كوربن يواجه انتقادات بعد زيارته قبور ضحايا الاغتيالات الإسرائيلية في تونس

13 اغسطس 2018
زار كوربن مقبرة الشهداء في تونس العام الماضي(كريستوفر فورلونغ/Getty)
+ الخط -



طالب وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد، اليوم الإثنين، في تغريدة على "تويتر"، زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن، بالاستقالة من منصبه، على خلفية زيارته لمقبرة الشهداء في العاصمة التونسية، ووضعه أكاليل من الزهور على قبور فلسطينيين، هم ضحايا غارة إسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية عام 1985.

ونشر جاويد تغريدته مرفقة بمقال لـ"ديلي ميل" التي نشرت صوراً لكوربن خلال زيارته لمقبرة الشهداء عام 2014. ووصفت الصحيفة الزيارة بأنها "تكريم للإرهابيين الذين نفذوا عملية ميونخ عام 1972"، والتي أسفرت عن مقتل عدد من الرياضيين الإسرائيليين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية.

وعلّق جاويد على ذلك قائلاً إنه "لو جاء هذا التصرف من زعيم أي من الأحزاب السياسية الكبرى الأخرى، لكانوا قد استقالوا حينها".

من جهته، ردّ حزب العمال على المقال قائلاً إن كوربن ما كان إلا يكرم ضحايا الغارة الإسرائيلية على مكاتب "منظمة التحرير الفلسطينية" عام 1985، والمعروفة باسم "عملية الساق الخشبية" أو "حمام الشط"، والتي راح ضحيتها 68 شخصاً وأكثر من مئة جريح من الفلسطينيين والتونسيين.

ولكن "ديلي ميل" ادعت بأنها زارت مقبرة الشهداء، لتقول إن الصور الملتقطة كانت أمام ضريح مؤسس "منظمة أيلول الأسود" التي نفذت عملية ميونخ، وليست أمام ضريح ضحايا مجزرة حمام الشط. 

كما اقتبست الصحيفة تصريحاً لكوربن قال فيه إن زيارته لم تكن فقط لتكريم ضحايا "حمام الشط"، بل أيضاً تكريماً لضحايا اغتيالات "الموساد" في باريس عام 1991. وكان "الموساد" قد اغتال عام 1991 كلاً من هايل عبد الحميد وأبو محمد العمري وصلاح خلف (أبو إياد)، ودفنوا جميعهم في تونس.

وعلّق زعيم مجلس القيادة اليهودي، جوناثان غولدستين، على الزيارة قائلاً "إن هذا الرجل ليس أهلاً ليكون عضواً في البرلمان، عدا أن يكون زعيماً"، في توافق مع الرواية الإسرائيلية، والتي تصف الضحايا الفلسطينيين بالإرهابيين.

وكانت زيارة كوربن لتونس قد خرجت إلى العلن قبيل الانتخابات العامة العام الماضي، كجزء من الدعاية المحافظة ضد زعيم حزب العمال المعروف بتأييده للقضية الفلسطينية. وقال كوربن حينها: "كنت في تونس للمشاركة في مؤتمر فلسطيني، ووضعت أكاليل الزهور على أضرحة جميع ضحايا الغارة التي حدثت في تونس العاصمة، على مقر منظمة التحرير هناك".

وتأتي هذه الانتقادات لكوربن في إطار الجدل القائم حول انتشار معاداة السامية في صفوف "العمال" البريطاني، والضغوط الممارسة على قيادة الحزب لتبني التعريف الدولي لمعاداة السامية، والذي يعتبر انتقاد إسرائيل نوعاً من أنواع معاداة السامية.

وكان نائب زعيم الحزب، طوم واطسون، قد طالب قيادة الحزب بتبني نصّ تعريف "التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست" لمعاداة السامية كاملاً، وهو ما ترفضه اللجنة المركزية للحزب، حيث تبنت تعريفاً معدلاً لا يعتبر انتقاد دولة الاحتلال ضرباً من معاداة السامية.

وقال متحدث باسم الحزب "تتبنى قواعد الحزب تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست وتتوسع فيه، كما تضعه ضمن سياقه لإنتاج قواعد قانونية عامة يمكن للحزب تطبيقها في حالات عدم الانضباط الحزبي". كما اكتفى المتحدث باسم حزب العمال بالقول إن كوربن كان قد وضح سبب زيارته للمقبرة خلال حملة الانتخابات العامة عام 2017، خلال تعليقه على الصور التي نشرتها "ديلي ميل".