أبين: واقع ميداني يرجح كفة الشرعية

01 نوفمبر 2019
قد تخلط تطورات محافظة أبين الأوضاع (نبيل حسن/فرانس برس)
+ الخط -

من جديد، تخطف محافظة أبين اليمنية، الأنظار، مع التطورات التي شهدتها خلال اليومين الماضيين، بتقدم قوات الشرعية على حساب ما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، بالتزامن مع تأجيل فعالية التوقيع على اتفاق الرياض التي كانت مقررة يوم الخميس الماضي، للمرة الثالثة بأقل من أسبوع، وفي ظل جملة من التعقيدات تتصل بالوضع الأمني والعسكري، تتصل بأبين، البوابة الشرقية لعدن. وأفادت مصادر محلية في أبين لـ"العربي الجديد"، أمس الجمعة، بأن قوات الجيش الموالي للحكومة الشرعية، التي تقدمت الخميس الماضي إلى منطقة أحور في أبين، تراجعت باتجاه شبوة وسلّمت المدينة لـ"قوات الأمن الخاصة"، على أثر جهود تهدئة تولتها السعودية، سعت لاحتواء التصعيد في المدينة، بعد أن كادت التطورات الميدانية أن تسهم في خلط الأوراق مجدداً، في ظل الترتيبات الجارية لتوقيع الاتفاق بين الحكومة وحلفاء أبوظبي.

ووفقاً للمصادر، فإن التراجع من مدينة أحور، جاء بعدما تقدم الجيش الخميس الماضي، صوب المدينة، وهو التقدم الذي جاء بعد كمين نصبه مسلحون موالون لـ"المجلس الانتقالي"، فيما انضمت قوات من "الحزام الأمني" المدعومة من الإمارات لقوات الشرعية. وعلى الرغم من إعلان الإمارات الانسحاب من عدن وتسليمها للقوات السعودية والإماراتية، إلا أن التقدم في أبين أشعل مخاوف أبوظبي وحلفائها، وهو ما يفسر التصريح الذي أطلقه الخبير العسكري الإماراتي خلفان الكعبي، والذي كتب في صفحته على "تويتر" أن طائرات التحالف أمهلت القوات "التي تحاصر أحوار"، ساعة للانسحاب وإلا فسيتم قصفها.

وفيما أثار التهديد الإماراتي موجة ردود فعل يمنية ساخطة، أعاد التصريح وتطورات أبين عموماً، الأذهان إلى أحداث أغسطس/آب الماضي، إذ تقدمت القوات الحكومية من جهة شبوة بصورة متسارعة لتصل إلى أطراف مدينة عدن، إلا أن المقاتلات الحربية الإماراتية تدخلت لتنفذ 13 غارة جوية، ارتكبت من خلالها أبوظبي مجزرتها الشهيرة، والتي نتج عنها ما يقرب من 50 قتيلاً وأعداد كبيرة من الجرحى.



من زاوية أخرى، جاءت تطورات أبين، انعكاساً للوضع العسكري والأمني في المحافظة، التي تعتبر بوابة عدن الشرقية، إذ تسيطر قوات الشرعية على أجزاء منها بالقرب من محافظة شبوة، في مقابل سيطرة الانفصاليين على أغلب أجزاء المحافظة، كما شهدت تعزيزات من الجانبين، تحسباً لتجدد المواجهات في أي لحظة. وخلال الشهرين الماضيين، بقيت القوات الحكومية في ابين وشبوة عموماً هدفاً لحملات تحريض ودعوات للاستهداف من قبل مناصري الانتقالي، الذين يتمتعون بوجود ضعيف، في هذه المحافظة، بوصفها المحافظة التي ينحدر منها الرئيس عبدربه منصور هادي وعدد غير قليل من قيادات الدولة، بمن فيهم وزير الداخلية أحمد الميسري، والذي يتصدر المعركة مع حلفاء أبوظبي في الجنوب اليمني.

سياسياً، كان من المتوقع أن تسعى الرياض إلى احتواء التصعيد سريعاً، باعتباره جاء في اليوم الذي كان من المقرر أن يوقع الاتفاق بين الحكومة اليمنية و"الانتقالي"، فضلاً عن التبعات التي يمكن أن يتركها هذا التطور، على مسار المفاوضات الجارية والترتيبات السعودية لاستلام عدن من الإماراتيين. وعلى الرغم من أن قوات الشرعية انسحبت من المواقع التي تقدمت فيها، إلا أن التطورات خلقت انعكاساً لموقف حلفاء أبوظبي، الضعيف عسكرياً وهشاشة التشكيلات التي دعمتها، والتي تساقطت بمجرد تقدم القوات الحكومية، وهو ما حصل أيضاً على أطراف عدن في أغسطس الماضي، مما اضطر الإمارات للتدخل جواً لإنقاذ حلفائها على الأرض.

من جهة أخرى، أفادت مصادر يمنية مطلعة لـ"العربي الجديد"، بأن التأجيل الثالث في أقل من أسبوع لتوقيع اتفاق الرياض، يأتي على أثر ترتيبات سعودية، سواء على صعيد الانتشار في مدينة عدن، بدلاً عن القوات الإماراتية المنسحبة، أو فيما يتعلق بالترتيبات الفنية للاتفاق، من خلال دعوة ممثلين عن قوى سياسية مختلفة لحضور الحفل، في أن التوقيع على الاتفاق بأحرفه الأولى، جرى منذ أسبوع، وفقاً لمسؤولين في الحكومة اليمنية.