مؤتمر باريس: تحفظات بريطانية ودفاع واشنطن عن إسرائيل

15 يناير 2017
بيان مؤتمر باريس تحاشى القضايا الخلافية (طوماس سامسون/فرانس برس)
+ الخط -
توالت ردود الأفعال عقب الإعلان عن البيان الختامي لمؤتمر باريس حول عملية السلام، والذي عُقد اليوم الأحد في العاصمة الفرنسية، إذ قالت بريطانيا إن لديها تحفظات على نتائج المؤتمر، فيما كشف وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، عن الدور الذي قامت به بلاده في صياغة البيان للحيلولة "دون معاملة إسرائيل بشكل غير منصف".

وفي السياق، قالت لندن إن لديها تحفظات على نتائج مؤتمر السلام الذي استضافته باريس، مضيفة أن "النتائج قد تؤدي إلى تشديد المواقف".

وقال بيان لوزارة الخارجية: "لدينا تحفظات معينة تجاه مؤتمر دولي الهدف منه دفع السلام بين الجانبين ولا يشملهما. في الواقع إنه يأتي ضد رغبة الإسرائيليين، ويأتي قبل أيام فقط من الانتقال إلى رئيس أميركي جديد، في الوقت الذي ستكون فيه الولايات المتحدة الضامن النهائي لأي اتفاق"


من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي إن "الولايات المتحدة سعت في مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط للحيلولة دون معاملة إسرائيل بشكل غير منصف"

وشكر كيري فرنسا على استضافتها المؤتمر الدولي، ورحّب ببيانه الختامي الذي أيّد حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، إلا أنه قال إنه لم يتم التوصل إلى هذه النتيجة الإيجابية إلا بعد إصرار دبلوماسيين أميركيين على تضمين البيان لغة قوية تدين ما وصفه بـ"التحريض وهجمات الفلسطينيين على الإسرائيليين"

وأضاف: "لقد أتينا إلى هنا وقاومنا من أجل تعديل ما اعتقدنا أنه غير متوازن، أو أنه لا يعبّر عن نوع من الاتحاد الذي تحدثت عنه"

وتابع: "لم نخفف منه (البيان). فعلنا ما هو ضروري لكي يكون متوازناً. وإذا نظرت إليه فإنه يتحدث إلى الجانبين بطرق إيجابية وليست سلبية"

وفي تصريح للصحافيين عقب المحادثات، أكد كيري أنه تحدّث مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع باريس، لطمأنته. مشيرا إلى أن "عددا من الدول العربية الكبرى كانت موجودة في المحادثات، وأنها وافقت على اللغة التي تدين التحريض، ووافقت على الخطة الأميركية لحل الدولتين". 

وكشف كيري الشهر الماضي عن خطة أميركية تؤكد على ضرورة حل الدولتين. 

كذلك امتنعت واشنطن الشهر الماضي عن التصويت على قرار في مجلس الأمن يدين النشاط الاستيطاني الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما أغضب إسرائيل.

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأميركي، اليوم أيضا، إن إدراج أي إشارة إلى خطط إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس في البيان الصادر عن اجتماع باريس بشأن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين "كان سيصبح أمراً غير ملائم".


وقال كيري للصحافيين بعد المؤتمر: "نوقش الأمر (نقل السفارة) علانية في الداخل، وهذا ليس له صلة بالمحافل الدولية في هذا التوقيت. هذا غير مناسب".

ودعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، مساء اليوم، فرنسا إلى الاعتراف الفوري بدولة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وحثّ عريقات جميع الدول التي شاركت في مؤتمر باريس، بما فيها دول أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، على الاعتراف بفلسطين كما اعترفت بإسرائيل، "انسجاماً مع مطالبهم وحفاظاً على حل الدولتين الذي أكد عليه المؤتمر".

ووجه دعوة إلى الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى تبني بيان باريس الختامي وقرار مجلس الأمن 2334، والاصطفاف إلى جانب المجتمع الدولي وإرادته في إحلال السلام القائم على القانون الدولي، ووقف جميع المحاولات والإملاءات الإسرائيلية غير القانونية لضم القدس، مشيراً إلى رفض الأصوات المنادية بـ"نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وتوسيع الاستيطان، وبناء جدار الضم والتوسع العنصري".

وقال عريقات: "لقد اختارت إسرائيل الاستمرار في احتلالها والاستيطان والتغيب عن هذا المؤتمر، وهي رسالة بسعيها الجاد والحثيث لتدمير العملية السلمية وحل الدولتين، وبعد هذا الرفض المتواصل لدعوات الأسرة الدولية المتعددة للسلام، وإصرارها على استبدال لغة السلام والمفاوضات بلغة القمع والعسكرة واستمرار الاحتلال، فالمطلوب، اليوم، اتخاذ موقف إلى جانب الإرادة الدولية ولجم انتهاكاتها وغطرستها ومساءلتها".

في السياق، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، حسب ما نقلت وكالة الأناضول، إنه "لا يمكن القبول" بإحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من دون إطار زمني واضح ومرجعية راسخة.

وأضاف أبو الغيط، خلال كلمته أمام المؤتمر، أن "الأمور أصبحت واضحة، ولم يعد بالإمكان الاستمرار في ربع قرن جديد من عملية سياسية بلا أفق زمني واضح ومحدد".

من جانبها، اعتبرت دولة الاحتلال، الأحد، أن مؤتمر باريس، والذي جدّد دعم المجتمع الدولي لحل الدولتين، يبعد فرص السلام.

وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان: "إن هذا المؤتمر الدولي وقرارات الأمم المتحدة تبعد فرص السلام، لأنها تشجع الفلسطينيين على رفض المحادثات المباشرة مع إسرائيل".

المساهمون