بغداد تستدعي السفير التركي وتطالب أنقرة بسحب فوري لقواتها من إقليم كردستان

بغداد

زيد سالم

avata
زيد سالم
18 يونيو 2020
DC23ABA1-7DE3-43EF-8CB1-4C67EDE70CDF
+ الخط -

استدعت وزارة الخارجيّة العراقية، اليوم الخميس، السفير التركيّ في العراق، فاتح يلدز، للمرة الثانية خلال يومين، وسلّمته مذكّرة احتجاج بشأن العمليات العسكرية التركية في شمال العراق.

وقالت الخارجية، في بيان: "يستنكر العراق بأشدّ عبارات الاستنكار والشجب مُعاودة القوات التركيّة يوم 17 يونيو/ حزيران الجاري انتهاك حُرمة البلاد وسيادتها بقصف ومُهاجَمة أهداف داخل حُدُودنا الدوليّة"، مؤكدة رفضها القاطع لهذه الانتهاكات التي تُخالِف المواثيق والقوانين الدوليّة".
ووصف البيان القوات التركية بـ"المعتدية على الأراضي العراقيّة"، مطالباً أنقرة بسحب قواتها من العراق فوراً. وتواصل القوات التركية مصحوبة بالطيران الحربي التوغل في إقليم كردستان، وقصف مواقع ومقارّ لمسلحي حزب "العمال الكردستاني"، ومليشيا "وحدات حماية سنجار"، في ظل استمرار الرفض والاستنكار للصمت الحكومي في العاصمة العراقية بغداد.

وأفادت مصادر صحافية اليوم الخميس، أن قصفاً جوياً تركياً أودى بحياة أحد الرعاة في بلدة سيدكان، وهي المنطقة الواقعة إلى أقصى الشمال الشرقي لأربيل، مركز إقليم كردستان.
ونقلت وسائل إعلام كردية عن مدير بلدية "سيدكان" إحسان الجلبي، قوله إن "الطائرات الحربية التركية شنت غارات على مواقع لحزب العمال الكردستاني في وادي برادوست، ما أودى بحياة أحد رعاة الماشية الذي صادف وجوده هناك لحظة القصف التركي"، مضيفاً أن "الراعي الذي قضى نحبه من سكان بلدة حرير ضمن قضاء شقلاوة".

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الأحد الماضي، إطلاق عملية عسكرية، هي الثانية من نوعها، تستهدف المناطق العراقية الحدودية مع تركيا، التي يوجد داخلها مسلحو "العمال الكردستاني" المعارض لأنقرة، مشيرة إلى أنها ستضرب أوكار المسلحين في مواقع داخل سورية ضمن المثلث السوري العراقي التركي، وتحديداً منطقة جبل كرتشوك الحدودي السوري، التي ينشط فيها مسلحو "العمال الكردستاني".
وعادت أنقرة لتطلق أمس الأربعاء، عملية عسكرية في إقليم كردستان لملاحقة عناصر "حزب العمال الكردستاني"، وذلك بعد نحو 48 ساعة من الانزعاج العراقي الأول، وإصدار مذكرة احتجاج من وزارة الخارجية العراقية سُلمت لسفير تركيا في بغداد فاتح يلدز.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية انطلاق عملية "المخلب - النمر" في منطقة حفتانين في كردستان العراق، موضحةً في بيان أن العملية تستهدف ملاحقة عناصر "الديمقراطي الكردستاني"، مشيرة إلى أن عناصر "الكوماندوس" الأتراك موجودون الآن في منطقة حفتانين.
في السياق، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، الحاكم في أربيل، عماد باجلان إن "حزب العمال يخرق سيادة العراق حين يستورد الأسلحة ويقوم بنشاطات عسكرية ضد دولة مجاورة، وبالتالي على الحكومة العراقية أن تعالج ملف الحزب، وأن تسعى إلى إبعاده لأنه يسبب خرق السيادة الوطنية العراقية"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "أنقرة هي الأخرى تخرق سيادة العراق حين تضرب مواقع حزب العمال دون العودة أو الاتفاق مع بغداد، وبالتالي فإن الطرفين سبّبا أزمة غير قانونية".

وأضاف أن "حكومة إقليم كردستان لا تدعم أي جهة تهاجم دول الجوار، لذلك فالحديث عن كون حزب العمال الكردستاني يحظى بدعم من قبل جهة رسمية في كردستان، أمرٌ لا علاقة له بالواقع، ويندرج ضمن الاتهامات الباطلة"، موضحاً أن "أكثر من أربعة أيام مرّت على الهجمات التركية على مناطق إقليم كردستان، والحكومة العراقية لم تحرك ساكناً ولا نعلم إن كانت بغداد قد اتفقت سلفاً مع أنقرة أو لا".
وكان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، العميد يحيى رسول، قد قال إن عمليات القصف التركي التي طاولت مناطق في إقليم كردستان عمل "مستفز"، مبيناً في تصريح صحافي أن عمليات القصف لم تراعِ قوانين حسن الجوار. 

وأكد أن بلاده لن تسمح بتكرار ذلك، مشيراً إلى أنها ستتعامل مع القصف التركي وفقاً لمنظور الدبلوماسية، رداً على العمليات العسكرية التركية في إقليم كردستان العراق، وشملت أيضاً بلدة سنجار في محافظة نينوى.
وحمّل سعد المطلبي، عضو "ائتلاف دولة القانون"، رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، مسؤولية "خرق السيادة العراقية"، معتبراً، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، أن "الكاظمي أخفق في أول الوعود التي وعدها للعراقيين، وهو الحفاظ على وحدة العراق وأرضه، ولحد الآن لا أحد يعرف وجهة النظر الحكومية من القصف والعمليات العسكرية التركية في شمال العراق".
وتصاعد القصف التركي على المناطق الحدودية المترامية مع العراق، وخصوصاً جبال قنديل وما حولها، منذ انهيار عملية السلام بين حزب العمال وأنقرة في عام 2015، حيث يتخذ حزب العمال الكردستاني من السلسلة الجبلية الوعرة والقرى المحيط بها منطلقاً له لشن هجمات على القوات التركية منذ سنوات عديدة.

ذات صلة

الصورة
أسلحة للعراق الجيش العراقي خلال مراسم بقاعدة عين الأسد، 29 فبراير 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)

سياسة

كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط إسرائيلية على دول أوروبية وآسيوية لعرقلة بيع أسلحة للعراق وأنظمةة دفاع جوي.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
تظاهرة في بغداد ضد العدوان على غزة ولبنان، 11 أكتوبر 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

منوعات

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة مكتب قناة MBC في بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة بـ"الإرهابيين".
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي