ولم تصدر السلطات العراقية، على الفور، أي تعليق حول الصواريخ الباليستية التي ضربت الأنبار وأربيل غربي وشمالي العراق، واستهدفت قاعدتين تستضيفان قوات أميركية.
واستهدفت صواريخ إيرانية قاعدتي عين الأسد، وأربيل قرب مطار أربيل الدولي في حي عين كاوا، بلغ عددها 22 صاروخا وفقا لوزارة الدفاع العراقية، التي أكدت في بيان لها عدم تعرض أي من الجنود العراقيين لأي أذى جراء القصف.
القصف الإيراني الذي يأتي كرد على عملية الاغتيال الأميركية، لقائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس مليشيات "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، لم يقابل بأي موقف من السلطات العراقية تجاه القصف، سواء كان من الحكومة أو وزارة الخارجية.
وكشفت مصادر سياسية عراقية عن خلافات حادة بين الرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الوزراء) حول صياغة بيان أولي حول الاعتداء الصاروخي الإيراني على القواعد العراقية.
وأكدت أنه في هذه الأثناء يتمحور الخلاف حول طبيعة الرد العراقي بشأن إدانة الهجوم واستنكاره، والتوجه بشكوى إلى مجلس الأمن على غرار الشكوى المقدمة ضد واشنطن نتيجة القصف الذي نفذته في بغداد والقائم، أو الاكتفاء بالخطاب السابق في المطالبة بعدم تحويل العراق ساحة حرب، رغم أن الهجوم الصاروخي استهدف قاعدة عراقية تضم نحو 1500 جندي عراقي إلى جانب الأميركيين.
ووفقا للمصادر ذاتها فإن أحزابا وفصائل مسلحة مرتبطة بإيران ترفض أي بيان تنديد أو استنكار للاعتداء، وتعتبر الهجوم الإيراني بمثابة رد فعل دفاعي ونتيجة للهجوم.
وفي السياق، أجرى وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اتصالا هاتفيا مع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور البارزاني، وأكد الأخير في بيان له أن الاتصال ناقش التطورات الحالية في العراق.
من جهته، قال النائب في البرلمان العراقي أحمد الجبوري، إن إيران اختبرت صواريخها في العراق، مضيفاً أنه لا نريد الحديث عن "السيادة"، من قبل الحكومة أو البرلمان.
وقال الجبوري في تغريدة له عبر منصته "تويتر" إن "القصف الإيراني على الأنبار وأربيل في العراق بحجة قصف الأمريكان، ما هو إلا اختبار للصواريخ الإيرانية في ميادين المدن العراقية".
وأضاف: "لا نريد أحداً في الحكومة والبرلمان أن يتكلم عن السيادة وأخواتها، لأنها أصبحت من الماضي في ظل حكومة المستقيل عادل عبد المهدي التي جاءت بها المحاصصة والفساد".
Twitter Post
|
وأصدرت خلية الإعلام الأمني، في وقت سابق من اليوم، بياناً بشأن القصف الإيراني على قاعدة عين الأسد، في محافظة الأنبار، وأربيل، أكدت فيه عدم تعرض أي من العراقيين إلى أذى أو تسجيل خسائر مادية جراء الهجوم.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، الأربعاء، عن زيارة يقوم بها وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو إلى بغداد يوم غد الخميس.
ووجهت الوزارة في بيان لها دعوة للصحافيين إلى حضور مؤتمر صحافي يعقد صباح الخميس لوزير الخارجية محمد علي الحكيم ونظيره التركي.
واعتبر المحلل السياسي، علي حسين الجبوري، أن العراق زج نفسه في المحور الإيراني خلال الصراع بين طهران وواشنطن، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن موقف الحكومة القوي تجاه قتل سليماني والمهندس، وتجاهلها لساعات قصف إيران لمواقع عراقية فيها جنود أميركيون يشير بوضوح إلى الانحياز العراقي للمعسكر الإيراني، وهو ما قد يكلف بغداد خسائر كبيرة على المستوى الخارجي.