الأمن التونسي يحبط مخططا انتقاميا لـ"داعش"

12 مايو 2016
مخطط "مرعب" لتفجيرات في مدن عدة (العربي الجديد)
+ الخط -

نجحت قوات الأمن التونسية، أمس الأربعاء، في إسقاط مشروع "إرهابي كبير"، كان يهدف إلى القيام بعمليات متزامنة في أكثر من مدينة، وفي أماكن حساسة ذات كثافة شعبية، فيما تشير المعطيات إلى أن "مجموعات إرهابية تتبع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" كانت تنوي الانتقام لهزيمتها المدوية في بنقردان".

وأكدت الداخلية التونسية أنها "كانت تتعقب عناصر إرهابية، جاءت من مناطق مختلفة وتجمّعت في العاصمة، خاصة منطقة التضامن (منطقة شعبية ذات كثافة سكانية كبيرة) للقيام بعمليات إرهابية متزامنة".

الداخلية أشارت إلى أن عملية الأمس، "أدت إلى حجز كمية من الأسلحة (كلاشنكوف ورمانات يدوية ومسدّسات وذخيرة). كما تمكنت وحدات الحرس الوطني من القضاء على عنصرين إرهابيين والقبض على 16 عنصرا آخرين".

وكشفت مصادر أمنية، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الأمن درست المنطقة بأكملها قبل عملية المداهمة، ورصدت تحركات المطلوبين وعددهم داخل المنزل، وجميع الطرق التي قد يسلكونها للهرب، أو استقدام الدعم في حال الهجوم عليهم، كما كانت على علم بما يخططون له من أعمال إرهابية في البلاد.

وأثناء المداهمة "عمد عنصر إلى محاولة الفرار من المنزل عبر القفز على سطح المنزل المجاور، واللجوء إلى حقل زيتون مجاور، لكنه وجد الوحدات المختصة التابعة للحرس الوطني في انتظاره، وتم قنصه في الكتف، وهو لا يزال حياً".

ويبدو أن التحقيقات الأولية مع بعض المقبوض عليهم، مكنت من الحصول على معلومات حول تحصّن مجموعة إرهابية أخرى في منازل مهجورة بمنطقة المعونة في محافظة تطاوين، في أقصى الجنوب، حيث تحولت وحدات الحرس الوطني إلى المكان المذكور، وجرى تبادل لإطلاق النار بين الوحدات المذكورة وعنصرين مسلحين، تمّ القضاء على عنصر، في حين فجّر الثاني نفسه بحزام ناسف، ما أسفر عن استشهاد ضابطين اثنين وعونين من الحرس وطني، وجرح آخرين غادروا صباح اليوم الخميس المستشفى.

وتقود هذه المعطيات إلى جملة من الاستنتاجات الهامة، أولها تعافي الجهاز الاستخباراتي التونسي، خاصة جهاز الحرس الوطني، حيث أحبطت عملية العاصمة مخططا مرعبا كان يستهدف مراكز تجارية وأمنية ومواقع حساسة، وهي المرة الثانية التي يتمكن فيها الأمن من إحباط مخطط تفجيرات متزامنة، في مدن مختلفة.


كما أكد سكان منطقة المنيهلة قرب العاصمة، لـ"العربي الجديد"، أن العناصر الثلاثة الذين استأجروا المنزل كانوا محل متابعة من القوات الأمنية والاستعلامات، وأن "العناصر المسلحة عمدت إلى التمويه، حيث لم يكونوا من الملتحين أو الذين تظهر عليهم مظاهر التطرف أو حتى الالتزام الديني".

ولكن عملية المنيهلة كشفت مرة أخرى غياب الحاضنة الشعبية التي يمكن أن يتحصن بها المسلحون، وارتفاع استعداد القوات الأمنية، برغم مقتل أربعة عناصر في عملية أمس. ومع اقتراب شهر رمضان، والموسم السياحي، الذي يبدأ بحج يهود الغريبة في جزيرة جربة، يتصاعد الاستنفار الأمني، لاقتران هذه المواعيد بتحركات المجموعات المسلحة، مثلما حصل في السنوات الماضية.

وستشرع السلطات التونسية في تركيز مئات كاميرات المراقبة في المدن، تنطلق من شوارع محافظات تونس الكبرى (العاصمة وأريانية وبن عروس، ومحافظات أخرى داخل المدن (سيدي بوزيد والقصرين والكاف وجندوبة) مع نهاية هذا العام، لتشمل كل المدن في مرحلة لاحقة.

المساهمون