ماذا وراء انخراط واشنطن المفاجئ في ملف الأزمة الليبية؟

09 يوليو 2018
غوتيريس أعلن تعيين ستيفاني وليامز نائبة لغسان سلامة (فيسبوك)
+ الخط -

بعد تعيين القائمة بالأعمال الأميركية في ليبيا، ستيفاني وليامز، نائبة لرئيس البعثة الأممية لدى ليبيا، يتساءل العديد من المراقبين للشأن الليبي عن الدوافع التي تكمن وراء انخراط واشنطن  المفاجئ في ملف الأزمة الليبية، ولا سيما أن الصحف الأميركية أشارت إلى أن الرئيس دونالد ترامب كان بنفسه وراء هذا التعيين.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، نهاية الأسبوع الماضي، عن تعيين وليامز نائبة للممثل الخاص له بالبعثة الأممية لدى ليبيا، غسان سلامة.


وبالإضافة لشغلها منصب القائم بالأعمال، فهي تعتبر من الدبلوماسيين الأميركيين القريبين من الملف الليبي، فقد سبق أن شاركت في منتدى الحوار الاقتصادي الليبي، الذي عُقد في تونس، حول الأزمة الاقتصادية في البلاد، بحضور رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق، فائز السراج، وعدد من رؤساء المؤسسات الاقتصادية السيادية في ليبيا.

وتختلف تفسيرات مراقبي الشأن في ليبيا لوجود وليامز في هذا التوقيت، وبدفع من ترامب شخصيًا، وفيما إذا كانت عودة واشنطن، تحت غطاء الأمم المتحدة، سعيًا سياسيًا ومحاولة لتثبيت قدمها في البلاد؛ أو جاءت لحل الخلافات الأوروبية المتزايدة مؤخرًا بشأن ليبيا.

ويرى المحلل السياسي الليبي شعيب الفيتوري، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن تعيين وليامز في هذا المنصب جاء ضمن السعي الأميركي لـ"فرملة" الصراع الإيطالي الفرنسي المحتدم في ليبيا، فـ"واشنطن تريد أن تبقى قريبة من الفاعلين الدوليين في أتون الصراع الليبي الذي تزايد بشكل ملفت إثر أزمة النفط التي أشعلها مؤخرًا اللواء المتقاعد خليفة حفتر".

ويعتقد الفيتوري أن "واشنطن لم تعد لديها الرغبة في الاعتماد على الأوربيين لحل الأزمة الليبية؛ فمن الواضح أن الرؤية الأوروبية حول ليبيا لن تتوحد من دون واشنطن، ولا سيما أنها هي الأخرى لديها مصالح في البلاد وتتأثر بفعل الخلافات الأوروبية".

من جانبه، يلفت الصحافي الليبي الجيلاني زهمية إلى جانب اضطر واشنطن للاقتراب أكثر من الملف الليبي، يتمثل في ارتباط الأطراف الليبية، بشكل واضح، بدول أوروبية معينة تظهر في مقدمتها فرنسا وإيطاليا.


ويقول في حديث لـ"العربي الجديد": "كان لزامًا على واشنطن الاقتراب بشكل أكبر من ملف الأزمة والانخراط فيه لإقامة توازنات يمكنها الحد من تأثير تلك الدول على الأطراف الداخلية"، مشيرًا إلى أن وشنطن فضلت أن يكون وجودها حاليًا من خلال بوابة الأمم المتحدة.

وعلاوة على ذلك، يرجح زهمية أيضًا وجود أسباب أخرى، قد يكون منها فشل خطط غسان سلامة، الذي "طالما تفاءل بإمكانياته لإحداث خرق في جدار الأزمة، لكن يبدو أنه قد تأكد لديه استعصاؤها، وآثر الصمت والانزواء منذ فترة".

ويضيف: "هذا يعني أيضًا فشل باريس، باعتبارها الداعم الأول لغسان سلامة، وقد يؤكد هذا تراجع مواقفها الأخيرة من حليفها السابق حفتر، مقابل نشاط إيطالي واضح من خلال حكومة الوفاق، حليفها المحلي، والخصم التقليدي للواء حفتر".

ويرى زهمية أن "لتعيين وليامز، بشكل مفاجئ، وفي هذا التوقيت، علاقة بتداعيات قرار حفتر بالسيطرة على موارد النفط؛ ما يعني أن الولايات المتحدة شعرت بالخطر الحقيقي الذي قد ينتجه مثل هذا القرار، وضرورة التدخل العاجل لرأب الصدع الأوروبي والحد من التدخلات الإقليمية"، مرجحًا أن "تختفي كل المبادرات السابقة، ويرجع الحديث قريبًا عن الاتفاق السياسي وضرورة تنفيذه، وعندها لن تتمكن الاطراف الداخلية، ومن وراءها، من وضع عراقيل أمام ذلك".​

المساهمون