مصر: الملف الليبي بعهدة رئيس الأركان الجديد

03 نوفمبر 2017
يسعى حفتر لإقناع قيادات عسكرية بالدخول لقواته(فيليب وجازير/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر مصرية مقربة من اللجنة المعنية بمتابعة الملف الليبي، أن رئيس الأركان الجديد للجيش المصري، الفريق محمد فريد حجازي، الذي خلف الفريق محمود حجازي، سيتولى الإشراف على الملف الليبي أيضاً. وقالت المصادر "إن الإطاحة بالفريق محمود حجازي من موقعه كرئيس للأركان شملت أيضاً إبعاده عن الملفات التي كان يشرف عليها"، مؤكدة أن "إشراف محمود حجازي على الملف الليبي كان بصفته رئيساً للأركان، وبمجرد مغادرته منصبه ترك هذا الملف".

وأوضحت المصادر أن اجتماعاً ثلاثياً غير معلن سيتم عقده بين محمود حجازي، والفريق محمد فريد حجازي، بالإضافة إلى قائد القوات الليبية التابعة لبرلمان طبرق، اللواء خليفة حفتر، خلال الساعات القليلة المقبلة، سيتسلم خلاله رئيس الأركان المصري الجديد الملف من سابقه، في حين سيقتصر دور محمود حجازي على موقع استشاري للجنة. وبدأ حفتر، مساء أمس الأول الأربعاء، زيارة غير معلنة إلى القاهرة، إذ وصل على متن طائرة خاصة من بنغازي، وكانت في استقباله قيادات عسكرية في جهاز الاستخبارات الحربية.

وقالت مصادر إن هناك حالة من عدم الرضا داخل مؤسسة الرئاسة عن الخطوات التي تم اتخاذها على مدار الفترة الماضية في الملف الليبي، وما تحقق على الأرض، مشيرة إلى أنه على الرغم من الدعم الهائل لحفتر ومعسكر الشرق الليبي، إلا أن الخطوات التي تم تحقيقها أقل من المتوقع بكثير، في حين لم تتمكن قوات حفتر من فرض سيطرتها على المشهد، على الرغم من تقديم كافة أنواع الدعم لها، سواء اللوجستي أو المالي أو العسكري، من خلال توجيه ضربات مباشرة أكثر من مرة لمواقع العديد من المليشيات سواء في الجنوب الليبي أو الشرق، حتى وصلت الضربات إلى مصراتة في بعض الأوقات، بحسب تعبير المصادر.


وتستقبل القاهرة في الفترة الراهنة اجتماعات لقيادات وضباط في قوات حفتر في محاولة لإعلان تشكيل قوة عسكرية موحدة، تكون بمثابة جيش ليبي، على حد تعبير مصادر ليبية في القاهرة تابعة لحفتر. وأكدت المصادر أن الاجتماعات تستهدف تحقيق نجاحات معنوية بإعلان ضم ضباط من الغرب الليبي ومصراتة والجنوب إلى القوات الموالية لحفتر، لتأكيد بسط سيطرتها على كل التراب الليبي.

وكان حفتر قد أعلن منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن سيطرة قواته على معظم الأراضي الليبية، مؤكداً أنه لم يتبق سوى مساحات قليلة خارجة عن سيطرة الجيش، لا تتعدّى مساحتها الـ30 ألف كيلومتر مربع، وهو ما ثبت عملياً عدم صحته. وفي حديثٍ جمعه بحشد من الضباط والجنود في مدينة بنغازي، قال حفتر حينها: "تبلغ مساحة ليبيا مليوناً و760 ألف كيلومتر، والجيش يسيطر الآن على مليون و730 ألف كيلومتر ولم يتبق إلا القليل". وأكد حينها أن الجيش سيطر على المنطقة الواقعة غرب طرابلس الممتدة من زوارة على الحدود مع تونس، وحتى مدينة الزاوية الواقعة على بُعد 30 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس، مؤكداً أنه "خلال الأيام القليلة المقبلة ستتم السيطرة على الزاوية أيضاً".
لكن مصادر مقربة من اللجنة المعنية بالملف الليبي قالت: "للأسف حتى بنغازي التي أعلن حفتر تحريرها من أيدي متطرفين بعد جهود ونفقات ضخمة، فالأوضاع فيها غير مستقرة تماماً، ومن وقت إلى آخر تظهر مشاكل كبرى".

وكانت مصادر ليبية قد كشفت في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، أن حفتر يسعى خلال اللقاءات المنعقدة في القاهرة، لإقناع قيادات عسكرية في منطقتي الغرب والجنوب الليبي، بالدخول ضمن قواته، مع منحهم نفوذاً ورتباً عسكرية رفيعة في إطار مساعيه لتكوين جيش نظامي، يعلن بعده السيطرة على كامل الأراضي الليبية. كذلك كشفت أن حفتر يسعى إلى إقناع شخصية عسكرية بارزة من الغرب الليبي بتولي منصب رئيس الأركان، في ما يسمى بالجيش العربي الليبي، المدعوم من مصر والإمارات، موضحة أن حفتر يسعى لمنح امتيازات واسعة للمقاتلين المنتمين لكتائب قبلية في الغرب والجنوب، لإغرائهم بالانضمام إليه.