن فرنسا وألمانيا، ومن ماليزيا التي شارك نشطاؤها بفعالية على طول خط إبحار الأسطول، بالإضافة إلى مشاركة يهود معارضين لدولة الاحتلال. وبالرغم من كل محاولات الإعاقة وعرقلة الأسطول، إلا أنه استطاع جذب انتباه مواطني عشرات الدول من خلال فعاليات أقامها النشطاء على طول خط السير، وخصوصاً التفاعل الذي أظهره الجيل الشاب، إن عبر المتطوعين على متن "العودة" أو مراكب الحرية وفلسطين، من نشطاء إسكندنافيين وكنديين وأميركيين.


وأكد القائمون على أسطول الحرية لـ"العربي الجديد"، أمس السبت، أن "رحلتنا رمزية وتتخذ طابعاً سلمياً، وأجرينا تدريبات خاصة بمواجهة العنف الذي يمكن أن نتعرض له". وشدد قبطان "العودة" الشاب النرويجي هيرمان ريكستن، على أن "كل محاولات الاحتلال لجعلنا نتراجع لن تنجح"، مؤكداً القيام "بنشاط حضاري وسلمي انطلاقاً من مسؤولية دولية تجاه الشعب الفلسطيني، ونحن نوجه رسالة واضحة للحكومات حول العالم بأن الشعوب لن تقبل استمرار اضطهاد الشعب الفلسطيني مهما مر من وقت".




ويؤكد هؤلاء النشطاء أن المسألة الطبية تحظى باهتمام هذا العام لأسباب تتعلق بتقليص "الأنروا" لخدماتها وإغلاق حدود القطاع وتشديد الحصار والاعتداءات المستمرة لجيش الاحتلال. ويشدد النشطاء على متن الأسطول أنه "جرى تأمين 100 صندوق من الإمدادات الطبية، كمساهمة صغيرة، ومن بينها الشاش المعقم وأدوات خياطة الجروح"، وهم يلفتون إلى "مساهمة مميزة للشركاء الماليزيين في منظمة ماي كيير التي قدمت أكثر من ثلاثة آلاف يورو لشراء المعدات الطبية من خلال تبرعات مواطنين".

من جهة ثانية، وجه عددٌ من الشخصيات رسائل تضامنية وتشجيعية للنشطاء على متن الاسطول، لحثهم على المضي في طريقهم لكسر حصار غزة. وبرزت في المجال رسالة المفكر الأميركي المعادي للصهيونية نعوم تشومسكي موجهاً التحية من خلالها إلى المشاركين، وواصفاً عملهم بـ"الشجاع والمشرف"، ومؤكداً أن الإنسانية "لا تزال حية، وهو عمل يرمز إلى ما يجب أن نقوم به جميعنا".​