البرزاني يلقي الكرة في ملعب الأحزاب لاختيار بديل عنه

21 نوفمبر 2016
أوراق ضغط الأحزاب احترقت (Yunus Keles/ الأناضول)
+ الخط -

في خطوة لتجاوز الضغط السياسي ودعوات تغييره بآخر، ردّ رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، على تحركات معارضيه، بدعوتهم إلى الاجتماع والاتفاق على شخص يتولى منصب الرئاسة بدلاً عنه، وهي دعوة يراها المراقبون أنها ستحرج معارضي البرزاني، بسبب صعوبة حصول توافق سياسي على رئيس جديد.


وكان البرزاني قد أصدر بياناً، مساء أمس الأحد، دعا فيه الأحزاب السياسية في الإقليم إلى الاجتماع والتوافق على شخص ليتولى رئاسة الإقليم بدلاً عنه لحين إجراء انتخابات جديدة العام المقبل.

من جانبه، قال حزب "الاتحاد الإسلامي"، إنه يرحب برسالة البرزاني، ويأمل أن تتبعها خطوات عملية، وأن تكون بداية لإيجاد الحل اللازم للمشاكل والأزمات في إقليم كردستان.

ودعا الحزب، في بيان أصدره وحصل "العربي الجديد" على نسخة منه، "كافة الأطراف، خاصة الأحزاب الخمسة الرئيسية، أن تبدأ الحوار فيما بينها بأسرع وقت للوصول إلى آلية، لمعالجة المشاكل، وتجاوز المرحلة، وإنقاذ مواطني إقليم كردستان من الأعباء والوضع المعيشي السيئ الذي يعانون منه".

أما حزب "الجماعة الإسلامية"، فأبدى استعداده للمشاركة في الحوارات وطرح آرائه فيها. وقال الحزب، في بيان رسمي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، "نرى في الجماعة الإسلامية أن نستثمر رسالة البرزاني كمدخل لاجتماع الأطراف السياسية والبحث عن مخرج للأزمات".

وقال المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين، عبد الحكيم خسرو، لـ"العربي الجديد"، إن "رسالة البرزاني واضحة كثيراً ولا تحتاج إلى تفسير"، وتابع أن "الأزمة المالية أو بقية الأزمات التي يمر بها إقليم كردستان يتعين حلها بالحوار والتفاهم بين الأطراف السياسية من على مائدة الحوار".

وأضاف أن "البرزاني يؤكد، على الدوام، على التوافق بين الأطراف حول مختلف القضايا، لأن مسألة فرض النفس أو اللجوء إلى وسائل أخرى لفرض أمور معينة لن يكون مقبولاً. التوافق السابق انتهى، وعلى الأطراف المختلفة البحث عن توافق جديد حول البرلمان والحكومة لتجاوز المرحلة".

ومضى "ليس هناك من حل آخر سوى التوافق حول رئيس للإقليم حتى الانتخابات المقبلة، وأي طرف يزعم أن هناك حلاً آخر فهو غير دقيق".

واختتم خسرو بالإشارة إلى أن "الأطراف السياسية لم تتحاور، بل لجأت إلى استخدام أوراق الضغط، وأكثر تلك الأوراق احترقت، وقد أدى البرزاني ما عليه من مسؤولية تجاه الموضوع وأعلن عن موقفه بوضوح، فمن الأفضل اللجوء إلى الحوار للحفاظ على المكتسبات التي يمكن استثمارها للاستقلال".

أما الكاتب السياسي الكردي ميدي بيداوي، فيرى أن بقاء البرزاني على رأس السلطة في إقليم كردستان "خطر حقيقي يتهدد نجاح مشروع الاستراتيجية الوطنية لإيران، لذلك تسعى الجمهورية الإسلامية من خلال تصميم مُحكَم الدفع بإقليم كردستان إلى حالة اللاتوازن، وبالتالي التخلص من السيد البرزاني وفرض نفوذها وهيمنتها على الإقليم".

وأوضح بيداوي، في مقال رأي نشره في الإعلام الكردي، أنه بعد رفضه "بفتح ممر من إيران إلى سورية من خلال أراضي الإقليم، باتت إيران ترى أن رؤية وتصورات البرزاني لا تقبل بأي شكل من الأشكال أن يتحول إقليم كردستان، سواءً كإقليم أو كدولة مستقبلية، إلى منطقة ارتكاز خاضعة للهيمنة الإيرانية أو لأي جهة أخرى. ويبدو أن الإيرانيين فهموا من هنا ووصلوا إلى نتيجة مفادها أن البرزاني ومشروعه خطر وعائق أمام تحقيق رؤيتهم ومشروعهم في المنطقة، وبناءً على ذلك يبدو أنه قد تم القرار بوضع استراتيجية للتخلص منه ومشروعه".

أما آخر السيناريوهات التي يحاول معارضو البرزاني العمل عليها، وبدعم من إيران، فهي تقسيم إقليم كردستان وتشكيل إقليم يضم محافظة السليمانية وكركوك، وإبقاء أربيل ودهوك فقط تحت سلطة البرزاني.