تركيا:داود أوغلو يسلم مقاليد رئاسة "العدالة والتنمية" لـ يلدرم

إسطنبول

باسم دباغ

avata
باسم دباغ
22 مايو 2016
2EA1AEC8-4A70-424B-B0E4-D4DD7FEF48F2
+ الخط -
ألقى أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي، اليوم، خطبة وداع في المؤتمر الاستثنائي الثاني للحزب، تلت رسالة أردوغان التي قرأت في المؤتمر، والتي أكد خلالها أردوغان بأنه ما زال مرتبطا بالحزب الذي ساهم في تأسيسه، رغم انتقاله إلى رئاسة الجمهورية، مشددا على ضرورة التحول إلى النظام الرئاسي.

وبعيداً عن الخطاب الأكاديمي المعهود من داود أوغلو، تميزت خطبته الأخيرة بكونها سياسية تاريخية ذات نبرة عالية، وضع خلالها خطوطا واضحة لتيار "الخوجاجيلار"، أي مؤيدو "الخوجا" أو المعلم، وهو اللقب الذي يطلق على داود أوغلو، في صفوف الحزب، سواء على مستوى المبادئ أو على مستوى السياسة الخارجية التي يعتبر المنظر الأول لها.

وأكد داود أوغلو أن ذهاب حزب انتصر في انتخابات برلمانية بنسبة تقارب الخمسين بالمائة إلى مؤتمر استثنائي، لم يكن أمراً اختاره ولكنه كان ضرورة للحفاظ على وحدة الحزب.

ولفت داود أوغلو إلى "لقد كنت معكم قبل هذا مرتين في هذه الصالة، ولكن الذهاب إلى مؤتمر بعد مدة قصيرة من انتخابات توجت بانتصارنا هو أمر لم أكن أرغب به، وأعرف تماما الانزعاج الذي تسببه ذلك في ضميركم وضمير الأمة، ولكن قضيتنا وهمومنا فوق كل اعتبارات شخصية"، مضيفا "وبعد انتخابات الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني التي حصلنا فيها على 49.5 بالمائة من الأصوات، فإن قراري بتسليم السلطة وإقامة مؤتمر استثنائي للحزب ناتج عن تقديري لأهمية الحفاظ على وحدة الحزب، وكذلك عن قلقي من الإضرار بحركة حزب العدالة والتنمية، إن حماية وحدة وتعاضد الحزب الذي ارتبط بقدر تركيا هو أمر تفوق أهميته أي شيء آخر، توكلنا على الله وقمنا بتسليم الأمانة لكم".

وواصل داود أوغلو بأنه باق في صفوف الحزب بعيدا عن المناصب، بالقول "لقد تمسكت بالوفاء بالعهد فوق كل شيء، وإن كنا نودع مناصبنا ومواقعنا، ولكننا لا نودع عقدنا وقضيتنا ومبادئنا أبدا، ولا نتخلى عنها قط، ونحن لا نسعى وراء الأمور اليومية المؤقتة ولكننا نسعى بشكل مستمر وراء الفضائل الأبدية، لا نضل طريقنا ولا ننسى أيضا عشقنا وحبنا وأفقنا، لكننا في يوم ما سنفارق هذا العالم، ولن يبقى إلا الوعود التي أعطيناها لله".

وحذر داود أوغلو من الوقوع في فخ "السُكر بالسلطة"، مشددا على أن هذا المؤتمر ليس مؤتمر وداع ولكنه مؤتمر وفاء لقيم الحزب التي حددها بكرامة الإنسان والانسجام مع ضمير الأمة، والعدالة، والديمقراطية والإرادة الوطنية، وأن حزب العدالة والتنمية هو نتاج العقل الجمعي للأمة، ومقاربة البشرية جمعاء من باب الرحمة.


