إخوان الجزائر يتهمون "التيار العلماني" بمحاولة احتكار الحراك

اتّهم إخوان الجزائر، اليوم الجمعة، من سماهم بـ"التيارات السياسية العلمانية المتشددة"، بمحاولة السيطرة على الحراك الشعبي وتوجيهه ودفعه إلى مواقف وخيارات راديكالية. ووجّه في الوقت نفسه رسائل للسلطة السياسية بإمكانية عقد تحالفات وشراكة سياسية معها لتحقيق إصلاحات والاستجابة لمطالب الحراك الشعبي.

وقال رئيس حركة "مجتمع السلم"(الحزب المركزي لإخوان الجزائر) عبد الرزاق مقري، في كلمة ألقاها اليوم في قسنطينة، إن "التيار العلماني المتطرف حاول السيطرة على الحراك الشعبي"، مضيفاً أنّ "هذا التيار مخترق من عملاء فرنسا والحركة الماسونية ويريد السيطرة على الحراك، وهو يتحمل المسؤولية في ما انتهى إليه الحراك الشعبي".

وتابع مقري، وهو أيضاً أمين عام منتدى كوالالمبور، أنّ "هذا التيار المتشدّد الموجود في الدولة وعالم الأعمال والإدارة ولديه نفوذ، يعتقد أن تعقل بعض القوى ومنها حركة مجتمع السلم ضعف منها"، معتبراً أن "التيار العلماني يرغب في احتكار الحراك واستبعاد باقي القوى منه".

وذكر أن "مناضلي الحركة وقياداتها كانوا متواجدين في الحراك الشعبي منذ بدايته، ولا يوجد رئيس حزب سياسي نزل إلى الحراك الشعبي يوم 22 فبراير/شباط غيري".

وكان مقري يشير إلى تشدد مواقف بعض المكونات السياسية والمدنية المحسوبة على التيار العلماني والتي تطالب برحيل جذري للنظام وترفض إقامة أي حوار مع السلطة السياسية الجديدة والرئيس عبد المجيد تبون وتدفع إلى خيار المواجهة مع السلطة وتهاجم الجيش بشكل مستمر.

وانطلق رئيس حزب إخوان الجزائر في مهاجمته لـ"التيار العلماني" على خلفية موقف قوى هذا الأخير من لقائه مع الرئيس تبون وقبوله الحوار معه.

في هذا الشأن، قال إن "هناك من يخيفهم اقتراب الحزب من السلطة، ونحن لما تحاورنا مع رئيس الجمهورية تحاورنا من أجل المصلحة العامة وتبون رئيس الجزائر ونحن لم نترشح للانتخابات الرئاسية ولكن لم نكن ضد الانتخابات".

ولم تشارك حركة "مجتمع السلم" في الانتخابات الرئاسية الماضية التي جرت في 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكنها أعلنت عن موقف متوازن إزاءها، حيث لم تدعُ لمقاطعتها أو عدم التصويت، كما لم تدعم أيا من المرشحين الخمسة، واكتفت بعدم تقديم مرشح عنها في هذه الانتخابات، على الرغم من وجود كتلة من قياداتها كانت تدفع في اتجاه المشاركة.

نقل العاصمة

وفي سياق آخر، دعا رئيس حركة "مجتمع السلم" السلطة إلى بدء التفكير في نقل العاصمة من مدينة الجزائر إلى منطقة في وسط البلاد، وإعادة إحياء مشروع تحويل العاصمة إلى مدينة بوقزول (120 كيلومترا جنوبي العاصمة الجزائرية) أو أي مكان في الجزائر، مبرراً طلبه "بأن العاصمة الحالية معرضة للاختراق والهجوم العسكري".

إلى ذلك، دعا رئيس حركة البناء الوطني(حزب منشق عن الحزب المركزي لإخوان الجزائر) عبد القادر بن قرينة، للتوجه نحو حوار سياسي يهدف لتحقيق التوافقات الكبرى على المسارات الكبرى للإصلاح في ظل ما اعتبره "صعوبة المرحلة التي تتطلب الحوار واستعمال خطاب الواقع للاستجابة لمطالب الحراك"، مشدداً على تمسكه بالحراك السلمي. وقال "سنناضل بالحراك ومن الحراك ومع الحراك حتى تتحقق مطالبه الجامعة الغير مؤدلجة".

وحذّر بن قرينة، وهو مرشح رئاسي سابق، من إمكانية عودة فلول النظام السابق عبر الاستحقاقات السياسية المقبلة، قائلاً "هناك ملامح لمحاولة فلول العصابة العودة من جديد عن طريق الانتخابات التشريعية القادمة، والعصابة تُقاوم التغيير من داخل مؤسسات الدولة. وجزء آخر منها يريد عقد التحالف مع مؤسسات الدولة ليكون جزءاً من قاعدة الحكم في الجزائر الجديد".