ووصفت الصحيفة هذا الأمر بأنه يكشف مدى الخلاف بين البيت الأبيض، وأعلى مسؤول استخباري رتبةً في البلاد.
وقال المسؤولون للصحيفة إن ماغوير حذّر البيت الأبيض من أنه ليس مستعدًّا لحجب المعلومات عن الكونغرس، حيث من المقرر أن يدلي بشهادته غدًا، في جلسة علنية، وأخرى مغلقة.
وأشارت الصحيفة، رغم ذلك، إلى أن ماغوير نفى نيته الاستقالة في بيان أصدره قائلًا إنه "لم يفكر بالاستقالة في أي وقت"، مضيفًا: "لم أستقل من أي شيء في حياتي، ولست مقبلًا على فعل ذلك الآن، أنا ملتزم بقيادة مجتمع الاستخبارات لمواجهة التهديدات المتنوعة والمعقدة التي تواجه شعبنا".
ونفى كذلك البيت الأبيض تلك الأنباء، وقالت المتحدثة باسمه، ستيفاني غريشام، في تغريدة لها: "هذا ليس صحيحًا في الواقع".
وبينما تذكر وسائل إعلام أميركية، ومنها "نيويورك تايمز"، أن المدعي العام أقيل بسبب اتهامات باستخدامه دعاوى قضائية لتحصيل رشاوى من ملاك الشركات؛ يتهم ترامب نظيره بايدن بأنه استخدم نفوذه وضغط من أجل إقالة المدعي العام الأوكراني، خشية الكشف عن فساد يتعلّق بحصول ابنه على الوظيفة في تلك الشركة.
وكانت زعيمة الحزب الديمقراطي في مجلس النواب، نانسي بيلوسي، قد أعلنت بالأمس مباشرة التحقيقات التي قد تفضي في نهاية المطاف إلى عزل ترامب، بتهمة استغلال المنصب لاستهداف الخصوم.
وعقد ترامب مؤتمرًا صحافيًّا مع نظيره الأوكراني، فلاديمير زيلنسكي، اليوم، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي ذروة الجدل المثار بخصوص محادثتهما الهاتفية.
وأصرّ الرئيس الأوكراني على أنه "لم يتعرض لضغوط" خلال المكالمة لإعادة فتح التحقيق في ما يخص شركة الغاز التي عمل فيها ابن بايدن، مؤكدًا في الوقت ذاته بأنه "لا يريد التدخل في مسار الإجراءات القانونية التي تجري داخليًّا في الولايات المتحدة".
واستطرد ترامب على كلام الرئيس الأوكراني بالقول: "بمعنى آخر، لم يكن هناك ضغط... وأنتم تعرفون أنه لم يكن هناك ضغط، كل ما يتوجب عليكم فعله هو أن تروا ماذا جرى خلال المكالمة".
وفي مؤتمر صحافي عقده لاحقًا، أيضًا على هامش أعمال الجمعية العامة، سخّف ترامب السبب الذي استند إليه خصومه الديموقراطيون لفتح تحقيق رسمي في الكونغرس بهدف عزله من منصبه، وقال "عزلٌ من أجل هذا؟ إنها نكتة!".
وأضاف، وقد بدت عليه علامات القلق، أنّ المحادثة الهاتفية بينه وبين فولوديمير زيلينسكي كانت "رائعة" وأنّه لم يضغط بتاتاً على نظيره الأوكراني، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".
ووعد الرئيس الأميركي من جهة ثانية باعتماد "كامل الشفافية" في ما خصّ عميل الاستخبارات الذي أخطر مرؤوسيه بمضمون المكالمة الهاتفية بين ترامب ونظيره الأوكراني.
وقال: "كنّا سنقوم بذلك على أيّ حال، لكنّني أبلغت جميع أعضاء مجلس النواب بأنّني أؤيّد تماماً شفافية المعلومات المتعلّقة بما يسمّى المُخبر".
ولكن سرعان ما شنّ ترامب هجوماً مضاداً، مطالباً بأن تكون هناك شفافية أيضاً بشأن "جو بايدن وابنه هانتر" في ما يتعلّق "بملايين الدولارات التي تم إخراجها بسرعة وسهولة من أوكرانيا ومن الصين عندما كان نائباً للرئيس".
وطالب ترامب أيضاً بـ"الشفافية من جانب الديموقراطيين الذين ذهبوا إلى أوكرانيا وحاولوا إجبار الرئيس الجديد" فولوديمير زيلينسكي على "فعل أشياء" باستخدام "تهديدات".
من جهته، قال بايدن، في بيان نشره على حسابه بـ"تويتر"، إن ترامب لم يعرض الأمن القومي للخطر فحسب، بل شن "هجومًا مباشرًا على استقلال" وزارة العدل.
وأضاف بايدن، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول"، أن ترامب "وضع السياسة الشخصية" فوق مصالح الأمن القومي الأميركي، من خلال التماس مساعدة زعيم أجنبي في الإضرار بأحد المنافسين السياسيين.