قوات النظام تحشد جنوبي سورية ومؤشرات على معركة وشيكة

23 سبتمبر 2017
النظام يواصل خرق اتفاق خفض التوتر(فرانس برس)
+ الخط -
شنّت قوات النظام السوري هجوماً على بلدة بيت جن، في ريف دمشق الجنوبي الغربي، وعلى بلدات أخرى في ريف محافظة القنيطرة، بينما تحشد في محافظة درعا، وسط مؤشرات على تجدد العمليات العسكرية في المنطقة الجنوبية في خرق لاتفاق "وقف التصعيد"، من جانب قوات النظام التي تسعى إلى ضم المزيد من البلدات لسيطرتها، بالتزامن مع توسعها في شرق البلاد.

وقالت مصادر النظام، إن قوات الأخير "أحرزت تقدماً ملحوظاً على اتجاه المحور الشمالي لمزرعة بيت جن، أقصى ريف دمشق الجنوبي المتاخم إداريا للقنيطرة، وسط اشتباكات عنيفة مع الجماعات المسلحة التي تحاول شن هجوم معاكس لاستعادة النقاط التي خسرتها".

وأضافت تلك المصادر أن هناك حركة آليات مكثفة باتجاه مثلث القرى التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في سفوح جبل الشيخ لنقل المؤازرات وإسعاف الجرحى، بينما تكثف مدفعية النظام قصفها على المنطقة.
من جهتها، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام استهدفت بالرشاشات الثقيلة بلدة بيت جن، وسط محاولات تقدم تزامنت مع قصف عنيف أيضاً على بلدة الحميدية في محافظة القنيطرة، فيما تجري اشتباكات على أطراف بلدة دربل في ريف دمشق الغربي.

ولفتت المصادر، إلى أن قوات النظام أرسلت تعزيزات، مساء أمس الجمعة، إلى محيط بلدة بيت جن، وذلك بعد أيام من تهديد قائد الفرقة الأولى في قوات النظام اللواء زهير الأسد، لأهالي البلدة، مشيرة إلى أن التعزيزات شملت عشرات الدبابات والعربات والآليات العسكرية تمركزت على أطراف البلدة المحاصرة من قبل قوات النظام والملشيات التابعة لها، مع ملاحظة وجود حشود لـ"حزب الله" اللبناني في مدينتي البعث، وخان أرنبة، وهو ما اعتبرته فصائل معارضة تحضيراً لعمل عسكري وشيك في محافظة القنيطرة.

وتعتبر بلدة بيت جن، المعقل الأخير لفصائل المعارضة غرب العاصمة، وذلك بعد تمكن قوات النظام من السيطرة على معظم البلدات هناك إثر اتفاق مدينة داريا العام المنصرم، والذي تبعه عمليات ترحيل لمقاتلي وأهالي المعضمية وخان الشيح وزاكية وغيرها من بلدات الغوطة الغربية.

وكانت المنطقة قد شهدت معارك مطلع الشهر الجاري، في محاولة من فصائل المعارضة لفك الحصار والتواصل مع ريف القنيطرة.

وفي محافظة درعا المجاورة، تعرضت بلدة الغارية الغربية ومنطقة علما بالريف الشرقي لقصف من قوات النظام. كما طاول القصف درعا البلد، وسط اشتباكات بين فصائل المعارضة وجيش خالد المبايع لتنظيم "داعش" في حوض اليرموك بريف درعا الغربي.

وفي السياق، قال الإعلامي محمد الشلبي، لـ"العربي الجديد"، إن المحافظة تشهد تعزيزات وتحركات عسكرية مكثفة لقوات النظام خلال الأيام الأخيرة خاصة في محيط درعا البلد، حيث تسود توقعات بأن تقوم قوات النظام بعملية عسكرية في المنطقة بهدف الوصول إلى منطقة الجمرك على الحدود مع الأردن والسيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

وأوضح أن هناك احتمال آخر يتمثل في محاولة السيطرة على مناطق في ريف درعا الشرقي خاصة مدن بصرى الشام وإنخل وبصر الحرير.

من جهة أخرى، نفى فصيل تابع لـ"الجيش السوري الحر" إجراء مفاوضات مع قوات النظام السوري لتسليم معبر نصيب عند الحدود السوريةـ الأردنية.

وقال قائد "جيش أسود السنة"، أبو عمر زغلول، في تصريح لوكالة "سمارت"، "لا يمكن أن نجري هكذا نوع من المفاوضات دون تكليف من أهالي المحافظة"، مضيفاً أنه "في حال فتح قضية تسليم المعبر فسيكون المقابل الإطاحة ببشار الأسد".

كما أكد نائب رئيس مجلس محافظة درعا، عماد البطين عدم إجراء مفاوضات بشأن المعبر، لكنه أشار إلى توجيه دعوة من قبل دول "أصدقاء الشعب السوري"، لرئيس مجلس المحافظة والنائب العام في محكمة دار العدل، وبعض القادة العسكريين من فصائل الجبهة الجنوبية، للاجتماع بوفد النظام، دون تحديد موعد الاجتماع أو موضوعه.

وقال البطين، إن فصائل الجبهة الجنوبية لن تسمح لقوات النظام بإدارة المعبر، وإن أي اجتماع قادم سيكون لاستكمال الحل السلمي.

وكان ممثلون عن المعارضة في درعا اجتمعوا وفق بعض المصادر خلال الأيام المقبلة، مع الحكومة الأردنية، لبحث قضية إعادة فتح معبر نصيب، غير أن الاجتماع لم يتكلل بالنجاح مشيرةً إلى أن الجانب الأردني تقدم بعدة مقترحات لإعادة تشغيل المعبر، تتضمن إدارة مشتركة للمعبر بين النظام والمعارضة بضمانة ردنية، إلا أن النظام رفضها كلها مصرا على أن يتولى هو وحده إدارة المعبر والطريق المؤدي له، دون أي دور لفصائل المعارضة، كما رفض نقل المعبر إلى محافظة السويداء.


وكان مسؤولون في النظام السوري قالوا إنه سيتم قريباً جداً افتتاح معبر نصيب الحدودي، بينما تحدثت وسائل إعلام أردنية عن موافقة المعارضة على تسليم المعبر للنظام السوري، بعد اتفاق برعاية أردنية- روسية، يتضمن الإفراج عن نحو 100 معتقل، إلا أنها لم تؤكد من مصدر رسمي.

ورأى مراقبون أن رفض النظام لكل المقترحات المتعلقة بإدارة المعبر، وتمسكه بإدارته منفرداً، يعكس روح القوة والانتصار التي يشعر بها، خاصة بعد تمدد قواته في شرق البلاد، مما يجعل الوضع في المنطقة الجنوبية مرشحاً للتدهور العسكري خلال المرحلة المقبلة، إذ قد يحاول النظام فرض إرادته بالقوة متجاهلاً اتفاق "خفض التوتر" الذي تم التوصل إليه في وقت سابق بين روسيا والولايات المتحدة والأردن.