مارين لوبان تستميل ناخبي اليمين واليسار لهزيمة ماكرون

17 يونيو 2019
حزب لوبان الأكثر استعداداً للاستحقاقات الانتخابية المقبلة (Getty)
+ الخط -
يبدو أن الانتصار الذي حققه حزب "التجمع الوطني" الفرنسي اليميني المتطرف، يمنح قائدته مارين لوبان بعض الأجنحة وكثيرا من الآمال، وهو ما يبدو من إعلان استعدادها، أمس الأحد، في لقاء المجلس الوطني لحزبها في مدينة لاروشيل، في أفق الانتخابات البلدية القادمة سنة 2020، لـ"النقاش" مع جمهور حزب "الجمهوريون" اليميني، وأيضا مع كل من يرفض سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون وأغلبيته، وتقصد بهم اليسار، وخاصة أنصار جاك لوك ميلانشون.

ووعياً منها بأن حزبها لن يستطيع، لوحده، الوصول إلى السلطة، فمارين لوبان لا تمانع في أن يحتفظ كل ناخب قادم من حزب أو حركة سياسية غير حزبها بهويته، بل وبانتمائه إلى كيانه السياسي، حتى يتحقق العمل معا من أجل طرح بديل للرئيس ماكرون وسياساته.

وتريد لوبان أن تستفيد من حالة الهزيمة التي يعاني منها حزب "الجمهوريون"، الذي يبحث عن قيادة جديدة وبرنامج سياسي جديد، لاستنزافه أكثر، وهو ما كلفت به عضوين سابقين في "الجمهوريون"، التحقا بها، وهما الوزير الأسبق تيري مارياني، والنائب البرلماني السابق جان بول غارو، إضافة إلى مغازلة أنصار ميلانشون، الذين لا يرون فرقاً بين الحركتين السياسيتين حين يتعلق الأمر بالدفاع عن "السيادة" الفرنسية، ورفض تدخلات "الاتحاد الأوروبي"، ومعارضة ماكرون.

وبعد الانتصار الذي حققته لوبان في الانتخابات الأوروبية، حيث أصبح حزبها، للمرة الثانية، أكبر حزب فرنسي في البرلمان الأوروبي، تريد تحقيق نتائج باهرة في الانتخابات البلدية، وتركز، هذه المرة، على المدن الفرنسية الكبرى، الطريق الضرورية للوصول إلى الإيليزيه يوماً.

وفي هذا الصدد، يحاول النائب لويس أليوت، وهو رفيق حياة لوبان، خطف مدينة بيربينيان، التي يتجاوز عدد سكانها مائة ألف نسمة.

وتعرف لوبان أنه من دون تحالفات قوية لا تستطيع إحداث اختراق كبير في المدن الكبرى. وقبل هذا، يتوجب عليها أن تكون حاضرة في كل مركز انتخابي، أي بلوائح تتجاوز 600 لائحة التي تقدمت لها في انتخابات 2014، وهو ما يَعد الحزب بتنفيذه.


ويبدو أن زعيمة "التجمع الوطني"، التي خسرت الانتخابات الرئاسية أمام المرشح إيمانويل ماكرون سنة 2017، استفادت من درس هزيمتها، وهو ما يجعلها تتحدث عن رغبتها، مع ناخبين قادمين من آفاق سياسية مختلفة، في "بناء قوة كبرى بديلة، مع حزب "التجمع الوطني"، تستطيع هزيمة ماكرون في الانتخابات الرئاسية" القادمة، سنة 2022.

ومثلما كانت لوبان سباقة في الاستعداد للانتخابات الأوروبية، فحزبها، أيضاً، هو الأكثر استعدادا للاستحقاق الجديد، فيما لا يزال التردد والصراعات الداخلية والمنافسات تنهش كل الأحزاب الأخرى، بما فيها حزب الرئيس ماكرون "الجمهورية إلى الأمام"، الذي يشهد نزاعات حادة حول طرق تعيين مرشح الحزب في باريس، إذ طالب أربعة مرشحين، منير محجوبي وسيدريك فيلاني وهوغ رينسون وآن ليبرتون، بتنظيم انتخابات داخلية، وهو ما يرفضه المرشح الأوفر حظاً، مدعوما بحزبه، بنجامان غريفو.