ليبيا: دعوات للتعقل خشية استهداف التونسيين بعد هجوم زليتن

09 يناير 2016
التحذير من التحريض ضد التونسيين في ليبيا (Getty)
+ الخط -
تعالت بعض الأصوات في ليبيا مطالبة برحيل التونسيين، خاصة إثر عملية زليتن، والتي راح ضحيتها نحو 74 قتيلاً، وعشرات الجرحى، وفي ظل حديث بعضهم عن أن منفذ العملية الانتحارية، تونسي يدعى ابو يقين التونسي، ينتمي لتنظيم "داعش".

ويرى مراقبون أن تداعيات هذا الهجوم ستكون وخيمة على آلاف التونسيين العاملين في التراب الليبي، كما أنها قد تهدد العلاقات التونسية الليبية مستقبلاً.

وقال رئيس لجنة التفاوض التونسية الليبية، مصطفى عبد الكبير لـ"العربي الجديد" إن توجيه أصابع الاتهام إلى التونسيين أمر غير مقبول، لأن الإرهاب لا هوية له، فهو قائم على سفك الدماء وقد يضرب في ليبيا وفي تونس أيضاً".

وأوضح أن منفذ العملية ليس تونسيا، وأن الليبيين يعرفون أنه ليبي، ومن منطقة الزنتان، مبينا أن التفكير في القضاء على الإرهاب في ليبيا لا يتم عبر طرد التونسيين، أو المصريين أو السودانيين بل بتعقب الليبيين الحاضنين للإرهابيين والداعمين لهم والمتسترين عنهم.

وقال عبد الكبير إن تقديم مهلة للتونسيين للمغادرة، وتحميلهم المسؤولية دليل على سوء تشخيص المشكلة، مبيناً أن هذا الموقف صدر من بعض الأطراف المعزولة ولم يأت من حكماء وشيوخ القبائل الليبية.

اقرأ أيضاً: اتساع نفوذ "داعش" في ليبيا يؤرق الغرب

واعتبر رئيس لجنة التفاوض التونسية الليبية، في بيان نشره اليوم السبت، أن هذا الموقف لن يزيد إلا من تأزم الوضع، وتدهور العلاقات التونسية الليبية، ملاحظاً أن سلامة التونسيين في أي مكان من ليبيا مسؤولية كل الإخوة الليبيين.

وذكر مصطفى عبد الكبير في هذا الإطار بوقوف كل التونسيين إلى جانب الليبيين في كل المراحل التاريخية والمحن.

وقال إن على الليبيين أن يتذكروا كيف أنهم وجدوا الدعم من التونسيين، مؤكدا أن التفجيرات قد تحصل في أي مكان من العالم.

وقال المحلل السياسي والخبير في الشأن الليبي، غازي معلى، لـ"العربي الجديد" إن ما مرت به ليبيا كان قاسيا، فاستهداف شباب ما بين 18 و25 عاماً في مركز تدريب كان مروعاً ويمكن تفهم بعض ردود الفعل طالما أنها في إطار القانون وتضمن كرامة الإنسان فلا يقع التعدي على التونسيين أو تعنيفهم.

ويقول إنه لا يستبعد أن يكون منفذ الهجوم الانتحاري تونسياً، موضحا أن أغلب العمليات الانتحارية التي حصلت في ليبيا نفذها تونسيون.


وأوضح أن قرار ترحيل التونسيين حسب المعطيات المتوفرة لن يشمل الأشخاص الذين لا يتمتعون بإقامة، وكل العاملين، بل فقط من لا عمل لديهم ولا وجود لمن يكفلهم، معتبراً أنه من الصعب على الليبيين التخلي عن العمالة التونسية، خاصة بعد فرار العديد من العمال المصريين والأفارقة.

وأكدّ أن التونسيين لديهم قبول شعبي كبير في ليبيا وهم يتواجدون في كثير من المدن منها طرابلس ومصراتة وأنه من المستبعد التخلي عن كل العمال هناك.

ولفت إلى أن السلطات الليبية قد ترحل التونسيين الذين لا يشتغلون، وأولئك الذين ليس لديهم إقامة في ليبيا، وهؤلاء يجب التحقيق معهم في تونس عن أسباب بقائهم في ليبيا ومعرفة دوافع انتقالهم إلى الأراضي الليبية.

اقرأ أيضاً: موغريني: ليبيا تمثل تهديدا أمنيا لأوروبا