وقال داود أوغلو "أدعو الله ألا يبعدنا عن طريق الوفاء، لا يوجد أحد لا يمكن أن تتخلى عنه هذه الحركة ولكن يوجد قيم لا يمكن لها التخلي عنها، إن حزب العدالة والتنمية لم يكن في يوم حزب زمرة من الأشخاص، ولن يكون كذلك، إن حزب العدالة والتنمية ليس حزبا عاديا، بل هو حزب الأمة الذي يعبر عن وعيها، يجب أن نعرف بأننا مدينون لبعضنا في حفظ كل منا كرامة الآخر، وعلينا التحرك ضمن ضمير الأمة، حيث إن العدالة والتنمية هو نتاج العقل المشترك للأمة، وإننا نتمسك بالوفاء بالعهد فوق كل شيء، نترك مناصبنا ولكننا لا نتخلى عن قضيتنا ومبادئنا".


ولم يفت داود أوغلو التأكيد على القيم التي وضعها للسياسة الخارجية التركية ممثلة بكون أنقرة حامية للمظلومين في العالم، مشدداً على ضرورة الانفتاح على العالم المحيط بتركيا بدءا من البلقان والقوقاز والشرق الأوسط وأوروبا.

وختم داود أوغلو كلامه بأن توجه للحاضرين في المؤتمر طالبا منهم أن يشهدوا بأنه لم يقصر في أداء مهامه، قائلا "قبل أن أرحل أطلب منكم أن تشهدوا بأني فعلت كل ما بوسعي للحفاظ على وحدة الحزب، وبأني عملت ليلا نهارا لأجل هذه الأمة، فهل تشهدون؟!" ليرد جميع الحاضرين بالإيجاب والوقوف والتصفيق لداود أوغلو.

في غضون ذلك، أرسل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة إلى المؤتمر، عبّر فيها عن شكره للدور الذي قام به داود أوغلو في رئاسة الوزراء والحزب، مشددا على أنه، وإن ابتعد عن أداء أي دور في الحزب، لكن علاقته العاطفية معه لم تنقطع.

كما ذكر أردوغان رئيس الوزراء الجديد بوظيفته الأولى ممثلة بالدستور الجديد الذي يعتمد النظام الرئاسي.

وقال أردوغان "ربما انقطعت علاقتي قانونيا بالحزب منذ أن أديت اليمين الرئاسي، لكن علاقتي العاطفية معكم لم تنقطع في أي يوم، ولن تنقطع".

وبعد أن بارك لبن علي يلدرم كونه مرشحا وحيدا لرئاسة الحزب، تابع أردوغان "أؤمن بأنه في الفترة المقبلة سيتم العمل على إزالة جميع التأثيرات السلبية على المناخ السياسي مع رئاسة الجمهورية من خلال العمل على الدستور الجديد بنظام إدارة جديدة" في إشارة إلى النظام الرئاسي.

ذات صلة

الصورة

مجتمع

أمرت محكمة تركية، يوم الجمعة، بسجن فاتح إمره هولاكو، الذي عمل على تقليد صوت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الذكاء الاصطناعي، في محاولة لتنفيذ عمليات احتيال على رجال أعمال ومسؤولين أتراك.
الصورة

منوعات

جولة على أبرز الأخبار الزائفة المتداولة في المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الحالي. كل الأخبار المذكورة أدناه غير حقيقية رغم انتشارها على نطاق واسع. وقد تحقق منها فريق "العربي الجديد".
الصورة

سياسة

أدت أسباب عديدة إلى خسارة المعارضة التركية أمام الرئيس رجب طيب أردوغان، بعدما كانت هذه المعارضة تطمح لإطاحة الرئيس مستفيدة من عوامل سياسية واقتصادية مختلفة.
الصورة
ستحدد اختيارات شباب تركيا الفائز في الانتخابات (عزيز كاريموف/Getty)

مجتمع

يجمع الأتراك على أن فئتي الشباب والنساء هما أهم كلمات سر الفوز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تجرى اليوم الأحد، نظراً لضخامة عدد وتأثير هاتين الشريحتين وآرائهم المتباينة.