الموصل: اشتباكات بين مليشيا "الحشد الشعبي" و"داعش"... وحظر تجوّل

04 فبراير 2017
"الحشد" تسعى لقطع طرق إمداد "داعش" (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
اندلعت اشتباكات عنيفة، اليوم السبت، بين مليشيا "الحشد الشعبي" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في قرية سالم، التابعة لبلدة تلعفر (غرب الموصل)، فيما أكدت المليشيا أنها نفّذت عملية عسكرية للسيطرة على خطوط إمداد التنظيم في صحراء الموصل.

وقال مصدر في قيادة عمليات الجيش في نينوى، اليوم، إن العشرات من عناصر "داعش" هاجموا قرية سالم، في وقت مبكر من صباح اليوم، في محاولة لاستعادة المناطق التي دخلتها مليشيا "الحشد أمس الجمعة. مؤكدا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المليشيا تصدّت لهجوم التنظيم، ما أدى إلى اندلاع معركة عنيفة بين الجانبين، تسببت في سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.

وتحدث المصدر عن استعانة "الحشد الشعبي" بطيران الجيش العراقي لصدّ الهجوم المباغت لـ"داعش"، مؤكدا وصول قطعات إضافية من المليشيا إلى القرية، تحسبا لهجمات جديدة قد يشنها التنظيم.



وقالت "الحشد الشعبي"، أمس الجمعة، إنها تمكنت من دخول قرية السالم غربي الموصل. موضحة، في بيان، أنها نفّذت من ثلاثة محاور المرحلة الثانية من عمليات تأمين طرق الإمداد في الصحراء الغربية والجنوبية للموصل، وأشارت إلى تمكنها من دخول عدد من القرى والمناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وفي سياق متصل، قال آمر اللواء الثالث والثلاثين في مليشيا "الحشد الشعبي"، أبو أكبر الخالدي، أمس، إن قواته أنهت المرحلة الثانية من عمليات السيطرة على طرق إمداد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) التي تمر عبر الصحراء التي تربط محافظتي الموصل وصلاح الدين.

ونقل موقع المليشيا عن الخالدي قوله إن العمليات تمت بمشاركة قواته إلى جانب مليشيا "النجباء"، ومليشيا "كتائب الإمام علي"، مؤكدا إقامة سواتر ترابية في المناطق الصحراوية، وتوزيع القوات الماسكة على المناطق التي تمت استعادتها من سيطرة "داعش".

وأشار المتحدث ذاته إلى "قيام الجهد الهندسي بتفكيك العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم "الدولة الإسلامية" قبل خروجه"، مبينا أن "هذه العملية جاءت لإحكام السيطرة على المنطقة التي تشمل صحراء الموصل، والمناطق الشمالية في محافظة صلاح الدين، ومدينة الحويجة في محافظة كركوك، للسيطرة على طرق إمداد التنظيم".


اعتقالات وحظر تجوال في الساحل الشرقي

فرضت القوات الأمنيّة العراقية، اليوم السبت، حظرا للتجوال في عدد من مناطق الساحل الشرقي للموصل، والتي انتزعتها أخيرا من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية"، بينما شنّت في تلك المناطق حملات دهم وتفتيش اعتقلت خلالها العشرات تحت مسمّى "خلايا داعش"، ما أثار حالة من الخوف لدى الأهالي. 

وقال سكان محليون موصليون، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات الأمنية من الجيش والشرطة المحلية والشرطة الاتحادية فرضت حظرا للتجوال على العديد من مناطق المحور الشرقي للموصل، ومنها أحياء الزهور والسكر والقادسية والرشيدية وغيرها من المناطق، وبدأت حملة دهم وتفتيش في المنازل، بحثا عن خلايا وعناصر داعش". 

وأكدوا أنّ "القوات تحمل قوائم بأسماء مطلوبين، وتطابق أسماء ساكني كل منزل تداهمه مع القوائم، وتدعوهم إلى التعاون معها والإبلاغ عن عناصر داعش"، مشيرين إلى أنّ "القوات اعتقلت عشرات الأشخاص، ولا نعرف ما إذا كانوا من ضمن خلايا داعش أم لا". 

وأوضحوا أنّ "المعتقلين عصبت أعينهم واقتادتهم القوات إلى التحقيق، بينما تسببت الحملة المستمرّة حتى الآن، في حالة هلع وخوف لدى الأهالي والذين يخشون من أن تطاولهم الاعتقالات"، مطالبين الحكومة والقوات الأمنية بـ"عدم الضغط على الأهالي".  

من جهته، أكد النائب عن محافظة نينوى، أحمد الجربا، أنّ "الحديث عن خلايا كبيرة لداعش، في الساحل الشرقي للموصل، مبالغ فيه". 

وقال الجربا، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "القوات الأمنية تتحدث عن أعداد وخلايا كبيرة لداعش في الموصل في المناطق المحرّرة، لكن الواقع يؤكد أنّ تلك المناطق قد تضم بعضا من الخلايا النائمة المعدودة، وهم قلة قليلة". 

وأكد أنّ "ما تحتاجه هذه المناطق ليوم هو إعداد قوات وقطعات خاصة لمسك الأرض، فيها والسيطرة عليها، كما تحتاج إلى جهد استخباري فعّال ليكشف أي تحركات مريبة فيها"، داعيا الحكومة إلى "توفير الحماية اللازمة لأهالي المناطق المحرّرة، والعمل على مدّ جسور الثقة بين الأهالي وبين القوات الأمنية، من خلال حسن التعامل والسعي لكسب الأهالي بالطرق التي لا تثير تحفظاتهم". 

وكان مواطنون من أهالي الساحل الشرقي للموصل قد كشفوا، الأسبوع الفائت، لـ"العربي الجديد"، أنّ القوات الأمنية تساوم المواطنين وتطالب كل عائلة بالإبلاغ عن خمسة عناصر من "داعش" مقابل منح الخدمات لتلك المناطق.