الإمارات تبرر هجوم حفتر... والسراج يحدد شروط وقف المعارك

03 مايو 2019
تواصل قوات حكومة الوفاق تصدّيها لهجوم حفتر(محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
في ما يصر خليفة حفتر على استمرار حملته على العاصمة الليبية طرابلس، على الرغم من فشله في تحقيق أي تقدّم، بل تراجعت مليشياته أمام قوات حكومة الوفاق، أطلّت الإمارات بموقف صريح لتبرير هجوم حفتر، بالقول إن العاصمة الليبية واقعة تحت سيطرة "مليشيات متطرفة"، وإن الأولوية هي لـ"مواجهة الإرهاب"، وهو ما استدعى رداً تركياً، غير مباشر، تولاه وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، بإشارته، أمس الخميس، إلى وجود بعض الجهات التي تدّعي بأن حفتر يكافح الإرهاب، واصفاً هذه الادعاءات بأنها مجرد محاولة لتحريف الحقائق. في المقابل، لا تزال حكومة الوفاق تصر على موقفها برفض أي تفاوض ووقف لإطلاق النار قبل انسحاب مليشيات حفتر إلى المواقع التي كانت فيها قبل 4 إبريل/نيسان الماضي، تاريخ إطلاق حفتر هجومه على طرابلس.

وبعدما بات واضحاً الدعم الإماراتي والمصري لحفتر، دخل وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، على الخط، محاولاً كما يبدو تبرير هجوم حفتر، فكتب على "تويتر" باللغة الإنكليزية أن "الأولوية في ليبيا هي مواجهة التطرف والإرهاب ودعم الاستقرار في الأزمة التي طال أمدها". وأضاف "اتفاق أبوظبي أعطى الفرصة لدعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة، بينما تواصل المليشيات المتطرفة السيطرة على العاصمة وتعطيل البحث عن حل سياسي". وكان رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، وخليفة حفتر، توصلا، في الإمارات، في فبراير/شباط الماضي، إلى اتفاق من أجل "إنهاء المرحلة الانتقالية" في ليبيا "من خلال انتخابات عامة".

في المقابل، شدد السراج، خلال افتتاحه، أمس الخميس، جلسة للحكومة، على أن "أي حديث عن وقف إطلاق النار يجب أن يرتبط بانسحاب القوة المعتدية والعودة من حيث أتت، ومن دون ذلك فالحديث يصبح نوعا من العبث". ولفت إلى أن الوضع قبل 4 إبريل يختلف تماماً عن الوضع بعد هذا التاريخ، فهناك متغيرات، مضيفاً "نحن لم ندعُ إلى نسف العملية السياسية، بل كنا أحد أطراف العملية السياسية ونعمل على استمرارها، واستمرار التشاور، لكن هناك من نسف العملية السياسية وتسبّب في أضرار كبيرة للنسيج المجتمعي، بالإضافة إلى الأضرار المادية والمعنوية"، مؤكداً أن العودة للعملية السياسية سيكون مختلفاً لما كان عليه. وأكد أن القوات الموالية لحكومته "يستميتون في الدفاع عن عاصمتهم وعن مشروع الدولة المدنية، وأن الأوضاع على الأرض جيدة". لكنه انتقد تردد بعض المسؤولين في الظهور الإعلامي، قائلاً "هل يعقل أن يموت شبابنا على الجبهات ونفتقر للشجاعة لنظهر إعلامياً ونعلن عن موقفنا ونسمي الأشياء بمسمياتها؟"، معلناً أنه يتابع ذلك وسيكون هناك موقف واضح تجاهه في الوقت المناسب.


في السياق، أكد مصدر ليبي رفيع المستوى مقرب من المجلس الأعلى للدولة، لـ"العربي الجديد"، أن سلطات طرابلس منزعجة بشكل كبير من الموقف الدولي، خصوصاً الأميركي والفرنسي، ومن الأمم المتحدة، خصوصا بعد الغياب الكامل للدبلوماسية الأميركية، ستيفاني وليامز، التي تشغل منصب نائبة رئيس البعثة الأممية في ليبيا. وكشف المصدر أن حكومة الوفاق والمجلس الأعلى رفضا مساعي قام بها دبلوماسيون أميركيون من السفارة الأميركية لدى ليبيا متواجدون في تونس من أجل التوسط لوقف القتال والعودة إلى المفاوضات السياسية.
وفيما لم يشر المصدر إلى موقف حفتر من السعي الأميركي، إلا أن تصريحات المتحدث باسم حكومة الوفاق، مهند يونس، تكشف عن رغبة الحكومة في تغيير الموقف الأميركي، فقد أكد "استمرار الشراكة بين حكومة الوفاق والجانب الأميركي في الحرب على الإرهاب". وأشار يونس، في حديث للصحافيين يوم الأربعاء، إلى قرب عودة القوات الأميركية إلى طرابلس ومدينة مصراتة "في إطار التعاون الأمني المشترك"، في إشارة للقوة التابعة للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" التي أعلنت، في السابع من إبريل/نيسان الماضي، عن نقل مقاتليها من طرابلس.

سياسياً أيضاً، عقد نواب موالون لحكومة الوفاق جلسة لمجلس النواب في طرابلس، بحضور أكثر من 40 عضواً. وقال النائب سالم قنان، أحد النواب المشاركين في الجلسة، لـ"العربي الجديد"، إن المجلس سيكون دائم الانعقاد بسبب التحدي الذي تعيشه طرابلس ووقع الحرب التي تتصدى لها، معلناً أن عقد الجلسة لتأكيد شرعية من يدافعون عن العاصمة حالياً.

وفي التطورات الميدانية أمس، شهدت محاور القتال جنوب طرابلس هدوءاً نسبياً نهاراً، فيما استمرت الاشتباكات بشكل متقطع في مناطق الهيرة القريبة من غريان وسوق الأحد، أولى مناطق ترهونة. وقال المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، محمد قنونو، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الحكومة صدت محاولتين، خلال ليل الأربعاء الخميس، من قبل مليشيات حفتر لاسترداد منطقة السبيعة جنوب شرق العاصمة. وأكد أن "بركان الغضب" تتجه إلى دفع قواتها للتقدم أكثر باتجاه ترهونة وغريان، معاقل حفتر الرئيسية غرب البلاد.

المساهمون