ساحات التظاهر تغص بآلاف المتظاهرين في بغداد والجنوب

10 ديسمبر 2019
توافد آلاف المتظاهرين إلى ساحة التحرير (صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -
غصّت ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، اليوم الثلاثاء، بآلاف المتظاهرين الذين ملأوا الساحة والشوارع والمناطق المحيطة بها، كما تواصلت الاحتجاجات في محافظات الجنوب، على الرغم من الانتشار الأمني الكثيف.
وتوافد آلاف المتظاهرين إلى ساحة التحرير وملأوا الشوارع والمناطق المحيطة بها، كما امتدت جموع المحتجين إلى شارعي النضال والسعدون المؤديين إلى منطقة الكرادة، وإلى شارع الرشيد باتجاه ساحتي الخلاني والوثبة، وجسري السنك والأحرار.

وردد المتظاهرون شعارات تؤكد استمرار سلمية الاحتجاجات، كما طالبوا بإصلاح النظام السياسي من خلال حل البرلمان، وسنّ قانون انتخابات عادل، وإجراء انتخابات مبكرة.

وقام متظاهرو ساحة التحرير بوضع أسلاك شائكة عند المدخل الشرقي لجسر الجمهورية، كما وضعوا حاجزاً بشرياً قبل الأسلاك لمنع المتظاهرين من العبور باتجاه المنطقة الخضراء خوفاً على حياتهم، وانضم متظاهرون إلى لجان تطوعية لتفتيش الداخلين إلى أماكن التظاهر، للتأكد من عدم حملهم أسلحة وسكاكين، بينما فرضت قوات الشرطة الاتحادية طوقاً أمنياً في المناطق المحيطة.

وفي ذي قار جنوباً، توافد الآلاف إلى ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية، للمشاركة في الاعتصامات بعد سماع أنباء عن نية القوات الأمنية فضّ الاعتصام هناك بالقوة، إلا أن قوات الأمن نفت في وقت لاحق هذه الأنباء، موضحة أن أي عملية أمنية لا يمكن أن تتم بدون التنسيق مع المتظاهرين.

كذلك تواصلت الاحتجاجات في محافظة ميسان، على الرغم من الانتشار الأمني الكبير الذي تلا استهداف مقرات للمليشيات، فجر الثلاثاء.

وقال قائد شرطة ميسان عبد الخضر الساعدي إنّ الأمور عادت إلى طبيعتها أمام مقرات مليشيات "العصائب" التي تم استهدافها من قبل متظاهرين في وقت سابق، موضحاً، في حديث إذاعي، أن "استهداف هذه المقرات كان رداً على تصريحات سابقة لزعيم المليشيات قيس الخزعلي".

وكان الخزعلي قد حذر، مساء أمس الإثنين، في بيان، من أنّ "التظاهرات السلمية يتغلغل فيها مخربون، وهم يقومون بالحرق والقتل"، داعياً الجميع إلى "الوقوف بوجه هذا المشروع التخريبي وكشف الأقنعة عن هؤلاء". وأضاف "إذا تساهلنا معهم، فإن مصالح الناس ستكون بخطر"، مشدداً على أنه "يجب على الجميع أن يسحبوا المظاهر المسلحة من ساحات التظاهر، وفسح المجال للقوات الأمنية لأخذ دورها".

وفي كربلاء، تظاهر مئات من أفراد عشيرة الناشط فاهم الطائي الذي اغتيل، قبل يومين، وسط المدينة، من قبل مسلحين مجهولين، ومنحوا السلطات المحلية 24 ساعة لكشف هوية الجناة، بينما تواصلت الاحتجاجات في مدن محافظة البصرة أقصى جنوب العراق.

وفي محافظة الديوانية، تظاهر المئات على الطريق الرئيس المؤدي إلى مصفى الشنافية النفطي، ما أدى إلى قطع الطريق بالكامل، كما شهدت ساحة اعتصام السماوة بمحافظة المثنى زيادة في أعداد المعتصمين مع حلول المساء.

خطاب برهم صالح

في غضون ذلك، شدّد الرئيس العراقي برهم صالح على "ضرورة إكمال مسيرة إصلاح النظام السياسي وتقويم مكامن الخلل والخطأ من خلال التأسيس لحكم رشيد"، داعياً، في خطاب موجه إلى العراقيين في ذكرى النصر على "داعش"، الكتل السياسية لـ"التعاون من أجل تسمية المكلف برئاسة الحكومة الجديدة، وفقاً للسياقات الدستورية".

وأضاف "أننا جميعاً نعيش الآن يوميات تاريخ جديد، تاريخ يكتبه شبابنا وبناتنا في ساحات الاعتصامات والتظاهرات السلمية مطالبين بالعيش الكريم بشعارات ومطالب تستعيد كرامة العيش بعد استعادة كرامة الوطن"، داعياً الجميع إلى "التعاون من أجل تسمية من نرتضيه ونتفق عليه لتكليفه برئاسة مجلس الوزراء وتشكيل حكومة تعيد إعادة إعمار البلد والمؤسسات وتنهض بما يطمح إليه شبابنا وشاباتنا وأطفالنا وكهولنا ونساؤنا وكل أطياف المجتمع العراقي".

"سائرون" يرفض تسمية رئيس الوزراء الجديد

وفي السياق، قال عضو البرلمان العراقي عن تحالف "سائرون" أمجد العقابي، إنّ "غالبية القوى السياسية متفقة على حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة"، مبيناً، خلال تصريح صحافي، أن تحالفه "لم ولن يحضر اجتماعات الكتل لاختيار رئيس الوزراء الجديد".

يشار إلى أن تحالف "سائرون" المدعوم من زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، سبق أن أرسل خطاباً إلى رئيس الجمهورية أعلن فيه تنازل "كتلته الأكبر" في البرلمان عن حقها في ترشيح رئيس الوزرء الجديد، تاركاً هذا الحق للمتظاهرين والمعتصمين في ساحات الاحتجاج.

المساهمون