قام وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم الخميس، بزيارة للمغرب قالت مصادر موثوقة إنها قصيرة ولا تتجاوز بضع ساعات، حيث حلّ في العاصمة الرباط مساء اليوم، وأجرى مباحثات مكثفة مع كل من رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ووزير الخارجية، ناصر بوريطة، والمدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي.
وكان مثيراً للانتباه اللقاء الذي خصّ به بومبيو الحموشي، إذ تعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها في استقبال مسؤول سياسي أجنبي. وتم اللقاء في مقرّ المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وهي جهاز المخابرات الذي كان يترأسه الحموشي قبل أن يعيّن مديرا عاما للأمن الوطني.
كما أعلن البيان الصادر عن وزير الخارجية المغربي، عن وضع منصة مشتركة للتعاون في المجال الأمني، بين الرباط وواشنطن.
كما أصدر بوريطة بياناً عقب مباحثاته مع بومبيو، قال فيه إن الزيارة شكلت فرصة للتباحث وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما "على المستوى الأفريقي ومساهمة المغرب المعترف بها في عدد من القضايا".
ومن بين القضايا التي تطرق إليها بيان بوريطة، الملف الليبي الذي قال إنه كان موضوعا لتبادل وجهات النظر "بخصوص السبل والوسائل الكفيلة بتمكين هذا البلد الشقيق من إرساء أسس سلم وأمن دائمين، في إطار حل سياسي يتوافق عليه الفرقاء الليبيون بناء على الأسس التي وضعها مسلسل الصخيرات". وتشير العبارة الأخيرة إلى الاتفاق الذي أبرم في ضيافة المغرب، وأسفر عن تأسيس حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج.
وأضاف البيان المغربي أن المباحثات مع بومبيو ناقشت التهديد الذي تشكله إيران وحلفاؤها، "والجهود المبذولة لمواجهة محاولات نشر النفوذ الإيراني في المنطقة، بما في ذلك شمال وغرب أفريقيا، وكذلك الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب في إفريقيا من خلال تعزيز قدرة الأجهزة الأمنية في المنطقة، خاصة بواسطة وضع منصة مشتركة للتعاون في المجال الأمني".
بيان آخر صدر عن رئاسة الحكومة، جاء فيه أن العثماني تباحث مع وزير الخارجية الأميركي، في "سبل وآفاق تطوير المبادلات التجارية وتشجيع مبادرات الاستثمار بين المغرب والولايات المتحدة الأميركية، ولا سيما في المجالات التي راكمت فيها المملكة تجارب هامة، مثل صناعة السيارات وقطع غيار الطائرات".
وأوضح بيان رئاسة الحكومة، أن كلاً من العثماني وبومبيو سجلا خلال هذه المباحثات، "التقدم الهام الذي يعرفه برنامج التعاون، موضوع ميثاق تحدي الألفية الثاني، الموقع بين الحكومة المغربية ونظيرتها الأميركية".
ويجسّد هذا التعاون تخطي حجم المبادلات التجارية الثنائية عتبة 51 مليار درهم، أي بزيادة قدرها 28 في المئة بالمقارنة مع 2017. وتعتبر الولايات المتحدة ثالث مستورد للسلع المغربية، ورابع مورِّد للمغرب.
أما الاستثمارات الأميركية في المغرب فتحتل المرتبة السابعة ضمن الاستثمارات الخارجية المباشرة في المغرب، كما أن حوالي 160 شركة أميركية اتخذت من المغرب مقرا لها. وقد زار المغرب هذه السنة أكثر من 300 ألف سائح أميركي، أي بزيادة قدرها 20 في المائة بالمقارنة مع 2017، بحسب البيان.
وأعلن بوريطة أن المغرب سيحتضن الدورة 13 لقمة الأعمال الأميركية الأفريقية، في يونيو/ حزيران 2020 بمراكش؛ والنسخة 17 لمناورات الأسد الأفريقي 2020 (في النصف الأول من 2020)، وهي المناورات التي قال بوريطة إنها الأكبر في أفريقيا مقارنة بما عرفته مناورات السنوات الماضية. كما سيحتضن المغرب اجتماع فريق العمل المعني بمكافحة الإرهاب في إطار مؤتمر وارسو (مارس/آذار 2020).