يجري رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال غادي أيزنكوط، اليوم الجمعة، محادثات طارئة مع نظيره الأميركي، الجنرال جوزيف دينفورد، تتصل أساساً بالتطورات في جنوب سورية.
وتوجه أيزنكوط، أمس الخميس، على نحو مفاجئ، إلى واشنطن، عقب التطورات الميدانية في سورية، والحملة التي يشنها النظام السوري في درعا ومناطق "خفض التوتر" عند مثلث الحدود مع سورية والأردن وإسرائيل.
وفي غضون ذلك، قالت صحيفة "هآرتس" إن الكابينيت السياسي والأمني الإسرائيلي سيجتمع مساء الأحد، بعد عودة أيزنكوط من واشنطن، للبت في الموقف الإسرائيلي من التطورات الميدانية في سورية، لا سيما وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي رفع حالة التأهب في الجولان السوري المحتل، وبدأ بنشر قواته على امتداد الحدود لمواجهة حركة النزوح في حال اتجاهها لمناطق التماس مع الشق المحتل من الجولان السوري عند محافظة القنيطرة.
وتتصل محادثات أيزنكوط مع نظيره الأميركي، التي تم الترتيب لها قبل أيام معدودة، بحراك إقليمي ودولي في الشأن السوري، وخاصة ما يتعلق بموقف إسرائيل من محاولات النظام السوري لاستعادة السيطرة على جنوب سورية، وكذلك المناطق الحدودية مع الجولان السوري المحتل، حيث تشير تقارير إسرائيلية (وفق ما نشرته "هآرتس" و"معاريف" اليوم إلى أن "من شأن إسرائيل ألا تعارض عودة النظام، ما دامت قواته خالية من عناصر المليشيات الشيعية التابعة لإيران، بما في ذلك عناصر من "حزب الله" اللبناني".
ومن المقرر أن يطرح رئيس أركان جيش الاحتلال مجدداً على نظيره الأميركي الشروط الإسرائيلية التي "في حال عدم احترامها، فإن إسرائيل قد تتدخل في ما يحدث في جنوب سورية"، كما سيبحثان "الجهد المشترك" لواشنطن وتل أبيب لـ"تقييد النشاط الإيراني في المنطقة".
ومن بين هذه الشروط، التي تسميها إسرائيل "خطوطاً حمراء"، عدم انتهاك الطرف السوري لاتفاق فك الاشتباك ووقف إطلاق النار الذي تم إبرامه عام 74 بعد حرب أكتوبر، بما في ذلك تقييد حركة العتاد الحربي السوري الثقيل، ومنع دخول دبابات إلى المنطقة من شأنها أن تهدد أمن إسرائيل لاحقاً، وإخراج المليشيات الطائفية والموالية لإيران من الأراضي السورية.
كما يتوقع أن يناقش المسؤولان الإسرائيلي والأميركي، بحسب "هآرتس"، اليوم الذي يلي الحرب في سورية، حيث لن تعترض إسرائيل على عودة نظام بشار الأسد إلى الجولان السوري "طالما لا وجود لقوات أجنبية داخل صفوف قواته".
وتتوقع إسرائيل من الولايات المتحدة أن تنقل هذه المطالب إلى روسيا خلال لقاء القمة المنتظر بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، وذلك بموازاة الحوار المتواصل بين موسكو وتل أبيب.
من جهته، لفت أليكس فيشمان، في "يديعوت أحرونوت"، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتخذ استعداداته للحملة التي سيشنها نظام الأسد في جنوب سورية بمساعدة روسية، وخاصة على محافظتي درعا والقنيطرة. وكشف فيشمان أن موضوع هذه الحملة كان في صلب المحادثات التي أجراها وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، في مايو/ أيار الماضي، حيث أوضح ليبرمان أن دولة الاحتلال لن تقبل بأي انتهاك لاتفاق فك الاشتباك ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وسورية عام 74، كما طالب بإعادة قوات "الأندوف" (قوات حفظ السلام الأممية في الجولان).
ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، كما يقول فيشمان، فإن ما يحدث الآن من نشاط لقوات النظام في درعا هو "مقدمة لهجوم كبير وأوسع يعد له النظام وروسيا"، وأن موجة نزوح اللاجئين الحالية هي "أول الغيث" من موجات نزوح لاحق مع بدء الهجوم الأكبر.
أما موعد شن الهجوم الذي تم حشد فرقتين له من قوات النظام السوري فمرتبط بالتفاهمات التي تم التوصل إليها بين الرئيس الروسي وبين مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، في اللقاء الذي جمعهما أول أمس الأربعاء، خاصة وأنهما حددا السادس عشر من يوليو/ تموز الحالي موعداً للقاء القمة بين ترامب وبوتين في هيلسينكي. وبالتالي فإن التقديرات تفيد بأن روسيا لن تشن الحملة الأكبر قبل ضمان تنسيق وتفاهم مع الولايات المتحدة، لا سيما في ظل المخاوف الأميركية من أن تؤثر موجة نزوح إضافية للاجئين السوريين على النظام في الأردن.
وعلى الرغم من هذه التقديرات، فإن قوات جيش الاحتلال، وخاصة في قيادة المنطقة الشمالية، تستعد لمواجهة تداعيات دخول القوات البرية للنظام السوري وروسيا، للمناطق القريبة من الجولان السوري المحتل، حيث ترى إسرائيل أن النظام سيعود في نهاية المطاف لبسط نفوذه على الجولان، ولكن السؤال هو: "هل سيكون ذلك من خلال عمليات عسكرية واسعة، أم بالتوافق مع الأميركيين و"الثوار"، وبالتنسيق مع إسرائيل والأردن؟".