الإضراب لانتزاع الحرية من الاحتلال...فؤاد عاصي وأديب مفارجة نموذجاً

20 مايو 2016
تتظاهر آية وآيات للإفراج عن زوجيهما (العربي الجديد)
+ الخط -
تواصل زوجتا الأسيرين فؤاد عاصي (30 عاماً) وأديب مفارجة (28 عاماً)، من بلدة بيت لقيا غربي رام الله وسط الضفة الغربية، مشاركتهما في كافة الفعاليات المناصرة لزوجيهما المضربَين عن الطعام ضد اعتقالهما الإداري منذ مطلع إبريل/نيسان الماضي، على أمل إنهاء معاناتهما وانتزاع حريتهما.

دخل فؤاد عاصي إضرابه عن الطعام منذ 3 إبريل/نيسان الماضي احتجاجاً على اعتقاله الإداري. وتوضح زوجته آيات عاصي لـ"العربي الجديد" أن زوجها اعتقل في شهر سبتمبر/أيلول 2015، وتم تحويله للاعتقال الإداري على الرغم من أنه لم يمض على الإفراج عنه من اعتقال سابق أمضى فيه نحو 3 سنوات ونصف السنة سوى ستة أشهر فقط، فقرر فؤاد انتزاع حريته وخوض إضراب ضد اعتقاله الإداري".

أمضى فؤاد  نحو 5 سنوات داخل سجون الاحتلال، من ضمنها سنوات عدة في الاعتقال الإداري من دون تهمة، ما أخّره نحو أربع سنوات عن دراسته الجامعية. اعتُقل مرتين في حياته الجامعية، ليتخرج في عام 2012 محامياً من قسم الحقوق في جامعة بيرزيت شمالي رام الله. أعاد الاحتلال اعتقاله بعد تخرجه وزواجه بشهرين، وهو لا يزال محامياً تحت التدريب لم يمارس مهنته بعد، بسبب كثرة الاعتقالات، وفقاً لزوجته. قبل استشهاد شقيقه محمد في عام 2013، وأثناء مطاردة محمد، اعتُقل فؤاد وأمضى 3 سنوات ونصف السنة داخل سجون الاحتلال، ليُحرم من وداع شقيقه الشهيد ومن حياته الزوجية، والتي لم يعيشا فيها معاً سوى ستة أشهر على الرغم من مرور أربع سنوات على زواجهما.

تقول آيات إنّ "كل الأحداث التي مررنا بها قاسية، منذ لحظة زواجنا واعتقاله الأول، ثم استشهاد شقيقه، كلها تزيد معاناتنا. كنا ننتظر عودة فؤاد من السجن في المرة السابقة كمن يعود من الموت. ولا يسمح الاحتلال لي بزيارة زوجي، فأنا ممنوعة من زيارته بحجة الرفض الأمني". في سجن عسقلان الانفرادي، يقبع الأسير المضرب عن الطعام فؤاد عاصي، بظروف سيئة، إذ فقد القدرة على المشي والحركة ويعاني من هزال عام في الجسم، فيما تعيش الزوجة قلقاً دائماً على مصير زوجها الذي تتدهور صحته يومياً، في ظل تأجيل محاكماته ورفض الإفراج عنه.

المعاناة ذاتها تعيشها آية مفارجة زوجة الأسير المضرب عن الطعام أديب مفارجة، إذ إن أديب وفؤاد يتشابهان في الظروف والمعاناة ذاتها، والزوجتان ممنوعتان من زيارتهما، تقول آية لـ"العربي الجديد". تأخر أديب مفارجة في دراسته الجامعية، فقد أمضى 11 عاماً في دراسة الحقوق بجامعة بيرزيت، ذلك أنّه كلما كانت تقترب الامتحانات النهائية كان أديب على موعد مع اعتقال جديد، فضلاً عن اعتقاله الأخير بعد زواجه بستة أشهر فقط.

يعمل أديب محامياً مزاولاً، وأمضى في سجون الاحتلال نحو ثماني سنوات، منها 6 أعوام رهن الاعتقال الإداري. كان اعتقاله الأخير في 10 إبريل/نيسان 2014. كما تعتقل قوات الاحتلال أحد أشقائه إدارياً. يعاني أديب من ظروف صحية وحياتية صعبة، فقد بدأ يتقيأ دماء وهو ما يقلق آية كثيراً، وتطالب بضرورة التدخل الرسمي لنقله إلى المستشفى، فيما تعزله سلطات الاحتلال داخل زنزانة مليئة بالحشرات، حيث تفتقر لأدنى الحاجات الإنسانية. وتؤكد زوجة الأسير مفارجة، أن زوجها مصمم على الاستمرار في إضرابه، فهو مؤمن أن "ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة. هم أخذوا حريته بالقوة، وهو يريد انتزاعها بقوة الجوع". وتشير إلى أن "الجوع ليس هدفه، بل وسيلة نحو الحرية".


المساهمون