تباين وجدل في إيران حول استخدام قاعدة همدان

23 اغسطس 2016
المقاتلات الروسية تزودت بالوقود من قاعدة همدان(فرانس برس)
+ الخط -
لا تزال قضية استخدام المقاتلات الروسية، قاعدة همدان الإيرانية لقصف مواقع في سورية، تتفاعل وسط تباين وجدل داخل الأوساط السياسية في طهران، لاسيما عقب تلميح موسكو إلى تكرار الأمر ذاته من الأراضي الإيرانية.

وقال أمين مجلس الأمن القومي، علي شمخاني، إن المقاتلات الروسية لم تغادر إيران اليوم، ولم يكن من المقرر أن تبقى في البلاد، مؤكدا انتهاء مهمتها الخميس الفائت.

وأضاف شمخاني، في تصريحات تلفزيونية، أن مغادرتها لم تأت بناء على ضغوط دولة أخرى، قائلا، إن تلك الدولة تفاجأت بدورها بالموضوع، ولم تستطع أن تحقق أهدافها في حلب، على حد تعبيره.  
 
وعقب صدور تأكيدات إيرانية جاءت على لسان المتحدث باسم خارجية البلاد، بهرام قاسمي، والتي نقلت توقف استخدام المقاتلات الروسية قاعدة همدان غربي البلاد، وهو ما أكدته موسكو كذلك، مع الإشارة إلى احتمال تكرار الأمر ذاته من الأراضي الإيرانية، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، اليوم الثلاثاء، إن المقاتلات الروسية كانت تتزود بالوقود من قاعدة همدان، مشيراً إلى أن الأمر لم يتوقف نهائياً بعد.

وأتى تصريح لاريجاني خلال جلسة نيابية، ردّ فيها على سؤال وجّهه النائب محمود صادقي، والذي أعرب من قبل عن توقيع عشرين نائباً على عريضة تطالب بحضور أحد المسؤولين عن ملف استخدام روسيا قاعدة همدان، لتقديم مبررات وتوضيحات في جلسة برلمانية غير علنية، ولاسيما أن بعض النواب اعتبروا ذلك نقضاً للدستور الإيراني الذي يمنع وضع أية قاعدة تحت تصرف أي طرف أجنبي.

بدوره، ردّ صادقي على لاريجاني قائلاً إن مطلب النواب لا يزال قائماً على الرغم من توقف العمليات، التي قيل إنه من المحتمل أن تستأنف مجدداً في المستقبل، معتبراً أن تقديم التوضيحات يرفع التنسيق بين السلطات الإيرانية الثلاث ويؤدي إلى انسجامها.

من جهةٍ ثانية، أكد لاريجاني، أن إيران وروسيا متحدتان في الحرب ضد "الإرهاب"، وهو ما يصب لصالح المسلمين في المنطقة، مجدداً التأكيد على أن القاعدة لم توضع رهناً لروسيا، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء "فارس".

وبشأن تصريحات وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، عن أنّ هذا الملف لا علاقة له بالبرلمان، واتخاذ القرار فيه من صلاحيات مجلس الأمن القومي، اعتبر لاريجاني أن "تصريحات الوزير غير مناسبة، فكان عليه أن يراعي الأدب والحكم بشكل مناسب"، حسب وصفه.

كما أشار إلى أن المرشد الأعلى، علي خامنئي، كان قد أكد مراراً أهمية البرلمان، بل ووضعه على رأس المؤسسات، مطالباً المسؤولين بمراعاة هذا الأمر.

وأضاف "إن البرلمان لم يتدخل في ملف قاعدة همدان، كون الأمر لم يكن مخالفاً للدستور، ولأن الحكومة لم تقم بما هو مخالف له من الأساس".

وهو ما استدعى إرسال رسالة توضيحية من مكتب الوزير دهقان إلى لاريجاني اليوم كذلك، جاء فيها أنه لم يقصد التقليل من شأن البرلمان، وإنما قصد في تصريحاته أن قرار استخدام القاعدة العسكرية لا يحتاج لتصويت النواب.

 
وفي سياق التعاون الإيراني الروسي ذاته، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى، علي شمخاني، إن التنسيق الأخير بين طهران وموسكو كان سبباً في تراجع المعادلات الأميركية في سورية، مؤكداً أنه ليس من الضروري أن ينحصر هذا التعاون في ملف محاربة الإرهاب وحسب، وتوقع أن يشمل ملفات أخرى مستقبلاً.

ونقلت المواقع الرسمية الإيرانية عن شمخاني قوله كذلك، "إن تركيز وسائل الإعلام الغربية وتلك السعودية على استخدام مقاتلات روسيا مطار همدان الإيراني، جاء للتغطية على الخسائر التي تكبدتها هذه الأطراف في كل من تدمر وإدلب وريف حلب وأطراف اللاذقية في سورية خلال الفترة الأخيرة".

كما رأى أن "بعض الأطراف العربية والغربية تتوهم أنها قادرة على تغيير المعادلات في الميدان السوري، لكنها تفاجأت بالقدرة السياسية والدفاعية والأمنية الإيرانية".




دلالات
المساهمون