"ذي إيكونوميست": بوتين تدخل بسورية لإخفاء ضعف نظامه

21 مارس 2016
بوتين يحاول تغطية ضعفه بالتدخل العسكري بسورية وأوكرانيا (العربي_الجديد)
+ الخط -
"لا تندهشوا من التدخل الروسي في سورية؛ فالسياسة الخارجية لـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مبنية على الضعف ووضعت للاستعراض الإعلامي"، بهذه الخلاصة بدأت مجلة "ذي إيكونوميست" مقالها الذي خصصته لتحليل التدخل الروسي في سورية ثم الانسحاب "المفاجئ".

وبالحكم على مشاهد التي روجت لها روسيا في شاشات التلفاز والتي تبين حشودا تستقبل الجنود الروس العائدين من سورية، فإنه يظهر أن بوتين حقق انتصارا كبيرا في سورية، بعد الإعلان غير المتوقع عن انسحابه غير المتوقع من سورية، كما يظهر أن له الفضل في وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات السرية، وأنه أيضا أظهر جزءا من قوته العسكرية، وتمكن من جعل ملف اللاجئين سلاحا في وجه خصومه الأوروبيين. ويبدو من خلال نفس المشاهد أيضا أن بوتين حقق انتصارا على أوباما الذي "فشل باستمرار في فهم الملف السوري ولم يقدم أي خطوة لحله"، حسب تعبير الجريدة التي قالت إن كل هذه المعطيات ما هي إلا دعاية روسية تخفي الحقيقة.

ويرى مقال الصحيفة البريطانية أن ما تصوره روسيا تحقيقاً لأهدافها في سورية هو مجرد شعار للاستهلاك الإعلامي على اعتبار أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لا يزال متواجداً فوق الأراضي السورية، وحتى المسار التفاوضي لايزال نجاحه محل شك، بحسب أكثر المتفائلين.

كما قلل من التحليلات التي تعتبر تدخل روسيا بسورية دليلا على عودة روسيا كقوة عالمية، ورأت أن الأمر لا يعدو كونه مجرد دعاية للاستهلاك الإعلامي، إذ حرص الرئيس الروسي على تقديم صور للطائرات الروسية وهي تتدخل عسكرياً بسورية من أجل طمأنة المواطنين الروس الخائفين على مستقبل بلادهم، "فبعد التدخل في أوكرانيا، وفي السماء السورية، يتساءل الجميع، أين ستكون المأساة المقبلة؟".

وشددت المجلة على أن روسيا لاتزال هشة أكثر مما يتوقع عدد من المتتبعين للسياسة الخارجية الروسية، فالاقتصاد الروسي يعيش أزمة حقيقية، خصوصا بعد تراجع أسعار البترول إلى أدنى مستوياته، كما أن الحكومة الروسية أجبرت على الاعتماد على سياسة تقشفية عقب العقوبات المفروضة عليها بعد التدخل في أوكرانيا، بالإضافة إلى تراجع مستويات العيش في روسيا، حيث انخفض متوسط الأجور من 850 دولار في العام 2014 إلى 450 دولار خلال العام الماضي.

وعن التدخل الروسي في سورية، فمرده حسب نفس المصدر إلى الخوف الروسي من أن تغيير النظام السوري، قد يفتح الباب لإمكانية أن تعاني روسيا من ثورة لتغيير النظام في عقر دارها، خصوصا وأن حكام روسيا يرون أن الولايات المتحدة هي من يقف وراء تحريك هذه الثورات.

أما عن شعبية بوتين بين المواطنين الروس فهي الأخرى آخذة في التراجع بشكل ملحوظ، كما أن نسبة الروس الذين عبروا عن ثقتهم في أن البلد تسير في الطريق الصحيح تراجعت من 61 في المائة إلى 51 في المائة بعد التدخل الروسي في كل من أوكرانيا وسورية، "والآن روسيا أرهقت في أوكرانيا وأيضا في سورية وعاجلا أم آجلا ستعجز الدعاية الروسية عن إخفاء الضعف بوتين".

ودعت المقال إلى عدم البحث في خلفيات التدخل الروسي في سورية، ذلك أن "التدخل العسكري في سورية كان هو الهدف في حد ذاته"، لأن بوتين كان بحاجة إلى ملء كشف حسابه بإظهار أن بلده ونظامه قويان، "والآن روسيا تبحث عن مصدر آخر للدعاية"، حسب تعبير المجلة.

اقرأ أيضا: روسيا تعيد هيكلة مليشيات "الدفاع الوطني" السورية

المساهمون