حزام بغداد: مناطق منسية إلا أوقات الانتخابات

19 مارس 2018
تعاني مدن حزام بغداد من إجراءات أمنية مشددة(Getty)
+ الخط -
على الرغم من فشل تنظيم "داعش" الإرهابي في السيطرة على مناطق في حزام بغداد حين اجتاح ما يزيد عن 40 بالمائة من الأراضي العراقية عام 2014، إلا أن هذه المناطق تتعرض منذ ذلك الحين إلى تضييق من قبل القوات العراقية، التي غالبا ما تنفذ حملات تفتيش واعتقالات هناك، في الوقت الذي تعاني فيه المناطق ذاتها من إهمال كبير في النواحي الخدمية.

ويؤكد حميد المشهداني، وهو أحد زعماء القبائل في منطقة شمال بغداد أن المدن والقرى المحيطة بالعاصمة العراقية "تدفع ثمن ذنب لم تقترفه"، موضحا لـ"العربي الجديد" أن التركيبة السكانية ذات الاغلبية "السنية" لهذه المناطق جعلتها محط أنظار قوات ومليشيات عراقية.

وأضاف المشهداني أن "المعاناة في حزام بغداد بدأت خلال فترة حكومتي رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي (2006-2014)، الذي أطلق اليد لقوات "سوات" التي كانت مرتبطة به لاعتقال الآلاف من أبناء مناطق حزام بغداد، الذين لم يعرف مصير عدد منهم إلى غاية الآن".

وتابع القول "إلا أن هذه المعاناة ازدادت بشكل كبير بعد احتلال داعش للموصل ومدن عراقية أخرى منتصف عام 2014"، مبينا أن البرلمانيين والسياسيين لا يتذكرون معاناة مناطقنا إلا في الأوقات التي تسبق الانتخابات، من أجل كسب أصواتنا".

من جانبه، قال عضو مجلس شيوخ عشائر جنوب بغداد فاضل الجنابي إن مناطق اليوسفية والرضوانية (جنوب بغداد) وصولا إلى مدينة أبو غريب (جنوب غرب العاصمة)، تعاني منذ سنوات عدة من إجراءات أمنية مشددة وانتشار مكثف لقوات الجيش والشرطة الاتحادية، على الرغم من عدم وجود أي تهديد أمني واضح فيها، متسائلا في حديث لـ "العربي الجديد" عن سبب التمييز ضد هذه المناطق.

وأشار الجنابي إلى أن الأوضاع في بقية مناطق بغداد مختلفة، موضحا أن القوات الأمنية أزالت عدداً كبيراً من نقاط التفتيش، وفتحت كثيرا من الطرق المغلقة في أحياء بغداد المختلفة، لكن هذا الأمر لم يحدث في مناطقنا التي تعاني أيضا من إهمال كبير فيما يتعلق بالخدمات، ولفت إلى أن هذا الامر تسبب بانخفاض أسعار العقارات فيها، وهجرة عدد غير قليل من سكانها إلى قلب العاصمة العراقية.



ولا تقتصر المعاناة في حزام بغداد على المناطق ذات الأغلبية "السنية"، اذ تعاني مناطق أخرى مختلطة من إهمال حكومي متعلق بالخدمات، وشهدت بلدة "سبع البور" شمال بغداد مؤخرا تظاهرات مطالبة بتحسين الخدمات، وقام متظاهرون بقطع طرق رئيسية في البلدة، وطالبوا بتغيير الإدارة المحلية.

من جهته، طالب محافظ بغداد عطوان العطواني الحكومة العراقية بوضع حلول من أجل مواجهة الأزمة الخدمية في مناطق حزام بغداد، مؤكدا في بيان أن المشاكل الخدمية في هذه المناطق تفاقمت، وأن الحلول الترقيعية لا تصلح لمعالجة الأوضاع الحالية.

ودعا رئيس الوزراء حيدر العبادي، في وقت سابق كلاً من وزارتي المالية والتخطيط إلى اتخاذ موقف حقيقي يتم من خلاله الالتفات إلى مطالب أهالي بغداد.

وتعد مناطق حزام بغداد، وهي (التاجي وأبو غريب والرضوانية واليوسفية)، والتي تطوق بغداد، من أسوأ مناطق العاصمة من الناحية المعيشية، إذ إنّها تشهد منذ سنوات طويلة تشديدًا أمنيًا، ومنع الدخول إلّا ببطاقة سكن، وقطعًا لأغلب الطرق، وشللًا لمرافق الحياة، حتى أصبحت مناطق يصعب العيش فيها.