وقالت ميركل في حديث صحافي مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، وعدد من الصحف الأوروبية الأخرى، نشر اليوم السبت، "نشأنا ونحن نعلم أن أميركا تريد أن تكون قوة عالمية، وإذا كانت واشنطن تريد الآن وقف أداء هذا الدور بإرادتها الخاصة بها، فيجب علينا التفكير في هذا الموضوع بشكل عميق"، في إشارة منها إلى العلاقة المستقبلية عبر حلف شمال الأطلسي.
وبخصوص سحب الجنود الأميركيين من ألمانيا، أبدت المستشارة اعتقادها بأن تمركز القوات المسلحة الأميركية في بلادها فيه أيضا مصلحة لواشنطن وليس لحماية ألمانيا والجزء الأوروبي من حلف شمال الأطسي (ناتو).
وأكدت في الوقت نفسه على أنه سيتعين على حكومتها إنفاق المزيد على الدفاع، "وهو ما حصل خلال السنوات الأخيرة، وستواصل القيام بذلك من أجل تعزيز قدراتنا العسكرية، يجب على أوروبا أن تلعب دورا أكبر مما فعلت في الحرب الباردة".
وفي الملف الاقتصادي، رأت ميركل أن أوروبا تواجه أكبر تحد اقتصادي لها، وأن خطة الإنقاذ المقترحة هدفها تجنب الكارثة، مؤكدة أن صندوق الإنعاش الاقتصادي "لا يمكن أن يحل جميع مشاكل أوروبا، لكن عدم وجوده سيؤدي إلى تفاقم جميع المشاكل"، وعليه فإن من مصلحة الدول الأعضاء الحفاظ على سوق أوروبية بينية قوية.
كورونا: تحد غير مسبوق
وفي ما يتعلق بوباء فيروس كورونا، اعتبرت المستشارة الألمانية، أن وباء كورونا "يطرح أمامنا تحدياً غير مسبوق وهناك ضغوط هائلة للعمل، من عمق الركود الاقتصادي لتغير المناخ والرقمنة والوضع الصعب داخل الاتحاد الأوروبي والنبرة القاسية المتصاعدة في العالم".
وأصرت على أنه وفي مثل هذا الوضع الاستثنائي، "على الدول الأعضاء أن تكون متماسكة ولديها اهتمام مشترك، وعندها سنتمكن من تنفيذ المشروع المركزي للرئاسة الأوروبية"، في إشارة منها إلى النزاع حول مدفوعات الأموال المقترحة، وما إذا كان يمكن أن يتم تقدم كمنح خالصة أو ضمن قروض.
وأعلنت أن "التحدي الخاص يتطلب نهجا خاصا وبالنسبة للبلدان التي لديها بالفعل إجمالي دين مرتفع جدا، فإن القروض الإضافية أقل فائدة من المنح"، لافتة إلى أنها تعمل الآن لإقناع الدول التي تطالب بالقروض وترفض المنح، مضيفة أن "هناك الآن درجة مختلفة من القلق بسبب كورونا ويجب أن يكون مفتاح توزيع الأموال مختلفا".
ومع ضخامة الأزمة، تبرر ميركل التحول الدراماتيكي في السياسة الأوروبية الألمانية، التي رفضت في السابق الديون الأوروبية المشتركة، لتذكر أنه وفي أزمة كهذه، يتوقع من الجميع أن يفعل ما هو ضروري، وما هو ضروري هو شيء غير عادي، وألمانيا لديها معدل ديون منخفض وبإمكانها ان تحمل نفسها دينا أعلى في هذه الظروف الاستثنائية.
وشددت على أنه "من المهم ألا تفكر ألمانيا في نفسها فحسب، بل أن تكون مستعدة للقيام بعمل تضامني استثنائي".
علاوة على ذلك، أشارت إلى أنه ومن خلال صندوق الإنعاش الاقتصادي "نواجه اهتزاز الديمقراطية الأوروبية أيضا، واصفة التحدي بالوجودي، ومنبهة إلى أن البطالة المرتفعة للغاية في بلد ما تدفع نحو تطورات سياسية خطيرة فيه، وعندئذ ستكون الديمقراطية مهددة بشكل أكبر، وعليه ولكي تكون أوروبا موجودة يجب أن يكون اقتصادها موجودا أيضا".