النّظام يخرق وقف إطلاق النار في ريف حمص ويعتقل العشرات بريف الرقة

11 اغسطس 2017
قوات النظام تتكبد خسائر في ريف الرقة(فرانس برس)
+ الخط -
جدّدت قوات النظام السوري، اليوم الجمعة، خرق اتفاق خفض التصعيد في ريف حمص الشمالي ما أوقع جرحى، في حين أعلن مكتب الأوقاف في منطقة الحولة عن إلغاء صلاة الجمعة في المنطقة نتيجة تواصل خرق الاتفاق.

وذكر "مركز حمص الإعلامي"، أنّ قوات النظام خرقت اتفاق خفض التصعيد، اليوم الجمعة، حيث قصفت بالمدفعية الثقيلة منازل المدنيين في قرية الزعفرانة شمال حمص، ما أسفر عن وقوع جرحى بين المدنيين، كما طاول القصف المدفعي من قوات النظام بلدة السعن وأسفر عن أضرار مادية.

وفي سياق متصل، ذكرت مصادر محلية أن "مكتب الأوقاف في منطقة الحولة" بريف حمص الشمالي، ألغى صلاة الجمعة في المنطقة بسبب تصعيد قوات النظام وخرقها اتفاق الهدنة.

ودخل اتفاق خفض التوتر حيز التنفيذ في ريف حمص في الثالث من الشهر الجاري بين قوات النظام والمعارضة، في حين عقد اجتماع لاحق بين وفد روسي ولجنة المعارضة في ريف حمص الشمالي من أجل صياغة بنود الاتفاق من جديد.

اقتتال لمليشيات النظام

من جانب آخر، أصيب أربعة مدنيين بينهم امرأتان، جراء اشتباك مسلح بين مجموعتين من مليشيات النظام السوري في حي كرم اللوز بمدينة حمص.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مجموعتين من مليشيات "اللجان الشعبية" التابعة لقوات النظام السوري في مدينة حمص اشتبكتا بالأسلحة في شارع الزحليطة بحي كرم اللوز جنوب شرق مركز المدينة.

وأسفر الاشتباك عن إصابة أربعة مدنيين بينهم امرأتان بالرصاص الطائش، بينما لم يتبين حجم الخسائر في صفوف عناصر المليشيا، نتيجة استمرار الاشتباك في المنطقة.

ورجحت المصادر أن الخلاف بين المجموعتين وقع نتيجة الصراع على مصالح اقتصادية في المنطقة، حيث تقوم المليشيات التابعة للنظام بفرض إتاوات على الناس في تلك المنطقة.

وكانت وزارة الداخلية التابعة لقوات النظام قد أصدرت قرارا في وقت سابق يقضي بإزالة الحواجز من الأحياء والشوارع في مدينة حمص، إلا أن المليشيات والموالين للنظام رفضوا تطبيق القرار بحجة المحافظة على أمن المدينة، التي تخضع بشكل كامل لسيطرة النظام ومليشياته.

اعتقال العشرات بالرقة

إلى ذلك، اعتقلت قوات النظام السوري عشرات الأشخاص في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، في وقت واصل طيران التحالف الدولي والطيران الروسي منتصف ليل الخميس، قصف مناطق يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي في شمال وشمال شرق سورية.

وذكرت حملة "الرقة تذبح بصمت"، أنّ الطيران الروسي قصف حي الصناعة في بلدة معدان كما قصف قرية الخميسية في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، دون معلومات عن وقوع ضحايا، وذلك إثر وصول تعزيزات عسكرية لتنظيم "داعش" إلى بلدة معدان.

وكانت قوات النظام قد تكبدت، أمس، خسائر بشرية جراء هجمات معاكسة شنها تنظيم "داعش" في ناحية معدان وتمكن من اعتقال عشرين عنصراً من قوات النظام.

وتحدثت مصادر محلية أنّ مليشيا العشائر التابعة لقوات النظام اعتقلت أكثر من مئتي شاب في ريف الرقة الشرقي، وقادتهم إلى مدرسة قرية البوحمد بهدف تجنيدهم للقتال في صفوفها ضد تنظيم "داعش".

وفي سياق متّصل، شن طيران التحالف الدولي عدة غارات على مواقع بالقرب من الشريط الحدودي السوري العراقي في بادية البوكمال بريف دير الزور الشرقي، وتحدثت مصادر محلية عن دوي انفجارات عنيفة سمعت في مدينة البوكمال وريفها نتيجة تلك الغارات.

وفي غضون ذلك، شهد ريف الحسكة الجنوبي حركة نزوح من قبل المدنيين إلى مخيم العريشة جنوب مدينة الحسكة بعد فرارهم من ريف دير الزور، في حين قُتل مدني بطلق ناري جراء محاولته الفرار من مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في أطراف دير الزور إلى مناطق سيطرة مليشيا "وحدات حماية الشعب" في الحسكة.

وفي ريف حمص الشمالي الشرقي، شن تنظيم "داعش" هجوماً مباغتاً بعربة مفخخة ضد قوات النظام والمليشيات المساندة له في مدينة السخنة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى من الأخيرة.

وفي الأثناء، سيطرت قوات النظام والمليشيات على قرية خرائب الكتنة، وجبل دويلب، وتل المزرور شمال شرق ناحية الشيخ هلال في ريف حماة الشرقي عند الحدود الإدارية مع محافظة الرقة، وجاءت السيطرة إثر معارك مع تنظيم "داعش".

وتشن قوات النظام في تلك المنطقة عملية عسكرية بالتزامن مع الحملة التي تشنها في ريف الرقة وريف حمص بهدف السيطرة على مناطق تنظيم "داعش"، وسط انهيار سريع في صفوف الأخير.

من جهة أخرى، قصفت قوات النظام بلدة كفرحمرة في ريف حلب الشمالي ما أسفر عن مقتل طفل وإصابة آخرين بجروح، فضلاً عن وقوع أضرار مادية.


وفي ريف دمشق، جرح مدنيون جراء قصف من قوات النظام السوري على الغوطة الشرقية، ظهر اليوم الجمعة، وذلك في خرق متواصل لاتفاق خفض التوتر الموقع بين المعارضة والنظام بضمانات روسية.

وقال الدفاع المدني السوري في ريف دمشق، إن قوات النظام قصفت بالمدفعية والصواريخ مدن حمورية وعين ترما وسقبا، ما أسفر عن وقوع جرحى بين المدنيين في حمورية وسقبا، فضلًا عن وقوع أضرار مادية جسيمة في منازل المدنيين.

وسقط جرحى أيضًا نتيجة القصف المدفعي والصاروخي على مدينة كفربطنا، كما طاول القصف بالمدفعية بلدة الأشعري بمنطقة المرج وأسفر عن أضرار مادية.

وجاء القصف بالتزامن مع مواجهات متقطعة بالأسلحة الخفيفة بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام على الأطراف الغربية للغوطة، في محور وادي عين ترما والمتحلق الجنوبي.

وتسعى قوات النظام إلى السيطرة على محور وادي عين ترما بهدف فصل الغوطة الشرقية عن حي جوبر، آخر حي تسيطر عليه المعارضة في شرق مدينة دمشق.